نفت قيادة الجيش أن تكون قد تلقّت اوامر من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بمصادرة سلاح المقاومة، لكنها أشارت الى مصادرة كمية من الذخائر على احد الحواجز خلال الحرب الاخيرة، فيما اعرب حزب الله عن تفهمه الموقف الحرج لقيادة الجيش.أصدرت قيادة الجيش ــ مديرية التوجيه بياناً جاء فيه: «إن الجيش الذي لم يتوانَ طيلة الفترة السابقة لحرب تموز وخلالها عن دعم المقاومة والتصدي للعدوان الإسرائيلي، تنفيذاً للبيانات الوزارية للحكومات اللبنانية المتعاقبة ولإيمانه بتضحيات المقاومة، تؤكد قيادته أنها لم تتلق أمراً من رئيس الحكومة بمصادرة سلاح المقاومة الذي ينقل الى الجنوب».
وأوضح البيان أنه «خلال الحرب الأخيرة ضبطت على أحد حواجز الجيش كمية من الذخائر وتمّت مصادرتها، حيث تبين لاحقاً أنها تعود الى المقاومة التي طلبت استرجاعها، وقد أبلغت في حينه من قبل الجهاز المختص في الجيش، بأن إجراءات إعادتها تخضع لتدابير قانونية تستوجب قراراً سياسياً، الأمر الذي أدى الى الالتباس الحاصل حول حقيقة الأمر المعطى للجيش في شأنها».
وأكدت القيادة «أنها قبل حرب تموز وبموجب بيانها الصادر في تاريخ 12/3/2006 اتخذت التدابير الكفيلة بمنع إدخال الأسلحة والذخائر من الخارج وعبر الحدود البرية والبحرية، مستثنية من ذلك الذخائر العائدة الى المقاومة المخزونة داخل الأراضي اللبنانية لأن عملية نقلها الى الجنوب يرعاها البيان الوزاري لحكومة الإصلاح والنهوض الحالية التي نالت في حينه ثقة المجلس النيابي المطلقة». وإذ رأت القيادة «أن مسؤوليتها الوطنية تلزمها إصدار هذا البيان» أهابت «بجميع المعنيين تجاوز هذا الالتباس الحاصل، وتضع نفسها بالتصرف لتوضيح الأمر، توخياً للحقيقة وحفاظاً على الوحدة الوطنية».
وتعليقاً على بيان الجيش أصدر «حزب الله» بياناً جاء فيه:
ــ أولاً: نتفهم الموقف الحرج لقيادة الجيش بين الرئيس السنيورة وبين قول الحقيقة، ونأسف أننا وضعنا قيادة الجيش في هذا الموقف الحرج بسبب اسفاف الفريق الحاكم في تناوله الاعلامي والسياسي لقضية حرب تموز.
ــ ثانياً: ان بيان مديرية التوجيه يعترف بأن حاجزاً للجيش صادر شاحنة اسلحة للمقاومة. ونعرف أن الجيش يتصرف على اساس القرار السياسي، فهل صادرها اجتهاداً منه ام بناءً على القرار السياسي الصادر من رئيس الحكومة؟ وتم ابلاغنا أيضاً من الجهات المختصة في الجيش، بأن اي شاحنة سلاح اخرى ستصادر ولن يسمح لها بالمرور، وإن عليكم ان تعالجوا المسألة سياسياً مع الرئيس السنيورة، علماً بأن السلاح ما زال مصادراً حتى الآن.
ــ ثالثاً: الجهة المختصة في الجيش وقيادته تعرفان جيداً كل تفاصيل النقاش الذي دار والوسطاء الذين تدخلوا لدى الرئيس السنيورة في تلك الليلة التي أصر فيها على موقفه، وكيف تمت المعالجة.
ــ رابعاً: نكتفي بهذا المقدار لأننا حريصون على مؤسسة الجيش ونظرة اللبنانيين اليها، وإن كان قد لحق بنا ظلم بسبب قول مديرية التوجيه لنصف الحقيقة وإخفائها البقية وإنهاء الموضوع تحت عنوان الالتباس.