تزامناً مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء لإقرار مسودّة المحكمة الدولية، واصلت قوى المعارضة الوطنية اللبنانية اعتصامها المفتوح في وسط بيروت، لليوم الثاني عشر على التوالي. وذلك، بوتيرة تتصاعد يوماً بعد يوم مع خطابات المعارضين، حتى تحقيق المطالب، وعلى رأسها تشكيل حكومة وحدة وطنية تحقّق مشاركة فاعلة في الحكم لكل الأطراف اللبنانيين.مشهد يوم أمس لم يختلف عمّا سبقه، بشعاراته وهتافاته وأناشيده، مع إصرار المعتصمين على عدم التراجع بالرغم من تغير الطقس وحتى "لو متنا، بدنا نحقّق مطالبنا وبالحق نسمّع كلمتنا"، باستثناء بعض تفاصيل البرنامج الخطابي، الذي اعتاد المعتصمون ترقّبه يومياً، وجديده تضمّن كلمات لكل من: حافظ الصايغ (الحزب السوري القومي الإجتماعي)، جورج الخادار (تيار المردة)، أحمد مرعي (كلمة حزب "الإتحاد")، هشام سرور (كلمة المنظمات والقوى الطلابية)، وجّه فيها رسالة الى شباب التغيير والتمرّد، وقصيدة سياسية للشاعر سميح حمادة من وحي مناسبة الإعتصام.
بداية، أشار الصايغ الى ضرورة "قيام الدولة القادرة والعادلة، بعد العز الذي حقّقته المقاومة، ودولة لبنان الجديد على أنقاض لبنانهم الذي ما ورّث اللبنانيين إلا الإنقسامات وجعل لبنان مكسر عصا للإرادات الأجنبية"، مؤكداً أن "النصر لا يكون على أي لبناني، بل على المؤامرة"، وأن مشروع المعارضة "ليس مشروع انتصار على الفئة الأخرى، بل انتصار بهذه الفئة ومعها لقيامة لبنان".
وأشار الخادار الى أن "الأكثرية" تستخدم عنوان المحكمة الدولية للتفرقة والإنقسام، ولفت الى أن المعارضة "غير ملتزمة إطلاقاً بأي قرار صادر عن الحكومة اللاشرعية"، مؤكداً أن "شعب لبنان مستمر في اعتصامه السلمي، إحقاقاً للحق، وحمايةً للبنان من الإنقسام والشرذمة".
بدوره، علّق مرعي على اجتماع الحكومة لإقرار مسودّة المحكمة الدولية، قائلاً: "يحاولون تسييس المحكمة عبر إقرارها سريعاً، لكي يأخذوا لبنان الى وصاية أجنبية مذلّة"، مؤكداً أن "المشروع الأميركي سيسقط في لبنان، كما سقط في العراق وفلسطين، لأن الفوضى الخلاقة لا مكان لها فيه".
(الاخبار)