strong>رد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على خطاب الأمينالعام لحزب الله السيد حسن نصر الله، متهماً إياه بأنه يحاول أن يقوم بانقلاب أو على الاقل يهدد بالانقلاب، وأعلن تمسكه بالصيغة الحكومية لحل الأزمة
رأى الرئيس فؤاد السنيورة أمام وفد من قطاع المهن الحرة التابع لتيار «المستقبل» في صيدا، «ان ما شهدناه البارحة ثورة والصلف لا داعي لها ولا اللبنانيون تقبلوها»، مؤكداً «ان هذه ازمة وتنقضي، وسنعبرها الى المستقبل الذي يريده كل اللبنانيين».
وبعدما وصف خطاب السيد حسن نصر الله بأنه «مثير للتوتر وإن شاء الله ليس للفتنة»، قال: «العتب الاساسي على إخواننا في حزب الله والسيد حسن حول منهجية التعاون الذي يتبعونه في التعاطي مع نقاط الخلاف التي تنشأ بينهم وبين زملائهم في الوطن. فالمنهجية المتبعة هي أسلوب تخوين الآخر، فإما تكون معي أو ضدي. من وضعكم ديانين على الناس؟ هؤلاء خونة وهؤلاء وطنيون. انتهينا من قصة فحص دم الآخر لمعرفة وطنية كل شخص. هذه المنهجية المتبعة لا يستسيغها اللبنانيون، وهذا الاسلوب لا يوصل الى نتيجة بل على العكس هذا الامر يزيد الاحتقان».
وكرر السنيورة «ان اسلوب الوعيد هو من ضمن الامور التي تؤدي الى عقلية وممارسة، الى ان يخسر السيد حسن والمقاومة كل الرصيد عند العرب والمسلمين في العالم، والذي بنوه في فترة زمنية هم يخسرونه يومياً وبتسارع كبير في شوارع وأزقة بيروت». وسأل «هل هذه الشوارع هي مكان للمقاومة؟ هل هنا اسرائيل التي نتحارب معها؟».
وانتقد تأكيد نصر الله «من الآن أن الاغلبية ستتغير» وسأل «هل يقرأ في الفنجان او في الكف، وهو يلزم اللبنانيين كيف سينتخبون» معتبراً أن نصر الله «ينصّب نفسه على كل لبنان ويحدد من هو الذي سيكون رئيساً للحكومة وكيف سيعيّنه وكيف سيصنعه، فكيف يستسيغ اللبنانيون هذه القصة». وقال: «الحقيقة، اقل ما يمكن ان يقال ان السيد نصر الله لم يكن موفقاً بالكلام، فهو يحاول أن يقوم بانقلاب أو على الاقل يهدد بالانقلاب، ويحدد من الآن النتيجة» معتبراً أن «كلامه ولهجته، موقفه والعبارات التي يستنبطها تحمل كل التهديد وكل بذور الشقاق والفرقة بين اللبنانيين».
أضاف: «قال السيد حسن، انهم حاولوا من خلال الشغب الاعتداء على المعتصمين، ولكن اقول ان القوى الامنية التي ارسلتها الحكومة ألم تحاول حماية المعتصمين؟ هل استفزت هذه القوى المعتصمين؟ ألم تقم الحكومة بواجباتها لحماية حق التعبير؟ ألم أقف أنا مرات ومرات ومرات ومن هنا وأقول اني اقف لأعبّر عن اعتزازي بأولئك المعتصمين الذين يودون ان يعبروا عن رأيهم، وأنا أحترمهم وأحمي هذا الحق، فهذا واجبي. هذا هو الطريق وهذه هي الوسيلة التي تعزز بها الديموقراطية وممارستنا للحريات. هل الحكومة حاولت ان تحاصر المتظاهرين ام كانت هناك محاولة واضحة وحصلت محاولات كثيرة للاخذ والرد مع القوى الامنية عندما حاولوا محاصرة السرايا، ألم يحاولوا محاصرة السرايا؟ ألم يحاولوا ذلك في مرات عديدة وتم اعتراضهم».
ورأى ان الشهيد احمد محمود «ذهب ضحية الذين شحنوا اللبنانيين ووتروهم وأخذوهم الى امكنة لا يفترض ان يكونوا فيها» مشيراً الى «دمه في رقبة الذين شحنوا الاجواء ووتروها ويأخذون البلاد الى ما لا ينبغي ان تكون فيه، هذه مشيئة الله وليس علينا إلا أن نخضع لمشيئته».
وأكد أن «المملكة العربية السعودية ومصر تقومان بجهد بنّاء وتذهبان ايضاً عند الرئيس اميل لحود، الذي يعرف كل العالم انه لا أحد يعترف بالتمديد له، ومع ذلك يمارسون هذه العملية من اجل المحافظة على الشرعية في لبنان».
