أكد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن «وطننا يمر في مرحلة دقيقة جداً تتطلب درجة عالية من التبصر والحكمة ووضوح الرأي والحزم في آن»، مؤكداً أن هذه الحكومة «حرصت على أن تمارس بمنطق الوفاق الوطني وروح الدستور في جميع القرارات التي اتخذت».كلام السنيورة جاء خلال كلمة ألقاها أمام وفود شعبية أمّت السرايا الكبيرة تأييداً للحكومة. وأشار إلى أن الحكومة خلال حرب تموز واجهت العدوان الإسرائيلي بشتى الطرق»، مؤكداً أن «الحكومة كانت في الطليعة ووقفت إلى جانب الحق واللبنانيين وكانت كما سماها الجميع آنذاك حكومة المقاومة السياسية». وأضاف: «منذ أسابيع نسمع أن المرشد الأعلى السيد علي خامنئي يقول: نريد أن نهزم أميركا في لبنان. نحن نؤيده في مسعاه، لكن من استشير من اللبنانيين لكي يكون لبنان ساحة لهزيمة أميركا؟ وبدل أن تكون هذه الحكومة حكومة المقاومة السياسية، أصبحت مشاركة في عملية التواطؤ، وأصبحنا نرى هناك ديّانين يصنفون الناس بين وطني وخائن وعميل».
واتهم المعارضة بأنها «تريد أن تضع يدها على الحكومة من خلال الثلث المعطل فيصبح بإمكانها عندما تريد تعطيل الجلسات وعندما تريد بإمكانها أن تسقط الحكومة، أي بعبارة أخرى تصبح هي الممسكة الكاملة بكل مفاصل الحياة السياسية، وبإمكانها أن تأخذ البلد إلى عدم إقرار المحكمة وإلى الشلل في المراحل المقبلة». وقال: «من غير الحوار ليس هناك من طريقة ومن فرض على اللبنانيين». وأشار إلى أن «الحوادث التي تحصل هنا وهناك هي حوادث غير مطمئنة على الإطلاق، وإنها ترينا أنه عندما تنعدم لغة العقل ويسود منطق الشحن الطائفي والمذهبي نصل إلى مخالفات كالتي تحصل» مشيراً إلى أنه لا مشكلة تحل بالشارع.
وعن العلاقة مع سوريا أكد السنيورة «أننا نريد علاقات صحيحة، ولكن كيف يمكننا أن نقبل بعملية إلزام للبنان، وإذا تحدثنا مع إخواننا السوريين يعلنون كليشيهاتهم العادية»، وهم يعلمون ونحن نعلم أن هذه الكليشيهات غير صحيحة، ونتمنى عليهم أن يعودوا إلى رشدهم وإلى عقلهم، لأن لبنان أخ ليس من مصلحة أحد أن ينحره. كما نحب أن يكون بيننا وبين إيران علاقات جيدة، فطبيعة لبنان لا تمكنه إلا أن يكون على علاقة جيدة مع كل دول العالم باستثناء إسرائيل، لكن لا يمكننا أن نقبل بأن تأخذ إيران قراراً بفتح معركة بلبنان وعلى أرضه».
وأمام وفد من عكار توجه السنيورة إلى «السيد حسن نصر الله وأقول له إن هذا الطريق المتبع في إدارة الأمور لا يوصل إلى نتيجة وهو الشخص الواعي، العارف، المجرب الذي كان له دور كبير نعترف به ونقر له، ولكن لا يضيع ما جمعه وما جمعته المقاومة على مدى فترة من الزمن نضيعه في شوارع بيروت وفي أزقة بيروت».
واستقبل السنيورة وفداً تضامنياً ضم عدداً من المفتين والقضاة والمشايخ والعلماء، تقدمهم رئيس المحاكم الشرعية السنية القاضي الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتي البقاع الشيخ خليل الميس ومفتي عكار الشيخ أسامة الرفاعي.
واستقبل السنيورة وفدين شعبيين من كل من منطقة العرقوب والبقاع الأوسط ورددوا هتافات منها «يا سنيورة لا تهتم عندك شبعا بتشرب دم». وتحدث السنيورة قائلاً «إذا كانوا يريدون الحديث بالأعداد فإذا هم أنزلوا 500 ألف نحن ننزل مليوناً».
واستقبل السنيورة السفير المصري في لبنان حسين ضرار الذي أكد ان «الحل ليس سحرياً في أي أزمة ولا بد أن يأخذ وقته ويتفاعل ويجري تبادل الأفكار من هنا وهناك ويتم الإعلان عنها حين نتوصل إلى الحل» مشيراً الى ان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى سيعود الى لبنان عندما يتبلور لديه شيء وأوضح ان «الكرة موجودة في لبنان كله والمسؤولية مسؤولية لبنانية جماعية».
وكان السنيورة تلقى اتصالاً من رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان الذي وضعه في أجواء لقاءاته مع المسؤولين الإيرانيين. كما تلقى اتصالاً من رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز وعرض معه الأوضاع الراهنة.