strong>غسان سعود
تصوير:هيثم الموسوي,بلال جاويش,مروان طحطح

هذه المرة، ليست الساحات من تصنع الحدث بل الناس، السيدات اللواتي فاقت أعمارهن السبعين، والرجال المسنون والشبان والفتيات والأطفال والأمهات اللواتي صحبن أطفالهن الرُضّع.
هذا الشعب حضر كاملاً بتلك الفئات الطيّبة، التي تتشارك وبائعي الكعك والعرانيس والفلافل أخباراً سياسية.هنا يصرخ مسن بعفوية: «معلمكم بولتون رحل.. الحقوا به وخلصونا»، فتردّ مجموعة بشعار جديد «بالطول بالعرض نصر الله هز الأرض». وتتابع النداءات، وبعضها يتلاقى مع لافتات. نرى ونسمع: «آخر الزمان.. السنيورة قارئة فنجان»، «ما زرعه اللبنانيون بالدم.. لن يحصده الغادرون بالغدر». وكلام كثير يربط الحكومة بالسفير الأميركي في لبنان جيفري فيلتمان، أبرزه «حكومة فيلتمان.. ارحلي!». لافتات وألوان برّاقة وعيون تعد بالانتصار وكلام كثير


يطل صوت أحد الشبان من منبر رياض الصلح، هذا شاب عوني اعتقل عشرات المرّات، وليد أشقر يوجه تحيات في مختلف الاتجاهات، يختمها بتحية للمقاومين الذين لم يستطيعوا أن يكونوا مع المتظاهرين اليوم. الكلُّ يحيي «المقاومة وأبطالها». يحضُر هوغو شافيز وجمال عبد الناصر وحسن نصر الله بصورة جامعة. صور غيفارا أيضاً تملأ الساحات، وشبان يقولون إنهم على صورته ومثاله. يطل العونيون. هيئة قرطبا تقول «هذا هو السلاح النووي العوني.. شعب لبنان العظيم». وهيئة منيارة تؤكد «هم لبنان الراحل وأنتم لبنان الآتي»، وقربهم لافتة لأهالي جبيل، كتب عليها «الحقيقة لا تتجزأ.. تحقيق دولي + تحقيق مالي».
يصل أهل الشمال، يحييهم الخطيب. هنا أبو عمر من سهل عكار وجيمي جبور من القبيات ومعهم المئات، وصلوا سالمين بعد استفزازات كثيرة، كان آخرها في حالات، وأدت إلى إصابة خمس سيدات بجروح. الساحات تحاط بالصور. السنيورة يعانق كوندوليزا رايس في عزِّ العدوان الاسرائيلي على لبنان. باقة ورد كتب تحتها «نقابل الرصاص بالورد»، العماد والسيِّد و«لمن يهمه الأمر، نعطي دروساً في الوحدة الوطنيّة». السنيورة يشير بإصبعه متوعداً و«نخشى أن تصبح الخيانة وجهة نظر». لافتات وصور يحملها شبان ونسوة ومسنون يجمعهم الفرح أولاً ثم الانتماءات الأخرى، التي يستحيل اكتشافها بعدما استترت خلف ألوان القوى المعارضة.
أصوات القادة تثير الجماهير، تسبق الأغاني، السيد يحدد الخطوط الحمر «الحرب الأهلية. ضرب الاستقرار والسلم الأهلي. التصادم». بري يقول «عندما يكون هناك أمن وسيادة يأتي الاستقرار الذي يؤمّن استمرار الوطن». والعماد عون يؤكد أن ثمة «حلاًّ واحداً، أن تتنازلوا وتذهبوا إلى منازلكم.. خلص شبعنا». صوت غسان الرحباني يعلو في الساحات مردداً أغاني التيار. واللافت أن الجماهير التي اعتادت الحفاظ على كل الأملاك العامة في وسط بيروت، التزمت أمس الهدوء اثناء مرورها أمام كنيسة القديس جاورجيوس خلال فترة القدّاستهدأ الموسيقى، والجماهير لا تهادن في الرقص والهتاف. ومعظمهم كان مشغولاً بالاتصال بأقربائه للاطمئنان إلى حجم المشاركة والأرقام التي تتناقلها الوسائل الاعلامية. بيار رفول، المنسق العام للتيار، يتحدث عن لافتات كثيرة، أجملها واحدة تقول «سنبقى سوا.. هيدا الدوا..». ويتابع «نحن وياكم واصلين إلى الخلاص، نحن نقرر مستقبل لبنان، ومن هذه الساحات يتقرر خلاص لبنان واستقلاله».
يصل البقاعيون، تهتز من وقع دبكتهم الأرض. يرددون «يا سنيورة نزال نزال.. نزلولك أهل البقاع». ومن خلفهم يقول آخرون «يا سنيورة بعّد هيك.. أهل بعلبك إجو ليك». ووسط هؤلاء يطل علي حيدر، شاب في العشرين من عمره، بلافتة كتب عليها «إلى أين؟ زبّال في واشنطن».
