الحب القاتل
  • رشيد جلال

    أخيراً ظهر الى العلن الحب الذي يكنّه رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت لنظيره اللبناني فؤاد السنيورة، ومن حق الشعب اللبناني أن يسأل لماذا هذا الغرام؟ ما هي الانجازات السياسية التي حققها الثاني للأول مما استدعى منه اليوم البوح بهذا الهيام؟ وكما نعلم فهو بطبيعته نادراً ما يصرح بحبه للآخرين وعندما يصرح لا يكون مطلقاً «لسواد عيون» الآخر.
    الانجاز الاكبر هو تحويل الاتجاه السياسي العام في لبنان نحو المطالبة بمحكمة دولية توظف مسبقاً باتجاه محاكمة سوريا عدوة اسرائيل اللدودة، وتغض النظر عن محكمة دولية تحاكم اسرائيل على اجرامها الذي ليس له مثيل مما ارتكبته في لبنان من مجازر بحق المدنيين ــ وهو مدان في جميع الشرائع الدولية. هنا يكون أولمرت قد ضرب عصفورين بحجر واحد!
    ومن حق الشعب اللبناني ان يسأل، لماذا المحكمة الدولية الآن؟ ولم يطلب احد محكمة دولية حين اغتيل بشير الجميل وعمر كرامي وكمال جنبلاط؟ مع العلم ان كلفة المحكمة تقدر بمليارات الدولارات، وستكون على عاتق الشعب اللبناني!.
    ان الرئيس السنيورة يبادل إيهود أولمرت الغرام بهيام عاصف عندما يخاطر بحكومة غير دستورية وفاقدة للشرعية من أجل مطلب المحكمة الدولية. عدا ما نجم عن ذلك من نزول المعارضة الى الشارع ثم الرد على ذلك بفلتان امني من اجهزة مشبوهة ضليعة بفن الاغتيالات ومتحرقة لاثارة الشغب ثم الاعتماد على اثارة الغرائز من اجل تفعيل الفوضى الخلاقة. هنا يكون الرئيس السنيورة قد ضرب العصفور الثالث والاهم بنفس الحجر: تحضير الجو العام في لبنان لنسخة مشابهة لما يحدث في العراق ضمن المخطط الاسرائيلي ــ الاميركي.
    على الرئيس السنيورة ان يستوعب ويقتنع، قبل فوات الأوان، بأن هذا النوع من الغرام يقتل الحبيب ويضحّى به أولاً من أجل تنفيذ مشروعه التدميري للبنان ضمن اطار مخطط «الشرق الاوسط الكبير» الذي اعلنت عنه كوندوليزا رايس عنواناً للعدوان الاسرائيلي الأخير على لبنان.



    خسائر جانبية...

  • عبد الفتاح خطاب

    أخذ الصراع السياسي يتجه الى منحىًَ غير مسبوق في التأزم ويتخذ أشكالاً جديدة من الاصطفافات وتأليب المحاور والتجييش والقصف المتبادل والتخوين، وراح كل طرف يروّج بأن طروحاته هي الأحق والأصدق، وأصبح الموضوع برمته كأنه قضية «حياة او موت» لهذا الطرف او ذاك، بينما يتضح أكثر فأكثر أن هذه المسألة برمتها وتداعياتها قد تصبح قضية حياة او موت للوطن!
    وتتضح حقيقة الأمر أخيراً لأن اطراف المواجهة قد اضحت ظهورها الى الحائط، من هنا اشتداد وتيرة التصعيد في الشارع مع ما يجره من ويلات، وللأسف الشديد فإن الاطراف المتصارعة ترى ان ما يصيب الناس هو مجرد «خسائر جانبية» لا يمكن تجنبها او تفاديها في اطار معاركها!
    ان رهان القوى المتصارعة على ان صمت الناس المغلوبين على أمرهم سيطول هو رهان خاطئ، لأن السيل قد يبلغ الزبى حين يقترب المنشار من عنق الناس، فاتّقوا غضب الحليم...



    غباء السلطة

  • جهاد خنافر

    هل في مصلحة لبنان اليوم أن يدخل لعبة التقسيم الدولية التي تسعى اليها اميركا وحلفاؤها العرب، وخصوصاً بعد فشل الحرب الاخيرة على حزب الله. ما تسعى اليه الدول العربية وبمشاركة السلطة الحاكمة يضع لبنان امام مشهدين:
    المشهد الاول: وكما هو واضح، قيام السلطة بحال او بأخرى وبشتى الوسائل، تعمد الشغب والفوضى في الشارع لإثارة الرأي العام وإعلان حالة الطوارئ القصوى في البلد.
    المشهد الثاني: اعادة الالتفاف على الحوار ومطالبة المعارضة القبول بطاولة التشاور. وهذا الكمين الذي تسعى اليه السلطة ليس الا مضيعة وقت وتشديد الخناق، وللاستئثار والحد من المعارضة.