بسام القنطار
أطلقت وكالة التنمية السويسرية وسفارة سويسرا في لبنان البرنامج الإقليمي للوكالة في شأن «المحافظة على التنوع الحيوي عبر تشجيع السياحة البيئية». وجاء حفل الإطلاق خلال جولة ميدانية لأربع محميات بيئية في جبل لبنان والبقاع شارك فيها سفيرا سويسرا في لبنان وسوريا «فرنسوا باراس» و«جاك دو واتفيل»، والمنسقة الإقليمية للوكالة السويسرية للتنمية «إليزابيت دياتهيلم»، إضافة إلى ممثلي الجمعيات المشاركة في المشروع وهي جمعية تنمية الثروة الحرجية، جمعية ارز الشوف، جمعية حماية الطبيعة وجمعية «أروشاوتبلغ ميزانية المشروع حوالى 850 ألف دولار أميركي ساهمت الوكالة السويسرية بـ650 الفاً منها. وتتكفل الوكالة السويسرية بتمويل أربعة مشاريع تهدف الى حماية أربعة موائل طبيعية تتميز بايكولوجية معينة وفيها أنواع متفردة ومتميزة وهي مركز المتوسط لحماية الثورة الحرجية في الرملية، وغابات الأرز في الشوف والمستنقع الطبيعي في عميق ومشروع حمى كفرزبد، على أن ينتهي العمل من المرحلة الأولى منتصف عام 2008.
قد يبدو المشروع منذ الوهلة الأولى على أنه مجرد مساعدة مالية لأربع جمعيات قدمت مشروعاً مشتركاً الى جهة ممولة لكن أهميته تكمن في انه يسعى الى ادراج المواقع الأربعة على خارطة اقليمية للسياحة البيئية تبدأ من الأردن مروراً بسوريا وصولاً إلى لبنان، الأمر الذي يُراكم نوعية السياحة البيئية، ويشجع على استقطاب اكبر عدد ممكن من السياح.
وربما هي الثقافة السويسرية التي دفعت السفير باراس الى التأكيد على أن المشروع يهدف أيضاً إلى زيادة الوعي بأهمية البيئة، وخصوصاً أنّ الطبيعة اللبنانية الخلابة باتت تحمل العديد من المتناقضات. فمن جهة، نجد غابة صنوبر جميلة في وادي الرملية، لكن عند أطراف الجبل في بحمدون وتلة بتاتر، بدأت المدنية بالزحف وهي ستقضم تباعاً مختلف المساحة الخضراء. كما أن حريق الصيف الفائت أصاب المنطقة المحيطة بدءاً من وادي جسر القاضي مروراً بقرى رمحالا وسلفايا وبوزريدي وشرتون ما أدى إلى احتراق كامل لنحو 900 هكتار من غابات الصنوبر المثمر وأشجار الزيتون والأراضي الزراعية والحرجية السنديانية مكبداً خسائر مباشرة قدرت بحوالى 13 مليون دولار اميركي.
السفير باراس أشار خلال كلمة ألقاها في الرملية إلى «أن مشروع المحافظة على التنوع الحيوي عبر تشجيع السياحة البيئية يجب أن يزيد الوعي حول الكنز الطبيعي الذي يملكه اللبنانيون».
منير ابو غانم، مدير جمعية تنمية الثروة الحرجية، وصف المشروع، بأنه فريد من نوعه ومتعدد المزايا. فهو سيستخدم الإمكانيات البيئية والبشرية المتاحة في أربع مناطق لبنانية لتحسين نوعية السياحة البيئية في لبنان وربطها مع المنطقة العربية.
منسقة الوكالة السويسرية «إليزابيت دياتهيلم» أثنت على الجمعيات المشاركة في المشروع والتي وضعت الرؤيا والأهداف وقدمت إلى الوكالة مشروعاً متكاملاً يشكل امتداداً لمشاريع السياحة البيئية التي تمولها الوكالة في لبنان وسوريا، الأمر الذي سيسهم في تبادل الخبرات.
ومن شأن هذا المشروع أن يسهم في خلق فرص عمل محلية تسهم في التخفيف من الهجرة والنزوح، ويشارك فيها خبراء من لبنان وسويسرا، لأن المرحلة الأولى يجب أن تكون الأكثر دقة حتى تبدأ المرحلة الثانية للترويج السياحي لهذه المناطق على المستوى الوطني والإقليمي والدولي وذلك خلال فترة تمتد لخمس سنوات.
وإضافة إلى استقطاب الزائرين للسير داخل هذه المحميات والمناطق الطبيعية، سيحاول المشروع دمج زيارة المناطق الأثرية في عنجر وبعلبك إضافة وحضور المهرجانات الصيفية في بيت الدين وبعلبك والقيام بأنشطة رياضية وزيارات متنوعة إلى معاصر النبيذ في سهل البقاع ضمن رزمة سياحية واحدة ليعيش الزائر في مزيج لا يتكرر كثيرا.