في زاوية أخرى، نجد رؤوساً ملونّة، أحمر أصفر أخضر برتقالي، وقبل أن يطول البحث يتضح أنهم ريّان أشقر وأصدقاؤه، طلاب كلية الفنون ــ الفرع الثاني. كلية العلوم لا تُفوّت الفرصة، تظلل الجماهير بلافتة رفعها أصغر طلاب العلوم الملقب «نص» وأطولهم، فوق جسر فؤاد شهاب، كُتب عليها «إذا كان حبنا للعماد عون جريمة.. فليكتب التاريخ أننا مجرمون». النائب سليم عون، بالبرتقالي من رأسه حتى قدميه، يحاول اختراق الحشود، كثيرون يتدافعون لتقبيله. تغرورق عيناه بالدموع، يهمس في أذن أحد أصدقائه قائلاً إنه لم يكن يعتقد احتمال تكرار مشهد «بيت الشعب». كلام عون اختصر حال عونيين كثر وجدوا أنفسهم امس أمام مشهد بيت الشعب، لكن الخمسة آلاف أو الخمسين ألفاً باتوا خمسمئة ألف على الأقل. والمعابر التي سعى بعض العونيين إلى اختراقها قبل خمسة عشر عاماً سقطت جميعها. وبات التلاقي مسموحاً.
هنا الساحة.. هنا لبنان.. ويتتابع المشهد. وحده العلم اللبناني يعلو في سماء الساحات، الصوت الأنثوي الثوري يستنهض العزائم، يرقص السوريون القوميون فرحاً بجوليا. المردة هنا والأرسلانيون. أنصار كرامي والمخزومي ووئام وهاب. وصيدا هنا، وعاليه هنا أيضاً، يصرخ سيزار أبي خليل. تحاول الصورة أن تتسع داخل الإطار، يجتمع العشرات حول تلفاز صغير. الصورة لا تسرق الجمهور، لافتة أخرى تشغله، تقول «لعيونك يا شيخ سعد.. سنسقطها.. زي ما هي..». والمرديون حملوا صور الشيخ باللباس السعودي، وتحتها عبارة «استقلال 2006». فيع الجبيلية حضرت، ما الدليل؟ صوت عون يردد «التغيير آتٍ آتٍ آتٍ».
يتحدث النائب أسامة سعد باسم الأحزاب والقوى اللبنانية، ثم النائب علي حسن الخليل يلقي كلمة حركة أمل، وبعده نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم. الذي يُقدم للسنيورة نصيحتين تثيران الجمهور، يتجاوب معهما بحماسة، فيرفع صوته أكثر: «ليسمع السنيورة ومن معه». يسأل قاسم عمّا يمكن المعارضة أن تفعله إذا كان البعض يخاف من الأعلام. فترتفع الأعلام اللبنانية عالياً أكثر. ووسط الحشد الهائل، يستحيل اكتشاف من هو المسلم ومن هو المسيحي. تخترق الحشود مجموعة عونيي حراجل، يسألهم الآخرون «اين التفاح؟». ينهي قاسم كلامه، تعلو أغنية «يوم التحدي رجالنا.. متل الصخر عجبالنا.. قدن حدا ما في حدا..». تغيب الشمس، أسطح البنايات والشرفات المطلة تزدحم بالناس. لكن، وقبل أن يستعيد الجمهور أنفاسه، ينبئهم خطيب المهرجان بالخبر. رئيس التيار الوطني الحر سيتكلم. مشهد لا يُمكن ان يتكرر إلا عند كلام السيد حسن نصر الله. الكل يتدافع، الأعناق تزداد ارتفاعاً والعيون تبحث بين الزوايا عن مخرج يصلها بالمنصة. يتأكد أن العماد عون سيخاطب الجمهور عبر الهاتف. يخاطب عون الجمهور بما يعشق سماعه «يا شعب لبنان العظيم» يثور الجمهور، يتدارك الجنرال متابعاً «لا بل يا أعظم شعب في العالم». يتكلم عون، يصرخ أحدهم «يا بعبدا جاييك العز».
يتابع الجنرال، يشبع رغبات الجمهور سياسياً، يقول «سنعلن حكومة انتقالية». عبارة يظل صداها يتردد بين الجمهور. وعد آخر يثير الجمهور. ينهي عون كلمته. تعلو الأغاني، تتوسع حلقات الدبكة، الكل يدبك، الكل يرقص، الكل يغني. صوت السيد يختم اللقاء «يجب أن يعرفوا أننا لم نضعف ولن نضعف». تغيب الشمس خلف الأعلام اللبنانية التي لم تتعب الأيادي من رفعها. يتأكد الخبر «الحشد هو الأكبر في تاريخ لبنان». تبتسم إحدى السيدات وتصحح «العرس هو الأكبر في تاريخ لبنان» .



