صور ـــ الأخبار
مئات الجنوبيّين من مختلف الأعمار يروحون ويجيئون، من قراهم وإليها، يومياً، للمشاركة في التجمع الجماهيري الذي تنظّمه المعارضة كل مساء بين السادسة والتاسعة في وسط بيروت. فتنطلق عشرات الباصات عصر كل يوم من منطقة صور باتجاه بيروت بعد أن يتمّم هؤلاء أعمالهم خلال النهار.
ثم يخيّم السكون على صور وقراها بعد أن يغيب المشاركون الذين لا يعودون قبل منتصف الليل. والليل في المنطقة هادئ في أحسن الأحوال وفي ذروة الزحمة في المناسبات، فكيف به والحال وأهلها الآن في عالم آخر؟.
في الليل لا زحمة في شوارع صور. ولا من يسهر على الكورنيش. أما المقاهي فهي أكثر ما ضرّها، الموقع الجغرافي للاعتصام، كما يشير أحد أصحابها الذي بات يقفل المقهى ليلاً لقلة الرواد. حتى مقاهي الإكسبرس والنارجيلة أصبحت وحيدة، والسبب برأيه هو أن «في مكان الاعتصام كل شيء متوافر حتى النارجيلة».
من جهته، يجد أحد الشبان من سكان صور ومن المشاركين يومياً في تحرك بيروت «أن هناك متعة في الحضور اليومي وسط خليط من البشر في هذا المكان الجديد، بالنسبة إلى الكثيرين منهم». ويضيف إن «ما يدفعه هو وسواه من شباب المنطقة إلى النزول يومياً أنها فرصة (لشمّ الهوا) ولا سيما أن النقليات المجانية مؤمّنة»؛ ما يجعله يتساءل: «شوفي أحسن من هيك؟».