strong>نادر فوز
يستمرّ انتقال الخلافات السياسية إلى داخل الجامعات. وأمس، حصل إشكال في كلية إدارة الأعمال والعلوم الاقتصادية ــ2 في الجامعة اللبنانية (الأشرفية)، بين التيار الوطني الحر وقوى 14 آذار المتمثلة بالقوات اللبنانية وحزبي الكتائب والأحرار. وعلى أثر الحادث، تدخل عناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي وفرضوا طوقاً على مدخل الكلية مانعين دخول الأشخاص غير المسجّلين للعام الدراسي الحالي.
كالعادة، لكل طرف من الطرفين «سيناريو» خاص به عمّا حصل داخل حرم الجامعة؛ لكن المؤكد انّ الإشكال جرى بعد اجتماع للتفاوض والتحاور يبن الأطراف السياسية والدكتور عبد الله نجار، ممثل الإدارة. وكان هدف الاجتماع وضع قانون انتخابي جديد وتحديد موعد إجراء الانتخابات وتأمين الظروف الملائمة لإجرائها بعد الإشكالات المتعددة التي حصلت خلال العامين الماضين والتي أدّت إلى إلغاء المجلس الطلابي وتأليف لجنة طلابية بديلة مؤلفة من أربعة ممثلين عن التيارات الأربعة الموجودة في الكلية.
غابي خوري، مسؤول «التيار» في «إدارة الأعمال»، رأى أنّ الإشكال وقع بعد رفض «البرتقالي» تحديد موعد للانتخابات بسبب تأخر الإدارة في إعلان مواعيد الامتحانات الفصلية. وقال خوري إنّ تياره دعا إلى الوفاق لتجنّب المعركة الانتخابية وإشكالات قد تحصل نتيجة الوضع العام، إلا أنّ الأطراف الأخرى رفضت الموضوع. وعن الإشكال الذي حصل أمس، روى خوري ما حصل معتبراً أنّ أنصار التحالف المنافس انفعلوا لعدم تعيين موعد لإجراء الانتخابات ورشقوا الكراسي داخل غرفة الاجتماع غير آبهين «لحرمة الجامعة والأساتذة وهيبة الإدارة».
«إيماناً بالوفاق الوطني وعدم الانجرار إلى الاحتكاكات»، انسحب أنصار «التيار» إلى خارج الكلية ولم يردّوا «لا برمي الكراسي ولا بالوقوف بوجههم»، ومُنعوا بعدها من الدخول إلى «الكلية» بعدما أقام طلاب 14 آذار «حائطاً بشرياً أقفلوا من خلاله المدخل». ومن منطلق أنّ الجامعة اللبنانية «ليست حكراً على أحد وأنّ التيار جزء أساسي منها»، دعا خوري أمس الطلاب إلى متابعة الدراسة والتعليم حرصاً على عدم ضياع السنة الدراسية. ولفت إلى أنّ طلاب «التيار» يتلقون تهديدات بالضرب ويُمنعون من توزيع المقررات الدراسية.
من جهة أخرى، يرى ممثلو كل من القوات اللبنانية والكتائب والأحرار، أنّ طلاب «التيار» «اشتروا المشكل ليمنعوا الانتخابات». ورووا «قصة» مختلفة عما جرى داخل غرفة الاجتماع؛ إذ أجمعوا على أنّ أحد أنصار «التيار» سرق محضر الاجتماع بينما كان مندوب الكتائب يوقع عليه، فمزّقه ورماه. عندها، حصل إشكال بسيط لم يتخطّ المشاحنات والسباب، كما أنه لم تُرمَ الكراسي.
أندريه بعيني، ممثل حزب الأحرار، قال إنه تم التوافق على إجراء الانتخابات في 10 كانون الأول المقبل، كما جرى تحديد قانون انتخابي وافق عليه أيضاً مندوب التيار. ويرى بعيني أنّ تحالفهم لن يرضى بمنع إجراء الانتخابات، ليس فقط بهدف تنظيم العمل الطلابي في الكلية بل «لتنفيس الاحتقان الحاد بين الطلاب»، علماً بأنهم تخلّوا عن مطالب كثيرة تخص الموضوع الانتخابي. وقال بعيني إنه يمكن التحقق من الأغلبية المسيحية من خلال الهيئات الطلابية في الفروع الثانية من الجامعة اللبنانية.
يطرح إشكال أمس تساؤلاً عما إذا كانت الإدارة أو العمادة ستسمح بإجراء الانتخابات في الكلية. وبالنسبة إلى الموضوع، يرى الدكتور كميل حبيب، عميد كلية إدارة الأعمال والعلوم الاقتصادية، أنه «ما دام هناك وضع غير مستقر فلن تُجرى انتخابات في الكليات»، لافتاً إلى أنّ هذا القرار أصدره رئيس الجامعة. وبالنسبة إلى «إدارة الأعمال»، أشار إلى أنه لن يتم تعيين لجنة طلابية كما جرى العام الفائت، معتبراً أنّ على الطلاب الاهتمام بدروسهم وعدم الانجرار إلى المشكلات السياسية ونقلها إلى داخل الجامعات.