عون: بعد أيام سنعلن حكومة انتقالية تجري انتخابات جديدةوأعلن أن «هناك حلاً واحداً من الآن حتى بضعة أيام وبعدها سنعلن رفض هذه الحكومة رفضاً قاطعاً وسنعلن حكومة انتقالية لإجراء انتخابات جديدة ومبكرة حتى ننطلق منها لتكوين مؤسساتنا الديموقراطية وتكوين الحكم المستقبلي الذي يبني لبنان».
وحدد عون «حاجات الشعب اللبناني التي يجب أن تتأمن حتى يتأمن السلم الأهلي وهي الأمن، الازدهار، الحرية، التي بدأنا نفقدها في ظل هذا الحكم». وقال: «عندما عدت الى بيروت في 7 أيار 2005 قلت لكم اننا سنواجه جبهة مثلثة الرؤوس ستقف في وجه التغيير الذي نطمح اليه مؤلفة من الإقطاع السياسي الذي هو عنصر ركود في السياسة ويستمر في التأثير على الوضع الاجتماعي وأرزاق اللبنانيين ومواردهم، والخصم الثاني هو المذهبية المتأصلة وهي عنصر تهديم ذاتي لا يجلب إلا الخراب. في حالة الركود تشل كل الأوضاع وفي حالة الهيجان يبدأ التخريب، والعنصر الثالث هو المال السياسي أو الإقطاع السياسي الذي ركب الفساد في بنية الدولة دائماً، اليوم الثلاثة يتحدون ضدنا وهم الذين يكونون الفتنة: الإقطاع السياسي، المذهبية المتعصبة والمال، مال الافساد». وأضاف: «يقفون في وجهكم بتشجيع من الخارج ليركبوا الفتنة، نحن في آخر مراحل نضالنا قبل أن نؤكد استقلالنا وحريتنا وسيادتنا لأنهم فشلوا في عزل اللبنانيين عن بعضهم وفي التدخل الخارجي والحرب والافقار والتهجير».
أضاف: «نحن صامدون ولن نترك الفتنة تنتصر علينا. أعدكم من جديد بأنه لن يكون لكم ثلث ضامن سيكون لكم كل السلطة وأنتم تعطون الثلث الضامن لمن هو خائف وعنده هواجس»، مؤكداً أنهم «يخافون من الإصلاح لأنهم فاسدون والفساد يتجسد في كل مفاصل الدولة. يدعون أنهم الأكثرية هم يسرقون بأكثرية وفي السرقة والاحتلال لا يوجد إمكانية استمرار لدولة وبناء نظام جديد».
وأكد أنهم «يجب أن يفهموا ان عهدهم قد انتهى وطلب المشاركة معهم كان آخر شيء أن نقبل فيه وبعد اليوم من الصعب جداً أن نقبل بالمشاركة ونحن بانتظار حكم جديد ينبثق من انتخابات جديدة. بضعة أيام وننهي هذه المرحلة ولا نقبل بعدها إلا بانتخابات جديدة تنطلق منها مؤسسات دستورية محترمة لأنها تكون ممثلة لإرادة الشعب، وليست ناتجة من قانون انتخاب غازي كنعان ومن أكثرية مزورة لإرادة الشعب. نحن ننتظر الأيام القليلة القادمة للانتقال من المراوحة وهذه آخر مناسبة كبيرة والساحات لم تعد تتسع لمناصرينا وجمهورنا والشريط الشائك لا يحمي السرايا لأن الناس يريدون أن يتمددوا بشكل طبيعي من دون تحريض».
وقال: «نحن نبحث عن وسائل سلمية لأننا ملتزمون بها ولكن حتى بالوسائل الأخرى هي مشروعة وهناك أمثلة في صربيا وأوكرانيا هذا الحكم لم ينتج غير الدين ولا يجوز أن يستمر ساعة بعد الآن، كل عائلة لديها فاتورتا كهرباء وماء لأنه يوجد تلاعب في الخدمات والاسعار». ورأى أنه يتم توظيف الاغتيالات في المجال السياسي و«الحكومة تستعملها لاتهام الخصوم واتهام اللبنانيين وتخويفهم».
ورأى أنه كان على الحكومة أن تستقيل بعد اغتيال الوزير بيار الجميل، منتقداً «الفشل الذريع المستمر من بداية عهد الحكومة في المجال الأمني». وقال: «نطالب بمحكمة أقررناها وليس هناك من متهمين، الحكومة تتكلم بالمحكمة والتحقيق منذ 18 شهراً حتى اليوم».وتوجه إلى السلطة بالقول: «يكفي تهرباً من المسؤولية تحملوا مسؤولياتكم وأعلنوا ماذا فعلتم منذ 18 شهراً؟ سجلكم في الانجازات فارغ هناك حل واحد من الآن حتى بضعة أيام وبعدها سنعلن رفض هذه الحكومة رفضاً قاطعاً وسنعلن حكومة انتقالية. نطالب بحكومة انتقالية لإجراء انتخابات جديدة ومبكرة حتى ننطلق منها لتكوين مؤسساتنا الديموقراطية وتكوين حكم لبنان المستقبلي».




