دعت قيادة الجيش المسؤولين إلى «اجتراح الحلول والانعتاق من سجن المواقف المسبقة»، مشيرة إلى أن «التراجع عن الموقف الشخصي والسعي إلى إيجاد حل في سبيل المصلحة العامة هو تضحية وشجاعة»، مؤكدة أن الجيش «لن تثنيه صعاب ولن يبخل بأي جهد في سبيل أمن المواطنين وأمانهم، ولن يسمح لأيادي الفتنة المجرمة أن تعبث بمصير الوطن».وعممت مديرية التوجيه في قيادة الجيش نشرة توجيهية على العسكريين بعنوان «دور الجيش في الوضع الراهن» جاء فيها: «بعد مرور نحو أسبوع على التظاهرات والاعتصامات، وعلى رغم ما يرافقها أحياناً من حوادث وإشكالات تسببت بسقوط شهيد وعدد من الجرحى وإلحاق الضرر ببعض الممتلكات، فقد كنتم أمناء على المسؤولية التي دعيتم إلى تحملها، جسدتموها من خلال أدائكم المتجرد، وسهركم وتضحياتكم، وإيمانكم بأن دوركم في هذه المرحلة العصيبة سيشكل خشبة الخلاص والدعامة الصلبة للعبور إلى فجره المنشود».
وخاطبت القيادة العسكريين: «آليتم على أنفسكم أن تكونوا بلسم جروح هذا الوطن، وخيمته التي تقيه الفتن، فتجاوزتم الصعاب الاجتماعية والمادية، لتقدموا المثل الأعلى لأهلكم في كيفية صون الأوطان، وكنتم موضع احترامهم وثقتهم، وموضع تقدير المتابعين لدوركم. ففي موازاة سهركم على حدود الوطن في الجنوب في مواجهة العدو الإسرائيلي، وقد أحبطتم بفضل وحدتكم مخططاته الهادفة إلى شرذمة الصف الداخلي، تسهرون اليوم على الأمن والاستقرار في الداخل، حيث تمكنتم بسرعة قياسية من توقيف بعض مسببي الحوادث الأخيرة».
وتابعت: «أثبتم من خلال جهوزيتكم وصبركم على تحمل الصعاب، وعزمكم اللامحدود على تنفيذ المهام بكل دقة وأمانة، إلى جانب حضوركم الفاعل والحازم بين أهلكم ومواطنيكم، معارضين وموالين، أنكم حماة السلم الأهلي وحصن الوطن وضمانة وحدة شعبه، التي لم ولن تنال منها العصبيات والتشنجات الفئوية، ما سيكفل لاحقاً عودة الجميع إلى حضن الوطن وإرادة أبنائه الجامعة. ثقوا بأن تضحياتكم لن تذهب هدراً، بل ستثمر أمناً واستقراراً وسلاماً على مساحة الوطن، وستدفع بالمسؤولين في مواقعهم كافة وعلى مختلف المستويات إلى اجتراح الحلول والانعتاق من سجن المواقف المسبقة، والمبادرة إلى إطلاق أفكار خلاقة، تنبع من حجم المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقهم ومن دروس التجارب الماضية، والرؤية الصائبة التي تصون البلاد، فالتراجع عن الموقف الشخصي والسعي لإيجاد حل في سبيل المصلحة العامة تضحية وشجاعة، وترفع وكبر، وليس هزيمة أبداً، وميزان الخسارة والربح يسقط أمام المعايير الوطنية، ومهما كبرت خسارة الفرد، فإنها لا تعادل شيئاً أمام مصلحة لبنان وشعبه. كما أن التضحية في سبيل الوطن ليست واجباً على العسكريين فحسب، بل واجب على أبنائه جميعاً، وتحديداً مرجعياتهم السياسية والروحية، ولا سيما في أوقات الشدائد والأخطار المحدقة».
ودعت القيادة «إلى مزيد من اليقظة والوعي والتمسك بسلاح الموقف، وتجنب الانفعال مع الأحداث، والابتعاد عن التجاذبات السياسية، والتعالي عما يبثه بعض وسائل الإعلام من أحاديث وشعارات، والتي قد تدغدغ مشاعر المواطنين وتؤثر سلباً على وحدتهم الوطنية. فيما مبادئكم راسخة، تنبع من المصلحة العليا للبلاد، وإذا كنتم من خلال جهوزيتكم العالية، واستعدادكم الدائم للبذل والعطاء، وتفانيكم في القيام بالواجب الذي أقسمتم عليه يمين الولاء، توفرون الأمن والطمأنينة للجميع، فإن المواطنين على اختلاف انتماءاتهم مدعوون أيضاً إلى التزام ضبط النفس، والتقيد بالأنظمة، والتعليمات المعطاة لهم من قبل القوى الأمنية».
ودعت القيادة «أصحاب الرأي والكلمة إلى تحمل المسؤولية الوطنية والمهنية، وانتقاء الكلمة الجامعة والابتعاد عن كل ما يؤدي إلى التشرذم». وعاهدت «أبناء الوطن بأن الجيش سيبقى على قدر ثقتهم، يجسد الأمل والمرتجى والملاذ، حامياً للسيادة والاستقلال، حافظاً للأمن والاستقرار، ومظلة للحرية والأمان. ولن يسمح لأيادي الفتنة المجرمة بأن تعبث بمصير الوطن وتهدد سلامة شعبه، ولن تثنيه صعاب، أو يبخل بأي جهد في سبيل أمن المواطنين وأمانهم».
(وطنية)