strong>وفود داعمة في السرايا الحكومية ومسيرات شمالاً وبقاعاً
جدد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة موقفه بأن «الشارع لا يحل المشكلة اطلاقاً»، مؤكداً أمام وفود شعبية ودينية أمت السرايا أن «لا حلول خارج إطار التفاهم والتعاون والحوار في ما بيننا، إما وضع اللبنانيين أمام وضع لا عودة عنه، أو النزول إلى الشارع، فقد أثبتت التجارب على مدى 60 عاماً، أن ذلك غير ممكن ولا يؤدي إلى نتيجة».
وأضاف: «نحن ليس لدينا إلا القلب المفتوح، نحن نؤمن بالحرية وبأن كل واحد له حق أن يعبر عن رأيه، وأنا من هذا الموقع أتوجه إلى الذين يعتصمون وأقول لهم إننا نحترم رأيهم، ولكننا نقول أيضا اننا نؤمن بأن الحرية لأي فرد تنتهي عندما تصطدم بحريات الآخرين. أسلوب الشتائم والكلام البذيء لن يؤدي إلى نتيجة ولن نرد عليهم بهذا الإطار، ونترفع عن ذلك وسنظل متمسكين بأن نفتح قلبناونمد يدنا للتعاون مع الجميع».
وكرر قوله: «لا نريد أن نشرب دماً، نريد أن نشرب من مياه مزارع شبعا»، داعياً إلى عدم تضييع البوصلة، «ففي وقت كل أنظارنا موجهة نحو الجنوب ونريد تحريره حيث لا تزال هناك أرض محتلة ولا تزال إسرائيل تعربد في أجوائنا، وما زالت هناك أمور علينا أن نحلها، لم تعد هناك من قضايا، وتحولت أنظارنا إلى شوارع بيروت، هل هذه هي قضيتنا؟». واستطرد: «لسنا ضد قتال أميركا،، ولكن قبل ذلك ليسألوا اللبنانيين، هل يريدون بلدهم أن يكون ساحة للقتل والتدمير والهدم بأجسادهم ودمائهم؟ فجأة يأتي هذا القرار، وفي النهاية تصبح هذه الحكومة حكومة السفير الأميركي. لا يستشيروننا ولا يحترمون عقولنا. ومع ذلك نعض على الجراح لأن لبنان أكبر من كل هذا الكلام».
ورأى السنيورة أن «الحل لا يكون إلا بالجلوس والحوار، لأن هذا الموضوع لا يعطي نتيجة وهو «يحفر خنادق ولا يعمر بلداً». وقال: «نحن ندعو الجميع إلى طاولة الحوار لحل المشاكل، لقد طرحنا عشرات الاقتراحات التي كان آخرها مبنياً على حكومة تحل المشاكل والهواجس لدى الجميع، الأكثرية والأقلية، في ما يجمع اللبنانيين وليس ما يفرقهم» وقال: «نريد أن نعيش ونعلم أولادنا ثقافة الحياة. لا نريد أن يكون بلدنا ساحة للنزال لدول لها مصالحها». وأكد أنه «عندما نمد يدنا ليس عن ضعف، نحن لدينا قوة الإيمان بحقنا وصوابية ما نقوم به ولأنه ليس لمصلحة فريق من اللبنانيين، بل لكل اللبنانيين».
ومساءً، ترأس السنيورة اجتماعاً وزارياً تشاورياً حضره الوزراء: الياس المر، غازي العريضي، أحمد فتفت، حسن السبع، محمد الصفدي، نائلة معوض، جان أوغاسبيان، خالد قباني، جهاد أزعور، سامي حداد، بحضور الأمين العام لمجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي. وتلقى اتصالين من الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي أطلعه على نتائج اتصالاته. كذلك تلقى اتصالاً من وزير خارجية الدنمارك بيتر ستيغ موللر.
إلى ذلك، تواصلت مسيرات الدعم للحكومة في المناطق. ومن البقاع كتبت نيبال الحايك أن المسيرات السيارة الداعمة لحكومة السنيورة التي ينظمها تيار المستقبل بالتعاون مع البلديات والأندية والجمعيات الرياضية والثقافية «الموالية». وعلمت «الأخبار» أن قيادة تيار المستقبل في البقاع رفضت تلبية مطلب أنصار التيار بالنزول إلى بيروت وتشكيل درع بشري حول السرايا الحكومية، ودعت إلى الاكتفاء بالمسيرات الشعبية قي القرى والبلدات، كما تعمل على تهدئة «الخواطر» بناء على تمنيات النائب سعد الحريري.
وفي هذا الإطار عقدت سلسلة لقاءات لقوى 14 آذار في البقاعين الأوسط والغربي بحث خلالها في تنظيم الدعم لحكومة الرئيس السنيورة بعيداً من التشنجات والابتعاد قدر الإمكان عن استفزاز قوى محلية موالية للمعارضة، وهذا ما ظهر جلياً في مدينة زحلة التي شهدت أيضاً اجتماعات مكثفة تولاها رجال دين أفضت إلى تهدئة التشنج في الشارع الزحلي، الذي لم يشهد ليل أول من أمس وأمس أية مسيرات سيارة داعمة للحكومة، في وقت ألغى فيه النائب إلياس سكاف المهرجان الشعبي المعارض الذي كان مقرراً بعد ظهر السبت المقبل.
ونقل مراسل «الأخبار» نقولا أبو رجيلي عن مصادر في تيار المستقبل أنه منع عناصر «موتورة» من المشاركة في المسيرات المؤيدة للحكومة، «حيث تبين للتيار في البقاع أن مندسين دخلوا في المسيرات وأساؤوا إلى التيار وأهدافه». وفي البقاع الغربي (أسامة القادري) واصل «المستقبل» تنظيم المسيرات السيارة في معظم قرى المنطقة، فيما سيطر الهدوء على منطقة الخيارة حيث وقعت إشكالات وتضارب بين مناصرين للموالاة والمعارضة.
ومساءً أُقيم في طرابلس، تجمع شعبي لعائلات المنطقة دعماً لرئيس الحكومة والنائب سعد الحريري.
كما تواصلت مهرجانات التأييد في منطقة عكار. ونظم شباب تيار «المستقبل» اعتصاماً في ساحة حلبا الرئيسية.
(وطنية)