راجانا حميّة
«الباسداران» اللبناني يريد سحق «السيّد الحرّ المستقلّ»... والحكيم «لن يسكت على هذا الانقلاب»، وكذلك «ثوّار الأرز واللبنانيون الشرفاء»... لأنّ لبنان «لا يؤسّس بناءً على أمورٍ معلّبةٍ وقراراتٍ مأخوذة مسبقاًً ونيات معروفة سلفاً مع جماعاتٍ صمّت آذانها وأغلقت أعينها وأطلقت العنان لألسنة التهديد والوعيد»... لبنان يعطي أبناءه «الشرفاء فرصة الحلّ والتشاور»، وسلاح هؤلاء الأبناء «الدفاع عن فكرة لبناننا وحماية رموز الممانعة والصمود وروّاد الاستقلال»... خالفهم الآخرون «المشتاقون للاحتلال والتبعية والذلّ»... ونزلوا «إلى الشوارع لإطاحة السلطة الوطنيّة»... لكن «الثوّار لن يقبلوا موت لبنان»... سبق السيف العذل «أيّها الخوارج»، فثوّار الأرز «سيكونون الحصن المنيع في وجه من يريد إغراق الثورة في مستنقع المحاور الغريبة عن الأرض والوطن، وفي وجه من أهان كرامتنا وصادر قرارنا واحتقر وجودنا ودنّس قدسية شهدائنا، فساق الشعب بأكمله إلى الذبح، إلى حرب مدمّرة ضروس من دون أن يكون له رأي في قرار الحرب وفي قرار السلم».
لمن يهمّه الأمر، الخطاب أعلاه مقتبس من مجموعة بيانات وزّعها طلّاب «القوّات اللبنانيّة» في الجامعات الرسميّة والخاصّة التي يوجدون فيها، وكان آخرها بيانان، أحدهما صدر في 15/11بعنوان «يا ثوّار الأرز» والثاني في 5/12بعنوان «بعد ساعة الصفر... الانقلاب»، أراد من خلاله «ثوّار الأرز» «وضع الطلّاب في الأجواء الحقيقية للانقلاب الذي تحضّر له ميليشيا الباسداران (تعني الحرس الثوري الإيراني والمقصود بها حزب الله) وأتباع سوريا بدءاً من وئام وهّاب وصولاً إلى عبد الرحيم مراد وعلي قانصو...»، كما صرّح المسؤول الإعلامي في مصلحة الطلّاب طوني درويش.
يرى درويش أنّه من المفيد «في هذا الزمن الرديء» إطلاع الطلّاب على حقيقة مشروع «الولي الفقيه»، ومشروع «فاقد الشرعيّة» الرئيس لحّود الداعي إلى العصيان المدني، ويشير إلى أنّ من حقّ هؤلاء «الشرفاء» أن يعرفوا الهدف من المشاريع التي يحصرها «الثوّار» في بيانهم الأخير «بعد ساعة الصفر ــ الانقلاب» في ثلاثة «أوّلها تحريض القوى الأمنيّة، الموكل إليها وحدها حماية السلم الأهلي، على الحكومة لتسهيل الانقلاب، يليها تعطيل القرار 1701 لإنهاء أي دور للجيش اللبناني ومن ثمّ تحرير الضبّاط الأربعة ليعودوا إلى دورهم السابق».
ولم ينس الثوّار «رفاق أمس القريب في الثورة»، فدعوهم إلى العودة إلى الأصول، متسائلين «كيف يقبل أبناء البيت الواحد بالنزول إلى ساحة خطباء منابرها رموز لسوريا الأسد».
ورأوا أنّ الحلّ يكمن بعودة الابن الضالّ إلى «مكانه الطبيعي» وعودة السلاح إلى «أحضان الدولة الأساسية»، ويسلّم كما «سلّمت القوّات سلاحها دفاعاً عن مصلحة لبنان»، دائماً بحسب درويش.
لكن هل أرضت نصائح طلّاب القوّات «الخوارج»؟ يرى مسؤول الشباب في «الباسداران» اللبناني بلال اللقّيس، أنّه «كان من الممكن الردّ على البيان لو أنّ الثوّار خرجوا من دائرة التطرّف والأنانيّة في أسلوبهم»، مشيراً إلى أنّه «كان من الأجدى التنبّه لتصرّفاتهم في حرم اللبنانية الأميركيّة في جبيل لحظة اغتيال الجميّل، فلم يستوعبوا الآخر كما يقولون بل طوّقوا الجامعة وهدّدوا طلّابنا بالقتل إذا دخلوا أرضهم».
واعتبر بقايا «الخوارج» في تيّار المردة أنّ البيانات «تعبّر عن إفلاس الثوّار سياسياً وطلّابياً، وأنّها لن تفرز الشارع المسيحي كما تفعل دائماً»، ورأى مسؤول الطلّاب والشباب في الحزب محسن تولاني، أنّ «ردّ طلّاب المردة على البيان يكون بالتأكيد على التزامهم ثورة التغيير والإصلاح في وسط بيروت».
أمّا مسؤول الاتّصالات السياسيّة في مصلحة التيّار الوطني الحر ماريو شمعون، فلم يكن في وارد الرد على ثوّار «الأعمال المشبوهة الذين احتموا في جبال كسروان للتدرّب على اغتيال الجنرال».