تزامناً مع اعتصام المعارضة في يومه الحادي عشر، وجّه عميد الأسرى سمير القنطار، من معتقل «هداريم» في فلسطين المحتلة، رسالة دعم الى المعتصمين في وسط بيروت، أشار فيها، أولاً، الى مصطلح الحزب الشمولي، من خلال سؤاله: «هل محبة وثقة أعضاء الحزب وجمهوره بقائد أثبت صدقيته وإخلاصه واستقامته وشجاعته، مثل سماحة السيد القائد حسن نصر الله، هي من علامات الشمولية»، نافياً أن تكون من علامات الشمولية «تغيير زعيم حزب مسار حزبه ومواقفه السياسية بشكل كامل، من دون أن تقف قواعد هذا الحزب وتسأل الزعيم: إلى أين؟».وردّ على رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط من دون ان يسميه من خلال تأكيد القنطار أن صواريخ المقاومة «تخيف العدو الصهيوني ومستوطنيه، لأنها لم توجه إلا باتجاهه. والغريب، أن يخرج علينا يومياً زعيم يضع نفسه مع هؤلاء، ويضمّ صوته إلى صوتهم في الشكوى والخوف من تلك الصواريخ»، قائلاً: «هذه الصواريخ لم تخطر أنت على بالها يوماً، ولن تخطر على بالها يوماً.. كن مطمئناً».
هذه الرسالة تلاها شقيق عميد الاسرى بسام القنطار، وسط الهتافات وبث الأغنية المخصّصة لعميد الأسرى «راجع يا قنطار عابلادك لو مهما صار»، استهلّت بتوجيه التحية الى جماهير الوعد الصادق «بناة مستقبل لبنان الحقيقي، لبنان نبذ الطائفية السياسية، لبنان المقاومة والعنفوان»، مضيفاً: «من حقنا أن نعيش في بلد، الفاسد فيه مكانه خلف القضبان، ومن حقنا أن نسترد مالنا الذي سرقه المتسلقون، ومن حقنا أن تنبثق حكومتنا من إرادة كل الناس. من حقنا أن نرفض كل نتائج انتخابات، أساسها قانون فاسد ومال فاسد».
وأكد القنطار أن «الشهداء لم يقدّموا دماءهم كي تأتي حفنة من المارقين وتتحكم بمصير البلد. إن ضريبة دماء التحرير والحرية لم نقدمها كي يأتي فيلتمان ويحكم هذا البلد. إن لهذه الدماء استحقاقات، أهمها الخلاص من فريق بولتون اللبناني وحكم السفارات وتحقيق الانتصار في معركة السيادة والوحدة الوطنية».
وأشارت الرسالة الى أن «انتصار تموز لا يكتمل إلا إذا حاسبنا الذين راهنوا على العدوان، وشجعوا العدوان، واستدرجوا العدوان منذ صدور القرار 1559»، مضيفة: «لقد راهنت الإدارة الأميركية والعدو الصهيوني على فريق جون بولتون اللبناني كي يطبق القرار 1559 ويقضي على المقاومة. وعندما وصل هذا الفريق إلى الطريق المسدود، بدأ عدوان تموز، وكانت إحداثه تحقيق ما عجز فريق بولتون اللبناني عن تحقيقه. لذا، ومن اجل أن ننجز الانتصار، علينا أن نقطع كل حبال أحلامهم وأوهامهم من خلال إسقاط أدواتهم الداخلية».
وختم القنطار رسالته بتوجيه التحية الى روح شهيد انتفاضة الوحدة الوطنية أحمد محمود، والى عائلات كل الشهداء والجرحى، و«تحية خاصة إلى حبيبنا وقائدنا سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله»، مؤكداً أن «من يملك مثل إرادتكم، لا يمكن إلا أن يحقق النصر».
وتحدث في الاعتصام عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب اسماعيل سكرية الذي أكد أن لبنان «لن يكون إلا واحداً وموحّداً في وجه مؤامرات ساعية الى شرذمته»، لافتاً الى أن الحكومة الحالية «اصبحت ميتة سريرياً، وهي ليست حكومة انتزاع الحقوق اللبنانية من إسرائيل، بل تستغلها أميركا لتمرير مشروعها الشرق أوسطي على حساب لبنان والأمة العربية».
بدوره، هاجم عضو «الكتلة الشعبية» النائب سليم عون الحكومة لعدم رضوخها لمطالب المعارضة، وأكد أن «من حنث بالوعد، عليه الاعتذار والاعتزال»، مطالباً باسترجاع الحق الذي «استولى عليه السنيورة، بعد أن صرف وأهدر وأفسد».
ودعا ممثل «مؤتمر إقليم الخروب» الشيخ زهير جعيد، مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الى عدم الاستماع الى أبواق الفتنة، موجّهاً إليه دعوة الى أن يؤمّ المعتصمين كي «يجمع المسلمين في صلاة واحدة»، و«يبعث رسالة لمن يريد جرّ لبنان الى فتنة مذهبية».