وتساءل «أليس من الخفة ان يتجاوز مسؤول نحترمه ونجله، القناعة بأن اسرائيل هي عدو وتحاول استغلال كل شيء لتكريس الانقسام في لبنان. أليس من الخفة والتهور استعمال هذه الحجج الواهية من اجل الوقوع في الفخ الاسرائيلي والذهاب الى حيث تريد اسرائيل ان تأخذنا إليه، وبالتالي الاسهام في محاولة إيجاد الشرخ الداخلي بين اللبنانيين؟ سامحهم الله».
ورأى ان نصر الله «تخلى عن قضية مزارع شبعا والغجر ولم تعد قضيته إلا في شوارع بيروت ليدخلها» وأشار الى ان لديه «إحساساً بأن كثراً لا يريدون تحرير موارع شبعا» وقال ان وزير خارجية إيران رفض وضع المزارع تحت عهدة الأمم المتحدة ناقلاً عنه تأكيده أنه يريد إبقاء المنطقة تحت الاحتلال الاسرائيلي.
ووصف الثلث الضامن في الحكومة بأنه بدعة في النظام الديموقراطي البرلماني وقال: «إن الثلث المعطل عندما يعطى لجهة فهي تمسك فعلياً بأداة معينة لتعطل حركة العمل في الحكومة، وبالتالي أصبح بإمكان هذا الفريق أن يفرط الحكومة حسب الدستور اللبناني (...) لذلك نحن قلنا إننا حاضرون لحكومة وفاق وطني. ففي الدستور ليس هناك حكومة اتحاد وطني. اللبنانيون كقوى في مجلس النواب ننظر إليهم هؤلاء اقلية وهؤلاء اكثرية، ما هي الهواجس لدى الاقلية ولدى الاكثرية؟ هواجس الاقلية انها تريد ان تتمثل في الحكومة ولا تشعر في اي وقت من الاوقات بأن الحكومة او الاكثرية قادرة على ان تلزمنا بقرار لا نوافق عليه، وهي تستطيع تحريره لأن عندها الثلثين، وبما ان الاقلية لديها عشرة أو أقل، ليس بإمكانها توقيف القرار، اذاً نريد ان نرى كيف ندخل بحكومة نستطيع من خلالها المساعدة في هذا الامر. والأكثرية لديها هواجس منها المحكمة ذات الطابع الدولي وعدم ادخال البلاد في عمليات التعطيل أو الاستقالة بما يؤدي الى حالة فراغ وعدم التمكن من تأليف حكومة جديدة. لذلك طرحت نظرية 19 و9 و2، وهي ان لا الاكثرية عندها قدرة على فرض رأيها على الآخرين بدون استشارتهم ولا الاقلية يكون عندها القدرة على التعطيل او تجبر الحكومة على الاستقالة وندخل في الفراغ. وهناك وزيران حياديان يصوّتان على الامور التي ليس عليها خلاف بين المجموعتين، ولكن عندما يكون هناك خلاف لا يصوّتان، وبالتالي تكون هناك استحالة تصويت لأن الجميع يعرف استحالة التصويت، وبالتالي يصبح الاتجاه الى الاتفاق».
وقال: «هم الذين عطلوا الحوار، أخذنا قرارات بشأن المحكمة ذات الطابع الدولي، وبعد ان اعتكفوا وتمت كل الاجراءات داخل مجلس الوزراء وفي حضور فخامة الرئيس والاخوان من حزب الله في هذه العملية، اخذنا قراراً لكي تقام المحكمة ذات الطابع الدولي فإذا بهم يعتكفون عندما اخذنا القرار الاول، واستقالوا يوم القرار الثاني مع انه في طاولة الحوار كان البند الاول موضوع المحاكمة ذات الطابع الدولي ولكن كما يقول القرآن الكريم: «يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم»، وأمس السيد حسن لم يأت على ذكر المحكمة ذات الطابع الدولي لا من قريب ولا من بعيد».
وأكد أننا «دعاة تلاق بين اللبنانيين ونعتقد انه لا يمكن لمجموعة من اللبنانيين ان تنتصر على مجموعة أخرى منهم». أضاف: «أما اتهام السيد حسن نصر الله لي، فحرام للأخلاق والقواعد الوطنية والدين الاسلامي أن أوجه تهماً باطلة للآخرين. وقوله انني امرت الجيش اللبناني خلال فترة العدوان بمصادرة سلاح المقاومة الذي ينقل الى الجنوب، كنت اتمنى لو ان السيد حسن تروى بكلامه، فهو يعرف من هو فؤاد السنيورة (...) وما هو تاريخي».
وختم: «رغم كل ما جرى نحن بلد واحد ودعاة وفاق وتعاون ودعاة وطن واحد ننتمي إليه ودين واحد. لن نفرّط بوحدتنا بين اللبنانيين ولن نفرّط بوحدة المسلمين مهما كانت الصعاب والتحديات والاتهامات»، مؤكداً أن اللبنانيين يريدون ان يعيشوا ويكفيهم ما تحملوا حتى الآن من دمار وتحديات وأقاويل وأكاذيب. اللبنانيون سيعيشون منتصرين منتصرين».
(وطنية)