صور- آمال خليل
58 ألف قنبلة عنقودية تمّ نزع معظمها حتى الآن من الأراضي الزراعية الجنوبية. وبالرغم من ذلك، فإن المزارعين أنفسهم يعيقون العمل، عندما يقومون بجمع القنابل من دون تبليغ الفرق المختصة، ما يسبب الفوضى والتأخير في إنجاز المهمة. لكن المزارع وصفي شور يبرّر لهم مبادراتهم الفردية التي قام بمثلها في بستانه. فتنظيف بستانه لن ينتهِ قبل شهرين، وهذا سيمنع وصفي شور من قطاف الليمون، ما يعني ضياع الموسم، رغم أنه يدرك أن حسن حظه جعل بستانه يضاف إلى الأراضي الزراعية المراد تنظيفها والمقدّرة ب 35 % من مجمل الأراضي الزراعية في الجنوب، والتي لا يمكن الوصول إليها بسبب انتشار القنابل فيها، بحسب تقرير الأمم المتحدة.
وليس وصفي المزارع الوحيد الخاسر، فالمزارعون الذين انتظروا موسم الحمضيات، للتعويض عن خسارتهم، لم يجدوا ضالتهم. فالموسم البكر لأشجار الليمون والحامض لم يثمر أكثر من ربع الإنتاج المعتاد وبحجم أصغر. والسبب يردّه المزارعون إلى عدم ري الأشجار في أكثر شهور السنة حرارة، تموز وآب.
يطرح هذا الواقع تساؤلات ومخاوف عدة من قبل المزارعين حول حمايتهم من الواردات الزراعية التي تغرق السوق اللبناني منذ انتهاء العدوان بسبب عدم قدرة الإنتاج اللبناني على تأمين حاجته؛ علماً بأن "الموسم المضروب" سوف ينسحب على السنوات المقبلة بسبب تضرر أشجار الموز التي لا تلتئم من جديد قبل ثلاث سنوات والأشجار المثمرة التي تحتاج لسنوات لتنمو من جديد.
وكان تجمّع مزارعي الجنوب قد أجرى مسحاً للأضرار، أحصى بموجبه خسائر القطاع الزراعي خلال العدوان الأخير بأكثر من 135 مليون دولار، توزعت زراعة الموز والحمضيات والثروة الحيوانية والمشاتل والتبغ والزيتون والزراعات الصيفية، إضافة إلى شبكات الري ومضخّات المياه في البساتين.
وكان وزير الزراعة قد استقال قبل أن ترفع اللجان المعنية مسح الأضرار الزراعية، تقريرها إليه. كما أن الهيئة للإغاثة أجّلت دفع تعويضاتهم إلى المرحلة الثالثة، بعد الشهداء والجرحى ثم أصحاب الأبنية المتضررة، وهي لم تنته من المرحلة الأولى بعد. وعندما قامت الهيئات الزراعية بتنظيم اعتصامات احتجاجية ضد إهمال الحكومة، "اتهموا بتسييس تحركهم ما أعاق استمراره" بحسب المسؤول الإعلامي في تجمّع مزارعي الجنوب محمد عبيد.
وفي هذا الصدد، وضعت منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) خططاً للتعويض على خسائر القطاع الزراعي في لبنان التي قدّرتها بـ 280 مليون دولار. وجاء في تقريرها أن الخسائر توزّعت على قطاع إنتاج المحاصيل الزراعية (232 مليون دولار منها 94 مليون دولار في الجنوب وحده) وعلى قطاع المواشي (22 مليون دولار) وقطاع الأسماك (9,7 ملايين دولار). أما قطاع الغابات فقدّرت خسائره بـ 26 مليون دولار.