قاسم للسنيورة: استقل من أجل شرفك وكرامتك
وحيا قاسم في بداية كلمته في الاعتصام «الشرفاء الأحرار من كل أطياف لبنان، أشرف الناس ولو كره الكارهون، رافضي الوصاية الاجنبية الاميركية على لبنان ومواجهي الاحتلال الاسرائيلي». وأضاف: «قولوا للقابعين في قصورهم افتحوا عيونكم واسمعوا صرخات المجاهدين والمجاهدات والشرفاء على أرض هذا الوطن، كفاكم تمسكاً بالدعم الدولي. والله لن ينفعكم دعم أميركا ولا الدول الغربية ولا العربية. هذا الشعب يريد وطنه، فاتركوه يا سارقي الوطن». وقال: «أيها القابعون في قصوركم، لم تعودوا قادرين على التسلط والاستئثار. حاولتم أن توزعوا ميليشياتكم للتحرش بالمتظاهرين والمعتصمين فانفضحتم أمام العالم (...) تريدون الاستئثار ونريد المشاركة، تريدون مذهبة البلد ونريده وطناً للجميع».
وأكد قاسم أن «تحركنا ليس مذهبياً بل تحرك شعبي في مقابل حكومة ساقطة فاشلة لا دستورية منبطحة أمام الإملاءات الاميركية. ولفتني ما قاله بعضهم ومنهم النائب سعد الحريري عندما اعتبر أنه يتعاون مع أميركا ويأخذ العون منها، أميركا غول يأكل الجميع ولا يمكن أن تعمل لمصلحة أحد. لماذا تضعون أنفسكم جزءاً في المشروع الأميركي؟ هم يريدون شرقاً أوسط جديداً وابتلاع لبنان وأمن إسرائيل، فلماذا تضعون انفسكم في دائرة هذا المخطط الجهنمي؟».
ولفت الى أنهم «يريدون مخاطبة العالم العربي من أجل إثارة السنة على المقاومة، وهم غفلوا أن ساحات المقاومة والمقاومين يفهم بعضهم على بعض. لن تكونوا في قلوب سنة العرب. نحن في قلوبهم وهم في قلوبنا وسنكون معاً» معتبراً «أنهم يلعبون اللعبة المذهبية، وهذا أصبح واضحاً للجميع»، ملاحظاً غياب (النائب وليد) جنبلاط و(الدكتور سمير) جعجع عن هذه التحركات «بعدما كنا نراهما في كل مرة يتصدرانها، أما اليوم فهما منكفئان، فما هذه العقلانية المميزة؟ يريدون أن يلعبوا بمصير البلد من خلال إبراز القيادات السنية حتى يأخذوا النتائج بدماء وحوادث ومشاكل، وبالتحديد بين السنة والشيعة. نقول لهم: سنحتضن السنة في قلوبنا ولن تفرقوا بيننا».
