رزان يحيى
أعلن أمس عن ورقة تفاهم بين الحزب الشيوعي اللبناني والتيار الوطني الحر، الذي يوقّع ورقة تفاهم للمرة الثانية مع حزب لبناني.
كانت الدعوة عند الساعة السادسة في ساحة الشهداء. وقبل الموعد المحدد، بدأت الأعلام الحمراء تخترق أعلام الأحزاب والتيارات المشاركة في الاعتصام الدائم في الساحة، باستثناء أعلام التيار الوطني الحر الذي خفّت «كثافة وجوده» على غير عادته في «السهرات المسائية».
ملامح التفاهم المشترك بين الطرفين، تجلّت على طفل لم يتجاوز السنة من العمر رفعه والده على كفه. لف رأسه بفولار «غيفارا» وعنقه بفولار «برتقالي». حاولت الوالدة أكثر من مرة أن تجعله يرفع إشارة الصح بيديه، لكن صغر سنه لم يسعفه في ذلك.
وعلى الرغم من وجود الإعلان، فإن المشهد اليومي المسائي تكرر أمس في الساحة، فارتفعت الأغاني الواعدة بالنصر «كما كنت بالنصر واعداً أعدكم بالنصر مجدداً» و«بيروت حرة حرة أمريكا طلعي برّا» وخطابات قادة المعارضة الحديثة ومنهم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر ميشال عون.
في السادسة والنصف، تغيّر طفيف في المشهد. استبدلت لدقائق معدودة أغاني النصر بـ«شدوا الهمة الهمة قوية» فعادت الروح للشيوعيين مجدداً، ولاح العلم الأحمر. لم يطل المشهد كثيراً حتّى بدأت مراسم إعلان التفاهم الذي عُنون بـ«التوجّهات المشتركة بين التيار الوطني الحر والحزب الشيوعي اللبناني»، وأعلن بنودهه عضو الهيئة التأسيسية في التيار ناصيف قزي.
بعد الإعلان، ألقى نائب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني سعد الله مزرعاني كلمة أكد فيها العمل غلى إسقاط مشروع الفتنة من أجل لبنان موحد لا يحكمه الغازي الأميركي ولا العدو الصهيوني. ورأى مزرعاني أن هذا الإعلان هو تتويج لعمل وحوار مشترك. كما قال «إننا نطمح للمزيد من التعاون مع التيار». وشكر «الذين وفدوا الى ساحة الشهداء منذ اليوم الأول بمئات الآلاف على هذا العمل الديمقراطي الذي يحاول اعادة الحق الى أصحابه والقرارات الى المؤسسات».
واعتبر ان «الحفاظ على السلم الأهلي امانة في أعناقنا، وكل جنوح نحو الاقتتال هو ثمرة الذين يمعنون في تفتيت المنطقة من الاسرائيليين والأميركيين».
أما مسؤول الاتصالات السياسية جبران باسيل، فرأى أن الورقة تأتي في إطار الحفاظ على لبنان التعددية في الوقت الذي يريد البعض تحويله إلى لبنان الواحد. ورأى «ان الحوار فيه افادة من الوقت لنعرف مشاكل وهواجس بعضنا، لنضع الحلول فالحوار هو للوصول الى نقاط التلاقي بين خطين. واعتبر ان يوم 1 كانون الأول هو يوم تلاقي أبناء الوطن مع الوطن.
على الصعيد الشبابي، أيّد معظم المحازبين من الطرفين وجود تفاهم بين حزبيهما اللذين ينتميان إلى مذهب العلمانية. إلا أن بعض الشيوعيين توقّعوا من التفاهم «شي أكبر»، بينما رأى البعض الآخر «أنه جيّد كبداية».
ورأى العونيّون، الذين حضروا بأعداد محدودة، ضرورة تحديد نقاط تفاهم مع كل الأحزاب، مع التأكيد أن الطرفين على التوجه نفسه لأجل بناء لبنان علماني.