وصف وزير الشباب والرياضة المبادرة التي قام بها الداعية فتحي يكن بـ«الهمروجة الإعلامية»، مكرراً رفض الأكثرية منح المعارضة «الثلث الضامن» الذي شبهه بـ«مقصلة توضع فوق رأس رئيس الحكومة والحكومة». وقال فتفت في مؤتمر صحافي عقده في السرايا الحكومية أمس إنه «إثر اللقاء الذي تم أول من أمس في السرايا الحكومية بزيارة النائب السابق الدكتور فتحي يكن لرئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، وما تقدم به دولة الرئيس من اقتراح اعتبرناه حلاً إيجابياً لمصلحة كل الاطراف تألفت لجنة لمتابعة الموضوع تضم الدكتور يكن ومني شخصياً، وكان من المفترض أن نتلقى جواباً عبر هذه اللجنة، ولكن للأسف لم يردنا أي اتصال من الفريق الآخر، وتحديداً من الدكتور يكن، بل وصلنا عبر الإعلام بيان من «اللقاء الوطني» يحدد نقاطاً عديدة في المبادرة لم نسمع بها بتاتاً خلال الاجتماع».وقال فتفت: «إن المبادرة التي تقدم بها الرئيس السنيورة أكثر من مرة القاضية بتشكيل حكومة من 19 + 9+ 2 أعاد بالأمس تقديمها للدكتور يكن، الذي ذكر حرفياً أن هذا الاقتراح، وفق المحضر الذي كتبته بيدي، مقبول مني وسأطرحه للبحث. وإذ بنا نتلقى جواباً من قبلهم مفاده أنهم لم يتلقوا أي رد من قبلنا، بينما كنا ننتظر رداً من قبلهم».
وتساءل: «هل هذا موضوع سوء تواصل في ما بينهم أم هو موضوع همروجة إعلامية فقط لا غير؟ على أي حال نحن لا نزال عند موقفنا الإيجابي، الساعي لطرح متوازن يؤمن مشاركة فاعلة ومضمونة من خلال ثلث غير معطل للآخرين، ولا يعطل الحكومة ولا إمكان إقالتها».
وسئل: بما أن هذا الاقتراح يؤمن المشاركة، فلماذا الرفض؟ أجاب: «نعم، يؤمن المشاركة، أعتقد أنهم يرفضون لأنهم يريدون كما ذكروا اليوم اقتراح الثلث زائد واحد، يعني لا شيء جديد وهي ليست بمبادرة، يعني هم يريدون وضع مقصلة فوق رأس رئيس الحكومة والحكومة يريدون إقالتها حين يشاؤون، وهذا لا يعني الثلث المشارك هذه يعني الثلث المعطل».
وسئل: هل هذا ما طرحه الدكتور يكن فأجاب: «الدكتور يكن طرح الموضوع العام، أن نعود إلى التشاور. وطرح موضوع الثلث بين الضامن والمشارك والمعطل فقلنا له لدينا المخرج، واقترحنا المخرج وقال إنه يبدو مخرجاً معقولاً سأبحثه مع الجانب الآخر وآتيكم بجواب، وأنا اتصلت به منذ لحظات وقلت له بأني فوجئت بأنني لم أحصل على جواب، فقال إنه سيحاول إعادة الاتصال، ولكن أعتقد أن جواب «اللقاء الوطني» من خلال بيانه أقفل الأبواب أمام أي بحث جدي في هذا الموضوع، ورغم ذلك الأبواب ما زالت مفتوحة من جهتنا».
من جهته أكد وزير الاتصالات مروان حمادة في حديث أن «الحكومة باقية وصامدة»، موضحاً أن مبادرة الداعية فتحي يكن «كانت ترداداً لطيف طروحات قديمة أي بوجوب القبول بالثلث زائداً واحداً مع ترك بعض الأمور الشائكة الأخرى كرئاسة الجمهورية وغيرها من المواضيع الخلافية غير مبتوتة»، لافتاً إلى «أن حديث الرئيس فؤاد السنيورة مع الداعية يكن كان بنّاء، وقد حمله اقتراحاً يدعو إلى العودة إلى الصيغ القديمة التي طرحت والتي عاد أيضاً الأمين العام للجامعة العربية إلى تسويقها، وهي صيغة 19-10-1، وهذه الصيغة تفقد الأكثرية أكثريتها في الحكومة، لكن لا تعطي للأقلية القدرة على التخلص من الحكومة في أي طريقة كالاستقالة». وقال حمادة: «الرئيس السنيورة اعتبر أننا تنازلنا عن شيء أساسي وأعطيناكم عشرة مقاعد زائد مقعد تختارونه ونقبل به، وأكثر من ذلك تتخلى الأكثرية عن أكثريتها في الحكومة، أي تعطيل أكثريتها في المجلس في الوقت الذي لا تزال فيه رئاسة الجمهورية في أحضان سوريا، ولا تزال رئاسة المجلس النيابي في موقع 8 آذار». ورداً على سؤال إذا ما كان يرى أن الأفق السياسي حتى الآن مسدود، أوضح أن «لا شيء مسدود، هناك خطوط مفتوحة على أكثر من صعيد وهناك مبادرات جرت وتجري بعيداً عن الأضواء».
(وطنية)