وتوجه إلى السنيورة مقترحاً «أولاً أن تصدر أمراً لقيادة الجيش اللبناني من موقعك السياسي لتعيد شاحنة (السلاح) التي احتجزتها أثناء الحرب لأنهم يحتاجون إلى قرارك السياسي وبذلك تحصل على نقطة مضيئة. وثانياً، أن تعقد مؤتمراً صحافياً الليلة أو غداً وتعلن استقالتك للشعب اللبناني رغبة منك في وحدة لبنان ورفض الوصاية الأجنبية. وعندها نحن وشعبنا سنمد اليد إليك والى من معك ممن يرغبون في بناء لبنان لنبنيه معاً شركاء ».
وأكد أن الحكومة فاشلة على كل المستويات. وقال: «إنهم لا يريدون إعطاء المعارضة الوطنية الثلث زائداً واحداً كي لا يعطلوا البلد. هذه مزحة أم نقاش سياسي؟ وهل البلد يسير بطريقة صحيحة أم هو معطل؟ أنتم عطلتم البلد الآن ومنذ فترة من الزمن، نحن ندعوكم الى وحدة وطنية لنعيد الحياة إلى البلد المعطل الذ ي عطلتموه أنتم ووضعتموه في هذا المأزق بأدائكم. ليس هناك حكومة اليوم، ما تخافون منه حاصل وزيادة. أعطونا 45 بالمئة بحسب ما نستحق في التوزيع في المجلس النيابي».
وسأل «إذا كنتم تتكلمون مذهبياً فنحن لا نريد زيادة عدد وزراء أمل أو حزب الله، نريد زيادة عدد وزراء قوى المعارضة التي لها تمثيلها الحقيقي في المجلس والشارع». وقال: «أنتم ماذا تريدون؟. المحكمة ذات الطابع الدولي أقرت في مجلس الأمن، أنا عندي تساؤل أتمنى أن تبيّنوا لنا ما هو السر ونحن في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال شهيد لبنان النائب جبران تويني، لماذا في هذا اليوم بالذات اغتيل قبل الظهر وأقر مبدأ المحكمة الدولية بعد الظهر، ثم اغتيل النائب الشهيد بيار الجميل ومساءً أقرت تفاصيل المحكمة الدولية. ما هو الرابط بين إقرار المحكمة الدولية واغتيال هذين النائبين؟». وأكد قاسم «أن هذا التحرك الشعبي لن يتوقف حتى تحقيق المشاركة الكاملة في حكم لبنان» وختم: «يا دولة الرئيس، انظر الى شعبك الحر الأبي، وكن لمرة واحدة تحمل مكرمة أمام الناس، إذا استقلت اليوم فهذه نقطة إيجابية في سجل الشرف، وإذا تأخرت فهناك نقاط سلبية كثيرة يصعب بعد ذلك أن تزال».




