أكّد رئيس الجمهورية العماد إميل لحود أن التخوف الذي يبديه عدد من الملوك والرؤساء العرب من مخاطر فتنة في لبنان «مجرّد تهويل، وإن اتخذت منحىً محدوداً في الأزقة والزواريب»، لافتاً الى أن من يملك السلاح في وجه العدو الإسرائيلي «لن يوجّهه تحت أية ذريعة الى أخيه اللبناني»، كما أعلن الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله.وأشار الى أن الجيش اللبناني الوطني «أقوى من أن يتأثر بالاستفزازات التي يعتمدها أصحاب المصالح الذين أورثوا البلاد التدهور المريع في الأوضاع الاقتصادية، ويوتّرون اليوم الأجواء للاستئثار بالسلطة، غير آبهين بالأصوات المطالبة بحكومة متوازنة لإنقاذ ما تبقّى من أمل في الإصلاح».
وكان لحود قد أعلن هذه المواقف خلال لقائه رئيس المجلس الماروني العام الوزير السابق وديع الخازن الذي نقل عنه «حرصه على منطق الوفاق وفق الدستور، وتفهّماً لمطلب التغيير الحكومي في ظل التوازن المفقود الذي أدّى الى خطوات انفرادية، على صعيد إنشاء المحكمة الدولية وكيفية استغلال اغتيالين بارزين في ساحة الشباب الواعد: الشهيد النائب جبران تويني والشهيد الوزير بيار الجميل».
وأشار الخازن الى أن رئيس الجمهورية أعرب عن رغبته الملحة في إنجاح مشروع المحكمة ذات الطابع الدولي، وفق آلية محترمة لقوانين البلاد، لئلا تخرج عن التسوية القانونية وتوظّف في بازار السياسة الرخيص، لافتاً الى أنه «لهذا السبب، ردّ قانون الاتفاق وإنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي الى المصدر الحكومي غير المعترف بشرعيته ودستوريته، ريثما يصار الى الخروج بحكومة وفاق وطني تحظى بموافقة جميع التيارات السياسية اللبنانية الفاعلة لإعادة درسهما. إذ لا يمكن أن يتساهل لحود في منطلق بحث هذا الاتفاق (المعاهدة) إلا من باب المادة 52 التي تنص صراحة على حقه ودوره الرئيسي في عقد المعاهدات والاتفاقات الخارجية. وهو، لهذا السبب، وجّه بالأمس كتاباً الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بهذا المعنى، مذكّراً إياه بما نص عليه اتفاق الطائف».
أما بالنسبة الى موعد انتخاب خلف للنائب الشهيد بيار الجميل، فأشار الخازن الى أن لحود «لن يتوانى عن التوقيع على مرسوم دعوة الهيئات الناخبة بمجرد التفاهم على حكومة شرعية ودستورية جديدة».
(وطنية)