صدر مساء امس عن اللواء أشـــــــرف ريفي مدير عام قوى الأمن الداخلـــــــــــــي بيان موجه الى رجال قوى الأمن الداخلي: «أمر عام»
يا رجال قوى الأمن الداخلي، لم يعد خافياً على أحد حساسية المرحلة التي تمر بها البلاد، والجميع يعلم أنها مرحلة دقيقة وحساسة تتطلّب الوعي والتضحية والسهر.
يعلم مواطنوكم حجم التضحيات التي تقومون بها إلى جانب رفاقكم في الجيش اللبناني، وتعلم قيادتكم كم قضيتم من الليالي بعيداً عن عائلاتكم وأطفالكم لتسهروا في الشوارع والطرقات وتناموا في الشوادر والآليات، وكل ذلك لحماية السلم الأهلي والحفاظ على هذا الوطن العزيز.
إن تضحياتكم أصبحت على كل شفة ولسان بشهادة الجميع، وما قمتم وتقومون به هو موضع مفاخرة أمام أولادكم ومواطنيكم.
خلال العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي تعرّض له لبنان أخيراً قمتم بواجبكم خير قيام، لقد كان همّ المؤسسة الأساسي حماية الجبهة الداخلية للمساهمة في دعم صمود الوطن بمقاومته وشعبه. وحينها، تنفيذاً لسياسة الحكومة اللبنانية قمتم بمواكبة 164 عملية إجلاء لأهالي محاصرين في قراهم، و36 عملية مواكبة لقوافل تموين لقرى محاصرة و199 عملية إجلاء لرعايا عرب وأجانب لاضطرارهم إلى مغادرة لبنان آنذاك.
يضاف إلى ذلك تأمين الحماية والرعاية لحوالى 900 مدرسة في مختلف المناطق اللبنانية استخدمت لإيواء أهلنا النازحين، فضلاً عن تنفيذ 4 عمليات إجلاء ومواكبة لسجناء من سجون كانت عرضة للقصف الإسرائيلي.
لقد روت دماء 4 شهداء من رفاق السلاح أرض الوطن بالإضافة الى إصابة 33 منهم بجروح، كما تضرر 38 مركزاً من مراكز قوى الأمن الداخلي خلال هذا العدوان.
إن المثابرة على تنفيذ المهام للحفاظ على أمن مجتمعنا من العابثين والمجرمين كان مكلفاً، وما سقوط أربعة شهداء منكم في عملية التفجير الآثمة أخيراً سوى محاولة من المجرمين لمنعكم من حماية هذا المجتمع الغالي.
أدعوكم كما دائماً إلى التحلّي بالانضباط والمناقبية وبذل كل الجهود والعمل الدؤوب والمثابرة على القيام بواجباتكم كفريق وأحد إلى جانب الجيش اللبناني الذي يعمل تحت قيادة وطنية حكيمة.
أيها الرجال، الوطن بحاجة إليكم، كونوا كما عهدناكم على درجة عالية من الجهوزية والاستعداد للتضحية والاحترام للقانون ولتركيبة لبنان المتنوّعة.
كونوا فوق الطائفية والمذهبية والمناطقية وفوق الصراعات السياسية والتاريخ يشهد أنكم فوق الحساسيات والخلافات والشبهات والتشكيك. تيقنوا أن تضحياتكم لن تذهب سدى، وإننا على ثقة بأنها ستثمر سلماً أهلياً عاجلاً أم آجلاً، وسينتصر لبنان بكم وبأهله وجيشه الوطني».