سعد: حكومة الاتحاد لانقاذ لبنانورأى سعد أن «المستأثرين والتابعين لا يؤيدون حكومة اتحاد وطني ويريدون تحويل لبنان الى مرتكز للمشروع الاميركي الإسرائيلي في المنطقة»، مؤكداً أن «شعب لبنان العظيم لن يسمح لهم بذلك ولن نسمح لهم بأن يحوّلوا هذا البلد الى نقطة ارتكاز للمشروع الاميركي ـــ الصهيوني في المنطقة ونتمسك بإرادتنا في وحدة شعبنا وفي مطالبتنا بحياتنا الحرة الكريمة العزيزة وبمقاومتنا وبأهدافنا ومطالبنا».
وتابع: «نحن جاهزون وكل شعب لبنان جاهز لتطوير هذه المطالب وهذه الأهداف وفقاً للمرحلة التي نمر بها. ولن نتوقف عند نقطة تأليف حكومة اتحاد وطني. هناك قضايا كثيرة وكثيرة جداً يريدها شعب لبنان ونحن قادرون على ترجمة الحقائق الى واقع سياسي. ولا تستطيع هذه الحكومة اللاشرعية ومعها هذا التحالف الشيطاني والتابع كسر الإرادة الشعبية».




خليل: مبادرة بكركي قاعدة للحواروقال: «ستبقى وجهتنا وجهة من يحمل المشروع السياسي الثابت الذي لن نسمح بأن يحوَّل من صراع سياسي الى صراع مذهبي او طائفي، قوتنا جميعاً هي بقدر ما نبتعد عن الفتن الطائفية والمذهبية»، مؤكداً أن «انتصار قضيتنا هو انتصار محقق لا محال، انتصارنا بكم ومعكم، وهو انتصار نريد فيه أن نمد أيدينا إلى شركائنا في الوطن». وأضاف: «تعالوا لنتوحد معاً ونرفع بحق شعار حكومة وحدة وطنية تتأمن فيها المشاركة لكل القوى السياسية في هذا البلد». وقال: «لم نقم بحركة انقلابية ولن نقوم بحركة انقلابية، نحن طلاب إصلاح سياسي، ومشاركة سياسية، الانقلابي هو من يتجاهل أصواتكم، صراخكم بأننا نريدكم شركاء معنا في هذا الوطن، وهو الذي يتعاطى معكم ومعنا بالآذان المقفلة ويتعاطى بالاستهزاء».
وإذ أكد أننا «ما زلنا مع كشف الحقيقة حول جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكنا وما زلنا مع إبرام المحكمة الدولية» أشار «الى أننا مازلنا نتحدث حتى الآن عن حكومة مشاركة، وهم يصرون على التجاهل والاستئثار ليدفعونا الى إقفال باب الحوار، ولن نقفل، سنبقى نؤمن بهذا الامر، يحاولون دفعنا الى خيارات اخرى، نعم لدينا خيارات اخرى لكنها لن تكون الا الخيارات الضامنة للسلم الأهلي وللحفاظ على الدستور والحفاظ على المؤسسات». وأوضح أن «انفتاحنا على الحوار ينطوي على تعاط إيجابي عال مع المبادرة التي أطلقت من بكركي لتكون قاعدة يمكن أن ننطلق منها لنفتح باب حوار حقيقي لن يكون إلا مع قيام حكومة وحدة وطنية».




البزري: المشكلة سياسية لا مذهبيةوقال لا للفتنة والفساد نعم للوحدة والإصلاح، لا للتمزق والفئوية، لا للاستئثار، نعم للشراكة، لا للبنان الضعيف نعم للبنان القوي المقاوم، لا للبنان المعادي لأشقائه، نعم للبنان الرائد في محيطه، لا للبنان التبعية ونعم للبنان السيادة، لا للشرعية الدولية الظالمة، نعم للشرعية الدولية العادلة،الوطن أهم من الجميع وأكبر من كل الحسابات». وحيّا مبادرة بكركي ومجلس المطارنة مشيراً إلى أن فيها الكثير من الإيجابيات ومنطلقاً لوضع أسس لحل الأزمة، داعياً علماء الدين المسلمين وشيوخ الإسلام للمبادرة والاتفاق، مشيراً إلى أن المشكلة لم تكن يوماً ولن تكون مذهبية أو طائفية، «بل هي سياسية بامتياز،».




  • التفاعل الأجمل والحماسة الأشد كانا حين يتحدث الخطباء عن وحدة اللبنانيين مسيحيين ومسلمين، سنة وشيعة ودروزاً.
    وكثيراً ما ردد الجمهور «متحدين متحدين، سنبقى متحدين».

  • برز جيّداً بعد أن هتف قاسم «الموت لأمريكا.. الموت لأمريكا..»، ترداد كل الحشود بصوت واحد «الموت لأمريكا». في لهجة وتعبير وحماسة واحدة. أما العونيون فتمايزوا حين صفقوا طويلاً لقاسم بعد أن رأى أنّ الصحافي جبران تويني «شهيد لبنان».

  • كرر أحد الشبان أن عدداً كبيراً من اللبنانيين المقيمين في الخارج يتحضرون لزيارة لبنان وقضاء أعياد نهاية العام فيه.

  • تابع العماد ميشال عون وحشد من المقربين منه وقائع الاحتفال، وعندما قال الشيخ نعيم قاسم «إنها حكومة فاشلة»، علّق عون بأنه كان ينوي قول العبارة نفسها.