أعلن المبعوث السوداني مصطفى عثمان إسماعيل أنه ينتظر من الأطراف المعنيين في لبنان الردود على المقترحات والأفكار التي جاء بها لحل الأزمة، مثنياً على ما ورد في بيان المطارنة الموارنة الأخير، لافتاً الى أن البحث جارٍ عن آلية لوضع ما ورد في البيان والأفكار المطروحة لتصبح قابلة للتحقّق. وكان الموفد السوداني قد عاد الى بيروت ظهر أمس قادماً من دمشق والتقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في حضور وزير الخارجية بالوكالة طارق متري، ثم رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل أن يتوجه الى بكركي للاجتماع بالبطريرك نصر الله صفير.
وفيما امتنع اسماعيل عن الإدلاء بأي تصريح بعد لقائه بري والسنيورة، ذكرت مصادر قريبة من رئيس الحكومة لـ«الأخبار» أن ما نشر في وسائل اعلامية من بنود عن المبادرة التي اقترحها المبعوث السوداني «غير دقيق».
وإثر مغادرته بكركي، أعلن اسماعيل أنه شرح للبطريرك المهمة التي يقوم بها بتوجيه من رئيس القمة العربية الرئيس السوداني عمر حسن البشير، وأوضح أنها «محاولة لتهدئة الأوضاع في لبنان من خلال أفكار نطرحها على كل الأفرقاء. وقد شرحت لنيافته هذه الأفكار وأثنينا على بيان المطارنة ونبحث الآن عن آلية لوضع ما ورد في بيان المطارنة والأفكار المطروحة لتصبح قابلة للتحقق». أضاف: «إن نيافته أثنى على هذه الجهود وباركنا، وأكد أن الوضع في لبنان خطير جداً وهذا يجب ألّا يمنعنا من العمل والاستمرار في بذل الجهود، لأن الوضع بات ينعكس الآن على الشعب اللبناني بأجمعه في حياته اليومية، وبالتالي فإن غبطته يبارك هذه الجهود ويدعمها، ويدعو الله لكي تصل الى اتفاق يؤمّن وحدة لبنان واستقراره». وتابع: «إن غبطته قلق جداً من التدخلات الخارجية في الشأن اللبناني ويراها عاملاً من عوامل إنجاح الجهود التي نبذلها». ورداً على سؤال قال: «نجري اتصالات مع كل الأفرقاء، وطرحنا أفكاراً وضعناها في ورقة شملت الأطراف المعنيين، وننتظر الردود عليها لنحاول أن نردم الهوة كي نخرج بمقترحات يمكن أن تكون معقولة ويجلس الأفرقاء الى طاولة الحوار».
من جهة أخرى أجرى رئيس «جبهة العمل الإسلامي» الداعية فتحي يكن اتصالاً بالموفد السوداني مستطلعاً المراحل التي قطعتها المبادرة، بعد أن سجل قبولاً مبدئياً من الجميع للمبادرة التي تتضمن النقاط الآتية:
أولاً: تأكيد وحدة لبنان. ثانياً: وقف التصعيد الإعلامي والسياسي وخصوصاً المذهبي. ثالثاً: وقف المواجهات والتصعيد في الشارع. رابعاً: إعلان الموافقة على تأليف حكومة وحدة وطنية بالثلث الضامن وفق ضوابط وشروط يتفق عليها. خامساً: العودة الى طاولة الحوار. سادساً: تطرح للنقاش بالتوازي ويصار إلى الاتفاق على تفاصيل حكومة الوحدة الوطنية والمحكمة الدولية والانتخابات النيابية والرئاسية ومؤتمر (باريس 3)، وما يتفق عليه يضمّن في وثيقة سياسية خطية تكون ملزمة للجميع.
ومساءً زار اسماعيل النائب سعد الحريري.
(الأخبار)