غير مسموح قيام حرب أهلية أو تعديات في لبناندعا رئيس الجمهورية العماد إميل لحود جميع اللبنانيين، معارضة وموالاة، إلى «الخروج من الأزمة التي يعيشها الوطن، من خلال اعتماد حل ينهي المشاكل ويفضي الى قيام حكومة وحدة وطنية في أسرع وقت ممكن، تبتّ الأمور المهمة، وفي مقدّمها مسألة إنشاء المحكمة الدولية، وإقرار قانون انتخاب يرضي الجميع، تجري بعدها انتخابات نيابية ينبثق عنها مجلس نواب ينتخب رئيساً للجمهورية مع اقتراب الاستحقاق».
ولفت لحود، في حديث إلى تلفزيون «أبو ظبي»، إلى أن «التظاهرات الحاشدة المتواصلة في بيروت، تظهر أن قسماً كبيراً من الشعب اللبناني يرى الحكومة فاقدة للشرعية. لكن، لا أحد يطالب بإسقاط حكومة، بل الهدف هو تأليف حكومة وطنية لكل لبنان كفيلة بحل كل المشاكل»، مشدّداً على أنه «من غير المسموح قيام حرب أهلية أو تعديات في أي منطقة من لبنان».
ورداً على من يطالب بتغيير رئيس الجمهورية، أشار لحود الى أن هذه المسألة تختلف عما هي عليه في رئاسة مجلس الوزراء التي «تفقد شرعيتها عندما تُنزع الثقة منها، كما هي حال الحكومة اليوم. أما رئيس الجمهورية، فالدستور واضح لجهة تنحّيه وإقالته»، ولفت الى أن «هذا الأمر يمكن حصوله في حال ارتكابه الخيانة العظمى»، متسائلاً: «هل ارتكبت هذه الخيانة عندما التزمت دعم المقاومة الوطنية؟». وأكد أن امتثال البعض لما تمليه السفارات الأجنبية عليه «سيؤدي إلى تأزيم الوضع. لكن، لن يستطيع أحد تنفيذ المؤامرة الكبيرة التي تحاك ضد لبنان، وتهدف إلى ان يتواجه اللبنانيون مع بعضهم، لأن إرادتهم في التضامن ظهرت جلياً إبان العدوان الإسرائيلي الأخير»، محمّلاً بعض الدول التي «تحاول تغليب فئة على أخرى» مسؤولية حصول فتنة داخلية في لبنان.
كما جدّد تأكيده ودعمه لـ«قيام محكمة دولية عادلة، غير مسيّسة، وبعيدة عن التدخلات الخارجية التي يقوم بها الرئيس الفرنسي والمسؤولون الأميركيون».
وعن العلاقة مع سوريا، ذكّر لحود بالدعم الذي تلقاه من السوريين لقيام جيش موحد ووطني، مضيفاً: «أنا أفتخر بعلاقتي مع الرئيس الراحل حافظ الأسد لما قدّمه للبنان، وبصداقتي مع الرئيس الحالي بشار الأسد الذي سار على خطى والده، وهذا ما ظهر خلال الحرب الاسرائيلية، حيث فتحت سوريا أبوابها لحوالى 400 الف لبناني نازح. ما أقوم به ليس لمصلحة سوريا بل لمصلحة لبنان، فدعم المقاومة يصبّ في مصلحة لبنان».
ونوّه لحود بالعلاقة الأخوية الوطيدة التي تجمع لبنان بدولة الإمارات العربية المتحدة، التي رسخها الرئيس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لافتاً الى أن «لبنان يرغب دوماً في توطيد هذه العلاقات لتغدو نموذجية وتعكس العلاقة التي يجب أن تقوم بين الدول العربية جمعاء، لما فيه مصلحة هذه الدول وشعوبها».
في إطار آخر، استقبل لحود الوزير السابق ناجي البستاني وأجرى معه جولة أفق في الأوضاع السائدة، كما التقى وفد بلدية بيت ياحون، برئاسة رئيس البلدية علي ناجي الذي نوه بمواقف رئيس الجمهورية وباهتمامه بأوضاع الجنوب وأهله. ثم التقى وفداً من عائلة الراحل وديع مراد، الذي كان لحود قد منحه وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط.
(وطنية)