رأى رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط أن «الوضع المتأزم سينفرج» مكرراً دعوته الى الحوار «للوصول الى تسوية بمنطق لا غالب ولا مغلوب». ودعا طلاب الجبل الى عدم الذهاب الى الجامعة اللبنانية «حتى تهدأ الخواطر»، مستنكراً توجه مجموعات من الحزب التقدمي الاشتراكي الى صيدا واستفزاز رئيس بلدية المدينة عبد الرحمن البزري.عقد جنبلاط أمس مؤتمراً صحافياً في منزله في كليمنصو لمناسبة الذكرى الـ89 لميلاد كمال جنبلاط التي تصادف اليوم، ودعا الى عدم إقامة أي احتفالات في هذا العام كما جرت العادة.
وقال جنبلاط: «علينا أن نفكر بهدوء كيف نتعامل مع هذه الأزمة مع شركائنا في الوطن»، معزّياً بالشهيد أحمد محمود الذي سقط في قصقص الأحد الماضي، ومؤكداً في الوقت نفسه أن «تيار المستقبل» الذي «بناه صانع السلم وصانع التقدم رفيق الحريري لا يملك ميليشيا ولننتظر نتائج التحقيق»، متسائلاً: «لماذا نقفز الى استنتاجات سريعة تصب في تأجيج نار الفتنة؟».
وحيّا جنبلاط الجيش وقوى الأمن، مؤكداً أن «سلاحنا كان وسيبقى الدولة. وعندما يقررون أنه آن الأوان للانضمام الى الدولة، ويقولون: تفضلوا هذه هي صواريخنا بعشرات الآلاف، وهذه قدراتنا وأمننا بتصرف دولة لبنان، فأهلاً وسهلاً بهم، أما إذا كانوا لا يريدون، فماذا نستطيع أن نفعل؟». وكرر «أن الحوار وحده يوصل الى نتيجة في ما يتعلق بسلاح حزب الله، ولسنا على عجلة في موضوع سلاحهم».
وانتقد جنبلاط الكلام عن «الأقدام والنعال، وبالعربي الدارج الصرامي». وتطرق الى الأحداث التي حصلت في الجامعة اللبنانية داعياً طلاب الجبل الى عدم الذهاب الى الجامعة، «فهناك فرصة الأعياد. لنصبر كي تهدأ الخواطر». أضاف: «كنا نريدها أن تكون أعياد فرح. وكنا ننتظر أن يملأ السيّاح الفنادق وأن تعج أسواق بيروت و«سوليدير» وغيرها بالزوار، لكن كل شيء مقفل ومكفهر». ولفت الى مقال «في إحدى الصحف (الأخبار) يقول: سوليدير سوق الحميدية حتى سقوط الحكومة» معتبراً أنه «عندما يتعرض الازدهار والاقتصاد اللبناني الى الانهيار، تنهار معه أسس الصمود الاقتصادي والسياسي ويصبح لبنان كبعض البلدان العربية في مقدمها سوريا، ويصبح المواطن تحت سيطرة النظام الشمولي». وختم: «هذه رسالتي التي أردت أن أوجهها في هذا الجو المتأزم لكنه سينفرج».
وأكد جنبلاط رداً على سؤال أنْ «ليس هناك أفق مسدود في السياسة»، ونفى علمه بفحوى اللقاء الأخير بين الرئيس أمين الجميل والسيد نصر الله. وعن خطوات 14 آذار لمواجهة ما يحصل، قال: «نحن، كل قوى 14 آذار، نتضامن مع حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الشرعية، وننتظر في السرايا معه، وأنا باق في بيروت ومع أهل بيروت الى أن يقتنعوا بأن لا مجال إلّا الحوار». ودعا الوفود التي تأتي الى السرايا الى ألا تمرّ في أحياء «قد تتعرض فيها لبعض الإهانات، وعلى المتظاهرين وسط بيروت أيضاً أن يحترموا مناطق معينة حساسة وألّا يدخلوا اليها». ورداً على سؤال رأى أن «النيات السورية مكشوفة، والتدخل السافر في شؤون لبنان واضح لتخريب الاستقرار، لكن نتمنى للشعب السوري كل الخير والازدهار، وفي يوم ما سيكون هناك تعاون وفتح صفحة جديدة. لكن هذا النظام مخرب».
ورأى أن التسوية في لبنان «لا تتم إلا بالحوار، وبمنطق لا غالب ولا مغلوب، الصواريخ وغير الصواريخ والميليشيات لا توصل البلاد الى أي أفق، وحده الجيش والدولة من خلاله تحمينا وعندما يقررون تسليم سلاحهم أهلاً وسهلاً اذا كانوا يريدون ذلك واذا كانوا لا يريدون ذلك، فليبق السلاح»،
(وطنية)