زغرتا ــ فيرا يمين
على الرغم من تقلّص مساحات بساتين الزيتون في قضاءي زغرتا الزاوية والكورة الشماليين لصالح المد الإسمنتي، ما زالت زراعته تحتل المرتبة الأولى في سلّم الزراعات الزغرتاوية، وتتصدّر اهتمامات الأهالي الذين لا يوفّرون وسيلة لزيادة إنتاجهم منه وتحسين نوعيته، علماً بأنها تبقى ناقصة إذا لم تترافق وسياسة زراعية تعتمدها الدولة لتأمين تسويق هذا الإنتاج. ويشكل معمل عصر الزيتون الحديث في بلدة زغرتا المثال الأصدق على ذلك، إذ إنه المعمل الأول في المنطقة بما يضم من آلات مستوردة كفيلة بحفظ الفيتامين «C» والمواد الغذائية الأخرى التي تغتني بها هذه الشجرة.
وتكمن أهمية المعمل في حفظه مكوّنات حبة الزيتون منذ لحظة القطاف وحتى العصر، من خلال آلات الفرط وصناديق التهوية البديلة من الأكياس، بالإضافة الى آلات التنقية والغربلة، وصولاً الى عملية الغسل التي تتم بآلات تضبط الهواء مع الماء ضمن حرارة مدروسة تراوح بين 25 و30 درجة مئوية منعاً لتعرّض المنتج للأكسدة.
في هذا الإطار يوضح معدّ دراسة عن الزيتون ميشال رعيش، أن «المعمل الحديث يحفظ الزيتون ويقيه ضرر الهواء والحرارة وكل العوامل الطبيعية التي تجعل مذاق الزيت أقل مرارة»، لافتاً الى أن «الطرق الحديثة تحفظ نكهته الحادة والمرة التي سرعان ما نعتاد عليها».
وتجدر الإشارة الى أن قضاء زغرتا الزاوية هو الأول في لبنان في إنتاج الزيتون، وقد شكل وقضاء الكورة نسبة 50 في المئة منه قبل تراجع الأخير بعد غزو الإسمنت لبساتينه.
ويعود نجاح زراعة الزيتون في هذا القضاء الى همّة المزارع الذي يسخو على الشجرة وينقّيها ويهتم بها. ويلفت رئيس تعاونية الأشجار المثمرة عادل عويس الى أن هذه «العناية تصطدم بجدار سوء السياسة الزراعية»، داعياً الدولة الى اعتماد سياسة تسويق على غرار تلك التي في الدول الأوروبية لدعم المزارع، وخصوصاً أن اليد العاملة باتت مكلفة بعد غياب الأجنبية منها ما ضاعف بالتالي كلفة الإنتاج.