strong>غسان سعود
أصفر أخضر ليموني. لا تكفي هذه الألوان لتشكيل المشهد الذي تنوي المعارضة رسمه يوم السبت المقبل. سيضاف إليها أحمر أزرق بنفسجي. هكذا يُعاد رسم الصورة، أو كتابة عنوان «حكومة الوحدة الوطنية» بالأحرف الملونة كاملة، ليرسم المعتصمون بأجسادهم قوس قزح. وذلك ليقولوا، بحسب أمين سر التيار الوطني الحر أنطوان مخيبر، إنه بعد العواصف والأمطار، ستشرق الشمس من جديد. والكلام ليس شعراً، بل عمل يحتاج إلى قليل من الجهد لإيصال رسالة إلى المختلفين معهم في الرأي تقول إن الوطن يحتاج إلى كلّ أبنائه. وهي خطوة تضاف إلى حركة التيار في هذا الاتجاه كان أبرزها رسم العلم اللبناني بقرابة عشرة آلاف مشارك العام الماضي للمطالبة أيضاً بوطن لجميع أبنائه.
يستعيد مخيبر مشاهد عدة، وعلى ملامحه التعب والإصرار على اكتشاف الآخر عبر الاعتصام، ويتحفظ عن كشف كل ما يحضّر. ويقول إن قوس القزح سيشكل حافزاً إضافياً للمواطنين للحضور إلى وسط بيروت يوم الأحد المقبل. وستشارك في تكوين قوس القزح ستّ مجموعات، تضم كلّ واحدة منها ثلاثمئة شاب، ستخرج من زوايا الساحات لتجتمع فوق جسر فؤاد شهاب، الشبيه بحسب مخيبر بقوس القزح. ويشارك في التنظيم أربعمئة شاب وشابة.
وفي تفاصيل الألوان، الأصفر للدلالة على حزب الله، والأخضر يشير إلى حركة أمل والمردة والقوات اللبنانية، والبرتقالي للتيار الوطني الحر، والأحمر للشيوعي والاشتراكي، والأزرق للديموقراطي وتيار المستقبل، أما البنفسجي فللمستقلين.
من جهة أخرى، يبدو واضحاً أن الكل في ساحة الشهداء، جمهور المعارضة وقياديّوها ينتظرون يوم الأحد المقبل. ويبدو لافتاً غياب معظم كبار المنظمين عن ساحتي الشهداء والصلح الذين، وبحسب المعلومات، هم منشغلون في مناطقهم أو قطاعاتهم النقابية والطالبية بالتحضير للأحد المفصلي، كما درجت التسمية.
وأكثر المعنيين بالتحضير للأحد، هو التيار الوطني الحر. فبعدما أثبت حزب الله قدرته على حشد أكبر عدد جماهيري ممكن في لبنان خلال أربع وعشرين ساعة فقط يوم الجمعة الماضي، يسعى التيار إلى إعادة رسم ما محته الأمطار في الخامس عشر من تشرين الأول، والإثبات أن المجتمع المسيحي معني بشكل أساسي ومؤيد لما يحصل في ساحتي الشهداء ورياض الصلح. وفي هذا السياق، يوضح جورج حداد، أحد قياديّي التيّار، أنّ أهداف الاعتصام الثلاثة: التغيير الحكومي، وإقرار قانون انتخابات جديد، ثم إجراء انتخابات نيابية مبكرة، وهي كلّها مطالب المجتمع المسيحي بامتياز، والتغيير الناتج منها يطال التمثيل المسيحي في السلطة دون سواه من تمثيل الطوائف الأخرى تقريباً. فيما يؤكد جبران باسيل، القيادي في التيار، أن ما يرضي المعارضة اليوم، لن يكون مقبولاً خلال الأيام المقبلة. ويرى صنّاع القرار العونيّ أن إعلان المعارضة عزمها على رفع سقف التظاهر إلى ما يقارب الذروة قد أحدث هزّة في غير اتجاه، ولا سيما أن حال الاحتقان في الشارع قد بلغت حدوداً مقلقة،
وبالعودة إلى تحرّك الأحد، يفترض أن تشهد ساحتا الصلح والشهداء الأحد المقبل حشوداً كبيرة للمعارضة من مختلف ‏المناطق، يكون بمثابة نقطة الانطلاق لتحركات احتجاجية أكثر ضغطاً على الحكومة. وتتأرجح هذه التحرّكات بين ثلاثة احتمالات: الإضراب العام المفتوح في مختلف المناطق، العصيان المدني وعدم ذهاب الموظفين في القطاعين الرسمي والخاص إلى مؤسساتهم، واعتصامات في مختلف المناطق.
وعقدت أمس قوى المعارضة، وخصوصاً التيّار الوطني الحر والمردة، اجتماعات مكثفة لتفعيل تحضيرات المناطق عبر الهيئات المحلية، بحسب ما كشف لواء شكور مسؤول التعبئة في التيار، الذي قال إن الاجتماعات التنسيقية وصلت إلى حدها الأقصى، بمعدل اثنين يومياً. وستعلن اليوم نقاط التجمع في كل الأقضية، وستنطلق المواكب قبل ساعات من المهرجان الذي حدد عند الثالثة من بعد ظهر الأحد ليتمكن المعتصمون من الوصول باكراً. وتتمثّل المشكلة الرئيسية، وفقاً لشكور، في ضيق المساحات، وعدم قدرة الساحات على الاتساع للحشود المتوقع حضورها يوم الأحد. ويتمنى في هذا السياق، لو تعمد القوى الأمنية إلى إبعاد الشريط الشائك الذي وضعته ليجد الجمهور فسحة إضافية.