strong>ردود فعل شاجبة وقبلان دعا الى كشف ملابسات الجريمة
ملفوفاً بالعلم اللبناني، ومحمولاً على الأكف، عاد شهيد المعارضة الوطنية اللبنانية أحمد محمود، أمس، الى ساحة الاعتصام حيث قضى أيامه الأخيرة، على مقربة من تمثال الشهداء، قبل أن تطاله أيدي الغدر التي أودت بحياته عن 21 ربيعاً.
حشود المعتصمين الغفيرة استقبلت نعشه وصوره التي توزّعت الساحة بصمت رهبة الاستشهاد، ملوّحة بالأعلام عالياً ورافعة الأيدي بالسلام. وبعد دقائق معدودة، خرقت الصمت هتافات اعتاد الشهيد سماعها بالصوت الموحّد: “فلتسقط الحكومة”، “يا سنيورة، طلاع برّا، بدنا حكومة حرّة حرّة.. شبعنا كذب، شبعنا دموع..”، إضافة الى بث عبارات للأمين العام لـ“حزب الله” السيد حسن نصر الله: “الحرب الأهلية خط أحمر.. وكما كنت أعدكم بالنصر، أعدكم به مجدداً”.
وبعد تلاوة الجموع سورة الفاتحة عن روح الشهيد، ألقى عضو “كتلة التنمية والتحرير” النائب علي بزي كلمة حركة “أمل” التي كان الشهيد أحد أعضائها، موجهاً إلى المعتصمين تحيات رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومما قاله: “هذا الشهيد شأنه شأن كل الشهداء، هو الخبز والقمح والماء، يمسح بدمه غبار الفتنة.. أستحلفكم بدماء أحبتكم أن تمسحوا بهذا الكفن والجسد كل فتنة”، مضيفاً: “نريد يوم مراسم تكريم الشهيد كما دمه، في سبيل وحدة لبنان وحكومة الوحدة الوطنية، على طريقة الشراكة لا التفرّد”.
وعلى وقع الهتافات، ختم بزي مؤكداً: “الحرب الأهلية ولّت الى غير رجعة.. التصادم في الشارع هو لأولاد الشارع لا للمقاومين”.
وفي الختام، انتهى المشهد المعارض بتحلّق المعتصمين حول ذوي الشهيد الذين تقبّلوا التعازي، قبل أن يُنقل الجثمان مجدداً الى منزل العائلة، حيث يوارى في الثرى في مأتم حاشد، اليوم، في روضة الشهيدين في منطقة الشياح، يترافق ذلك مع إضاءة الشموع في ساحة الاعتصام.
وقد استنكر عدد من الشخصيات والأحزاب الحادث، مطالباً بضرورة كشف ملابساته ومحمّلاً «الأكثرية» مسؤولية ما جرى.
ودان نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان جريمة الاغتيال الشهيد محمود، ودعا الى «تكثيف التحقيق لكشف ملابسات الجريمة»، متمنياً للجرحى الشفاء العاجل. وإذ نوّه بـ«الوحدة الوطنية التي تجسّدت في أنصع صورها في الحشود المتنوعة، سياسياً ومذهبياً ومناطقياً»، أكّد أن «عناد الجهة التي تعتبر نفسها مسؤولة هو السبب في وصول البلاد إلى المأزق الذي دخلت فيه»، داعياً إياها الى «العقلانية والاستماع الى أصوات شريحة كبيرة من اللبنانيين».
ونعى «لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية» الشهيد محمود، وشدّد على ضرورة «ملاحقة الأشخاص الذين نفذوا عملية الاغتيال واعتقالهم وتقديمهم للقضاء لينالوا عقابهم حتى يكونوا عبرة لغيرهم»، محذرين من «الفتنة التي لا تخدم سوى أعداء لبنان الذين يسعون من أجل إثارة الشقاق والانقسام المذهبي بين المسلمين، وفي مقدمهم أميركا وإسرائيل».
بدوره، دان «تيار التوحيد اللبناني» الحادثة، مستنكراً «حملة التحريض والتهويل والقمع التي يقوم بها فريق 14 شباط، التي تأتي رد فعل على التحرك السلمي والديموقراطي الشعبي الذي تمارسه المعارضة كحق شرعي ودستوري». ورأى أن «من يطالب بالتهدئة وضبط النفس يجب أن يبرهن عن ذلك في الشارع، لا أن يختبئ محرضاً أنصاره بالخفاء على ممارسة مثل هذه الأعمال، متوسلاً الطائفية لتحقيق مآربه السياسية».
ووجّه «لقاء الأحزاب والقوى الوطنية» التحية الى روح «شهيد الحرية والوحدة الوطنية، الذي سقط مظلوماً برصاص الغدر والخيانة»، وتقدّم من ذويه بأحرّ التعازي.
من جهته، أشار «المؤتمر الشعبي اللبناني» الى أن «من حق المعارضة الوطنية أن تتظاهر بصورة سلمية طلباً للتغيير الحكومي، ومن حق أفرقاء في بيروت أن يكون لهم موقف داعم للحكومة شرط التزام السلم والأمن»، آسفاً لسقوط الضحايا.
كما نفذ طلاب «معهد الشيخ محمد يعقوب التقني»، في الطيبة، اعتصاماً احتجاجياً على سقوط زميلهم الشهيد، ألقت خلاله الهيئات الطلابية كلمات استنكرت الحادث.