طرابلس - صفوح منجد
لا اهتمام خارجياً اذا اقتتل اللبنانيون في ما بينهم

أبدى الرئيس نجيب ميقاتي خشيته من «المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان والتي تجعله عرضة لحروب الآخرين على ارضه، بالوكالة او بالواسطة»، داعياً الى «تعزيز الوعي والواقعية السياسية والحرص على مصلحة البلد وحسن ادارة اللبنانيين لشؤونهم الوطنية».
وقال ميقاتي أمام وفد من علماء وأئمة المساجد ووفود شعبية زارته في مكتبه في طرابلس أمس: «إن الجميع ذهبوا بعيداً في التصعيد، وصوّروا الامور كأنها معركة حياة او موت، وتجاهلوا او نسفوا كل المساعي الوفاقية لاعتقادهم أن منازلات الشارع واستعمال الرأي العام وقوداً في التصعيد السياسي والإعلامي من شأنها ان تحدد مصير هذا الطرف او ذاك. لكن الواقع الحاصل والتجارب المريرة السابقة التي مرت على وطننا، برهنت أن لبنان لا يُحكم الا بالتوافق بعيداً من منطق الرابح والخاسر او الأكثرية والأقلية، وأن أحداً لا يمكنه أن يختصر طائفة أو فئة أو مجموعة».
وقال: «اشعر بأن اللبنانيين غير راغبين بالاقتتال فيما بينهم، لكن الخارج يتربص بنا شراً، وعلينا أن نزيد من مناعتنا ضد ما يحاك من فتن، فخلال اتصالاتي التي اجريتها في الخارج، شعرت بأنه ليس هناك من خشية خارجية من ان يقتتل اللبنانيون، والاخطر أن الموقف الوسط لم يعد موجوداً، فالتخوين من هنا وهناك كأن الدين اصبح سلعة او بندقية. لكن على رغم ذلك، هناك ثوابت نرتاح اليها، ومنها المواقف التي اعلنت من مجلس المطارنة الموارنة والمجلس الشرعي الاسلامي الاعلى والمجلس الشيعي الاعلى، لكن هل هناك من يريد أن يسمع؟».
ورأى أن «المدخل الى الحل بالعودة الى الحوار الذي يزيل هواجس مختلف الاطراف حيال كل المواضيع المطروحة، ولا سيما منها موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي، ومن ثم التوافق على تأليف حكومة جديدة حتى موعد الاستحقاق الرئاسي (...) يكون من مهماتها تحريك موضوع قانون جديد للانتخابات وتحديد فترة زمنية محددة لإصداره بتوافق كل الاطراف».
وعن إسقاط الحكومة في الشارع قال: «يجب التعاطي مع موضوع الرئاسات الثلاث على الأسس والمنطلقات الدستورية فقط، حفاظا على المواقع التي تمثلها واحتراماً للقوانين والمؤسسات وحماية للاستقرار».
وقال: «لقد بحّ صوتنا ونحن نحذّر منذ شهر تموز من خطورة ما يجري على الساحة اللبنانية، وأصدرنا نحن الرؤساء السابقين للحكومة، بياناً حكيماً، وطلبنا التريث في اتخاذ الموقف من المحكمة الدولية لدرس قانون المحكمة، لكن لم يؤخذ برأينا. انا مع المحكمة، لكن تعالوا لنتدارسها معاً ونضع الملاحظات عليها ونناقشها».
وأيد ميقاتي الثوابت التي اعلنها مجلس المطارنة الموارنة. وقال: «يجب ان نبحث في الاوضاع الراهنة مع الجميع، مع سوريا ومع ايران. ماذا يفيد الحصول على الثلث واكثر، ما دامت الباخرة في عرض البحر وتتقاذفها الامواج؟ السرطان الذي نعانيه لا يعالج بالاسبرين، هذا مؤلم وخطير».