في موازاة استمرار المعارضة في اعتصامها المفتوح في وسط العاصمة بيروت، لليوم السادس على التوالي، مطالبة بتأليف حكومة وحدة وطنية، أصدرت قواها بياناً أشادت فيه برقي أشكال التعبير السلمي والديموقراطي التي ترافق الاعتصام.وأشار البيان الى أن «فريق الأغلبية الوهمية يستمر في تعنته ومكابرته وتمسكه بأهداب الحكم والسلطة، مستقوياً بالدعم الخارجي تارة وبالترهيب والتخويف والتهويل بالفتنة الأهلية تارة أخرى»، مؤكداً أنه «ما من حكومة تستطيع أن تحكم بخلاف إرادة شعبها، وإن حازت دعم العالم كله، والسلطة التي تحرض على الفتنة وتسمح بالجريمة وتغطّيها هي سلطة مرتكبة وخارجة عن القانون».
وإذ جدّدت المعارضة دعوة مناصريها إلى «التحلي بمزيد من العزم والإرادة الطيبة، والوعي والتنبه والتهيؤ لأنواع وأشكال جديدة من الاحتجاج والتعبير السلمي»، دعت إلى المشاركة في التجمع الشعبي الذي تقيمه في وسط بيروت، عند الثالثة من بعد ظهر الأحد المقبل، عساه يكون «يوماً تاريخياً ومفصلياً، تنفتح فيه الآذان الصماء والعيون العمياء، فتستجاب المطالب المشروعة بحلول المشاركة مكان الاستئثار، وحكومة الوحدة الوطنية مكان حكومة اللون الواحد، ونهج الوئام والوفاق مكان منطق المواجهة والإلغاء».
وكان جدول أعمال اليوم السادس من الاعتصام تضمّن مهرجاناً خطابياً، ألقيت فيه أربع كلمات لكل من: كمال الخير، بسام الهاشم (التيار الوطني الحر)، رئيس التنظيم القومي الناصري سمير شركس، وعضو قيادة جبهة العمل الإسلامي في لبنان الشيخ غازي حنيني.
ففيما أكد الخير أن الانقسام الحاصل هو «سياسي وليس مذهبياً، ولا حل للأزمة إلا برحيل السلطة الحالية»، أشار الهاشم الى أن «السنيورة يراهن على القوى العظمى، وعلى حملات التوتير الإجرامية»، ولفت شركس الى أن الحكومة الحالية «تتلطّى خلف عناوين الأكثرية النيابية»، داعياً السنيورة الى «الكف عن استخدام أساليب الفتن المذهبية».
بدوره، أكد الشيخ حنيني أن زمن الانقسامات الطائفية والمذهبية «ولّى الى غير رجعة»، وأشار الى أن الانقسام الحالي هو «سياسي بامتياز»، مضيفاً: «نحن في لبنان نعيش المناعة بكل أشكالها، بعيداً عن العقد المذهبية والطائفية. فاطمئنوا، لا حرب أهلية ولا فتنة مذهبية في لبنان، لأن سيد المقاومة قد قالها، ونحن نثق به».
وأشار حنيني الى أن مفهوم المشاركة «قضية مركزية في لبنان، تنقذنا من الوضع الذي نحن عليه»، ودعا الى ضرورة إطلاق «مبادرة موضوعية، وكلام موضوعي يجنّب لبنان المزيد من الخسائر، بكل أبعادها»، خاتماً بالقول: «الكرة، الآن، هي في ملعب السنيورة».
وتخلــــــــل الاعتصـــــــــــام نهاراً اجتماع للنقابات العماليــــــة وآخر لمهندسي قوى المعارضة، ولقاء لطلاب جامعيين أطلـــــــقوا خلاله «الخيمة الشبابية» بمـــشاركة طــــلاب مدارس.
(وطنية)