أمل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بحل الأزمة اللبنانية، معلناً أنه لا يحمل معه مبادرات محددة بهذا الخصوص، فيما رأى الموفد السوداني مصطفى عثمان إسماعيل أن الحل الذي يعمل عليه يجب أن يكون وفق قاعدة «لا غالب ولا مغلوب». وكان موسى قد وصل إلى بيروت بعد ظهر أمس آتياً من الولايات المتحدة عن طريق باريس. وقبيل مغادرته مطار بيروت تحدث عن زيارته للبنان فقال رداً على سؤال عن مدى تفاؤله بحل الأزمة اللبنانية «نرجو ذلك، ولا بد من وجود الأمل دائماً». وسئل عما يحمله معه من جديد لحل هذه الأزمة فأجاب: «لا أحمل معي مبادرات وإنما هناك حركة في هذا الإطار بدأت منذ زيارتي الأولى ونرجو أن نستمر فيها الآن». واستهل موسى لقاءاته في بيروت بزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري يرافقه المندوب السوداني وممثل جامعة الدول العربية في لبنان السفير عبد الرحمن الصلح وشارك في الاجتماع النائبان علي بزي وعلي حسن خليل. وعقب الزيارة اكتفى موسى بالقول: «هناك أمل، أعطونا فرصة، فنحن لا نزال في البداية».
ومن عين التينة توجه الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى السرايا الحكومية حيث التقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لفترة قصيرة لم تتجاوز نصف ساعة غادر بعدها دون الإدلاء بأي تصريح. كما زار مساءً رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري. واستقبل مساء أمس الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله الأمين العام لجامعة الدول العربية والموفد السوداني.
وقبل وصول موسى إلى بيروت زار الموفد السوداني مصطفى عثمان إسماعيل يرافقه السفير السوداني جمال إبراهيم مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، وتحدث بعد اللقاء فقال: «أزور لبنان كمبعوث لرئيس القمة العربية الرئيس عمر البشير من أجل الاتصال بالفرقاء اللبنانيين لوضع حد لهذا التدهور الذي يجري على الساحة اللبنانية والعودة بلبنان إلى وضعه الطبيعي. وقد نقلت إلى سماحة المفتي تحيات الرئيس البشير وشرحت له مهمتي التي تتلخص بأنه لا بد من وضع حد للتدهور الذي يجري، وإن الحل يجب وسيكون بإذن الله على مبدأ لا غالب ولا مغلوب». وأضاف: «الجميع هنا قلقون مما يحدث في الشارع، وهذه إشارة إيجابية، إن هذا القلق يمكن أن نحوله إلى الحرص على الحل والعودة بالأوضاع إلى وضعها الطبيعي، الجميع يريد للبنان الوطن الأمن والاستقرار ولا ينفرط عقد الأمن فيه». وقال: « كما هو معلوم في لبنان الديموقراطية ديموقراطية توافقية وهذا هو الأساس للدعوة لحكومة الوحدة الوطنية. والمحكمة الدولية محل إجماع من الجميع وعلينا أن ننجز مشروعها، وهذا أفضل من أن ينجزها فريق دون فريق آخر. بيان المطارنة حدد الثوابت اللبنانية وتعرض للانتخابات ورئاسة الجمهورية وهو مقبول من الكل وسيشكل جزءاً أساسياً من الحل الذي نسعى إليه. نحن الآن نبحث في الآلية التي يمكن أن تفعّل هذه الأفكار التي نطرحها وكذلك ما ورد في بيان المطارنة، حتى تكون هناك خارطة للحل واضحة». وأوضح إسماعيل قائلاً: «اقترحنا إطار الحوار، حوار القوى السياسية، كآلية لنصل إلى تنفيذ هذه الأهداف. اقترحنا أن تنجز هذه الموضوعات حزمة واحدة ليتم التوقيع عليها ثم ننتقل بعدها إلى التنفيذ. وأعني بالحزمة الواحدة مناقشة تفصيل حكومة الوحدة الوطنية والمحكمة ذات الطابع الدولي وانتخاب رئاسة الجمهورية ومؤتمر باريس 3. وكل ذلك تتم مناقشته بحزمة واحدة ويتم التوقيع عليها بشكل ميثاق سميناه ميثاق القوى السياسية اللبنانية».
وأفاد إسماعيل بـ«أن هناك أيضاً اتفاقاً عندما نصل إلى صورة الحل يقضي بأن نوقف التصعيد في الشارع والكل متفق على ذلك». واكد ان المفتي قباني «يدعم هذه الجهود ويؤيدها بقوة وهو ضد التصعيد الإعلامي والتجريح السياسي وهو أيضاً يتفق معنا تماماً في أن الاصطفاف اللبناني يجب أن يظل اصطفافاً سياسياً وأن لا ينزلق نحو الطائفية والمذهبية». ولفت إسماعيل إلى أنه «يتحرك باسم الجامعة العربية والأخ عمرو موسى هو الأمين العام والمساعي كلها تتكامل وستتوحد الآن بعد وصول عمرو موسى ويجب علينا جميعا التفاؤل لأننا نحرص على إنهاء هذا النزاع».
(الاخبار، وطنية)