أنطون الخوري حرب
أثبتت المعارضة بعد انطلاق تحركها الشعبي قدرتها على ضبط شارعها من الانجرار الى ردود فعل دموية بعد سقوط شهيدها الأول أحمد محمود، لما لكل من العماد ميشال عون والسيد حسن نصر الله من تأثير كبير على قواعدهما. وهما يشددان التعليمات لأنصارهما بوجوب عدم مقابلة أي اعتداء عنفي بمثله، لأن قيادة المعارضة تعلم قبل غيرها أن هذا ما يتمنّاه فريق السلطة الذي يراهن على إطاحة ما أنجزته المعارضة من نجاح التجييش والتنظيم.
ويقول قطب معارض إن تعالي المعارضة على الجراح في حالة استشهاد احمد محمود لا يمنع من التساؤل عن عدم وجود موقوف واحد في القضية فيما غاب أي تنديد بالجريمة من فريق السلطة وقواها. ويشير الى أن الخطورة تكمن في الكلام الذي استعمله الرئيس فؤاد السنيورة لوصف الجريمة معتبراً أن مقتل مواطن لبناني في العاصمة بسبب رأيه السياسي لا يعدّ استشهاداً. واذا كان هذا معيار السنيورة لتوصيف الاستشهاد فهو يخون الأمانة التي أوكلها اليه آل الحريري ويخون كل حلفائه في 14 آذار. فهو لا يعدّ رفيق الحريري شهيداً ولا كمال جنبلاط ولا بشير وبيار الجميل شهداء. ولا حتى سمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني وكل شهداء ثورة «الأرز». إضافة الى رشيد كرامي وداني شمعون لينسحب نفي صفة الاستشهاد على لسان السنيورة على كل لبناني سقط بعيداً عن الحدود.
ويرى القطب أن هناك وجهاً آخر لخطورة موقف السنيورة الذي رأى أن قتل محمود يجب أن يكون درساً لكل من يمارس الشغب.ويضيف القطب: “نحن نسأل من يهدد مواطنيه بالقتل، أي شغب مارسه محمود لكي يستحق القتل؟. وعلى أي تحقيقات استندت لإدانة الشهيد؟ وهل لهذا السبب ألقي القبض على القتيل وترك القاتل؟.
يقول القطب «حتى أمس كنا نفاوض على التغيير الحكومي دون أن يكون لدينا اعتراض على أن تكون الحكومة المنشودة برئاسة السنيورة لكن بعد مواقفه الأخيرة قد نساوم على الكثير من الأمور باستثناء بقاء السنيورة في موقعه، فهو أعطى الخلاف أبعاداً شخصية وأهان شعبنا وجمهورنا وهم مواطنوه بما لا يقبله عقل أو عرف، فهو ليس من طراز رجال الدولة ولن ننحدر بعد اليوم الى مستوى مجالسته وسنسعى لكي ينال عقابه عن إفقار الناس في السابق وإهانته لهم اليوم».
أضاف القطب المعارض: “في ساحة الشهداء يغلي جمهور المعارضة غضباً على السنيورة. فحتى البارحة كنا نكتفي بالاعتصام أمام مدخل السرايا الحكومية دون أن نفكّر في أكثر من ذلك. لكن إذا لم يعتذر السنيورة عن خطيئته، فإننا سنكون بحل من التزامنا. وسنحافظ على لاعنفية تحركنا بحزم، لكننا لن نترك للسنيورة وحكومته منفذاً الى السرايا، ولن نبقيه بداخلها فهذا الموقع هو للشعب اللبناني”.