حسن عليق
تلقى مواطن في منطقة الحدث منشوراً تهديدياً تعود لغته إلى فترة الحرب الأهلية. ترك المواطن منزله الجديد. منزله القديم تهدم خلال عدوان تموز

لم يكن مهدي زغيب قد استقر بعد التهجير الناتج من العدوان الاسرائيلي في تموز، حتى عاجله تهجير آخر، بعد أكثر من ثلاثة أشهر على انتهاء الحرب. فقد اضطر المهندس زغيب لترك منزله في محلة الحدث أول من أمس، بعد تلقيه منشوراً ينذره ويطلب منه مغادرة «العقار» الذي يشغله، «حفاظاً على أمن المجتمع المسيحي»، كما ذكر في المنشور. المهندس مهدي زغيب، رئيس دائرة المشتركين في منطقة بيروت الثانية في وزارة الاتصالات، ذكر لـ«الأخبار» أن منزله الكائن في حي الأميركان في الضاحية الجنوبية لبيروت، تعرض للقصف الإسرائيلي في اليوم الأخير من حرب تموز.
وفي منتصف أيلول، وجد شقة للإيجار في منطقة الحدث، على الشارع العام، قبل مدخل الجامعة اللبنانية، مباشرة مقابل مدخل «الريجي». صاحب المنزل، داوود مغيزل قال زغيب إن علاقته طبيعية جداً مع كل الجيران ولم يتعرض لأي إشكال أو مضايقة قبل يوم الأحد الماضي.
فعندما كان يهم بمغادرة منزله ظهراً، قاصداً وسط بيروت التجاري، للمشاركة بالاعتصام الذي دعت إليه قوى المعارضة، وجد على زجاج سيارته الأمامي الملصق الإنذار. توجه على الأثر إلى نقطة للجيش اللبناني، لا تبعد عن منزله أكثر من مئتي متر. أرسله العناصر إلى مركز للجيش في شارع بيار دكاش في الحدث. أبلغ ضابطاً بما جرى، وأخذ الأخير منه نسخة عن المنشور، طالباً إليه إبلاغ مخفر الدرك. تقدم زغيب بشكوى ضد مجهول في مخفر درك الحدث. وتلقى زغيب اتصالاً من ضابط من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، زوده أرقام هواتفه، وسأله إبلاغه بأي طارئ يحصل معه. لم تنته القصة. فقد قرر زغيب ترك منزله الجديد. كان قد دفع، مسبقاً، بدل إيجار المنزل لستة أشهر.
انتقل مع عائلته إلى منزل شقيقته في حارة حريك. ذكر زغيب أن سبب «تهجّره» الثاني هو الخوف على أبنائه الذين يبلغ أصغرهم 8 سنوات من العمر. كما ذكر أنه ينوي إبلاغ السفارة الفرنسية بما جرى، لأن ابنه يحمل الجنسية الفرنسية. قال إنه لن يعاود الدخول إلى المنزل إلا بحراسة قوى الأمن التي أبدت استعدادها لإرسال دورية معه إذا أراد أخذ أغراض من المنزل، أو نقل الأثاث منه.
رفض زغيب اتهام أي طرف بالوقوف وراء «الإنذار»، لكنه قال: «إن المضمون يدل على هوية كاتبه». هذا وكشف زغيب لـ«الأخبار» أن أحد جيرانه، وهو من سكان الضاحية السابقين، تعرض للرشق بالحجارة، أكثر من مرة، من شبان كانوا يقفون مقابل المنزل، ويشتمونه ويطالبونه بمغادرة المنطقة قائلين له إنها «ليست لكم».