الضنّية ــ عبد الكافي الصمدعكار ــ ابراهيم طعمة

انقسم المواطنون في الضنّية حيال الطروحات السياسية المتصادمة على الساحة المحلية الى فريقين متباينين. وقد ظهر هذا التباين في مشاركة وفدين، كل على حدة، في كل من الاعتصام الذي اقامته المعارضة وسط بيروت بهدف اسقاط الحكومة، وفي المهرجان الذي دعت اليه قوى الاكثرية في معرض رشيد كرامي الدولي، في اطار محاولتها حشد اكبر تأييد شعبي للحكومة.
فالنائب السابق جهاد الصمد شدد خلال اللقاء الشعبي الحاشد الذي اقامه في دارته في بلدة بخعون تحضيراً للمشاركة في اعتصام المعارضة، على أن المبادرة التي تقدم بها اللقاء الوطني اللبناني لحل الازمة الحكومية تركزت على مبدأ «المشاركة في ادارة شؤون البلاد»، وأبدى اسفه الشديد لكون «الخلاف السياسي الدائر اليوم يصوّر الأزمة على انها خلاف مذهبي بين السنة والشيعة، وهذا امر لا يجوز دينياً ولا اخلاقياً ولا وطنياً».
وفي موازاة ذلك كان مناصرو «التيار الوطني الحر» في الضنية يتوافدون الى العاصمة في مواكب متتابعة للمشاركة في الاعتصام, بالاضافة الى مؤيدي الرئيس عمر كرامي والحزب السوري القومي الاجتماعي وغيرهم.
وفي الجانب الآخر من الصورة، كان أنصار «تيار المستقبل» وحلفاؤه في المنطقة يعملون على تجميع صفوفهم من اجل المشاركة في المهرجان التضامني مع الحكومة الذي دعا اليه «التكتل الطرابلسي»، في محاولة منهم لإثبات أنهم ما زالوا الطرف الاكثر فاعلية وتأثيراً في المنطقة، بعدما لم تكن المشاركات الاخيرة لهم في مناسبات مماثلة، على قدر الآمال المعلقة، وتحديداً في مأتم تشييع وزير الصناعة بيار الجميل، والوفود التي جهدت اطراف عدة في ارسالها الى السرايا الحكومية، اضافة الى المهرجانات التضامنية مع الحكومة، التي اقيمت في غير بلدة ومنطقة، في الضنية أو المنية أو في طرابلس.
ولهذه الغاية، كانت سيارات وفانات تجوب قرى وبلدات الضنية طوال يوم أول من امس وهي تحث المواطنين عبر مكبرات الصوت على المشاركة في المهرجان، في خطوة لم تلجأ اليها قوى الاكثرية والسلطة من قبل، وأثارت اكثر من دلالة ومعنى.
وكانت قد انتشرت يوم أمس، عناصر الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي بكثافة على الطريق الرئيسي بين عكار وطرابلس لمنع حدوث احتكاك بين مؤيدي المعارضة والاكثرية الذين توجهوا بكثافة كبيرة للمشاركة في اعتصام بيروت الذي دعت اليه المعارضة، والمهرجان الخطابي الذي دعت إليه قوى الرابع عشر من آذار في معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس.
عند الظهر، غصّت الطريق من حلبا مروراً بالعبدة والمنية والبداوي وصولاً الى طرابلس بمواكب الباصات والسيارات التي رفعت الأعلام اللبنانية وصور الرئيس رفيق الحريري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس تيار المستقبل النائب سعد الدين الحريري، وكذلك مكبرات الصوت التي أطلقت الاناشيد والأغاني الحماسية، كما شوهدت جموع كبيرة من المواطنين تهتف دعماً للحكومة ورئيسها.
وكان مناصرو قوى المعارضة قد بدأوا بالتوجه الى بيروت بدءاً من ليل أول من أمس وإفرادياً ملتزمين عدم رفع الشعارت والصور والأعلام المختلفة تنفيذاً لتوصيات قادة المعارضة بضرورة تجنب المظاهر التي يمكن أن تثير الحساسيات.
من جهة أخرى، استمرت الاحتفالات الداعمة لحكومة الرئيس السنيورة في عدد من البلدات والقرى العكارية، حيث أقام مناصرو تيار المستقبل ليل أول من أمس احتفالاً في بلدة كوشا، كما انطلقت مسيرة في بلدة تكريت.