البقاع ــ عفيف دياب
عقدت مجموعة من الكوادر السابقة في الحزب الشيوعي اللبناني (40 شخصاً) مؤتمراً صحافياً في شتورا أمس، انتقدت فيه مواقف قيادة الحزب من التطورات المحلية. ولفت حضور أعداد محسوبة على تيار «المستقبل» وقوى حزبية يسارية أخرى مستقلة أو مقربة من «اليسار الديموقراطي».
وشجب القيادي السابق في الحزب يوسف بيطار في بيان تلاه باسم «الكوادر السابقة في الحزب الشيوعي اللبناني في البقاع الأوسط» ما «يتعرض له دولة الرئيس فؤاد السنيورة من حملات تخوين منظمة ومبرمجة من خلف الحدود للنيل منه كرئيس لحكومة المقاومة السياسية التي استطاعت بجهود جبارة إسقاط مسودة المشروع الفرنسي ــ الأميركي وتثبيت وقف النار وإرسال الجيش الى الجنوب». وأكد «رفضنا المطلق لإسقاط الحكومة في الشارع». وقال: «إن الوطن اليوم تتقاذفه أهواء وأنواء من الداخل والخارج، والرئيس فؤاد السنيورة هو من الوطن بمنزلة القلب من الجسد، فلا عجب أن نشد على يده ونحيّي فيه وقفته المسؤولة والشجاعة وحرصه الشديد على وحدة الوطن وسلامة أراضيه وتحرير ما بقي من أرضه في شبعا والغجر، وهو الذي رفض بإصرار القوات المتعددة الجنسية تحت الفصل السابع».
واتهم بيطار قيادة الحزب الشيوعي اللبناني بـ«الغوص» في ساحة رياض الصلح «تتويجاً لخطها البياني السياسي الذي أخذ بالانحدار منذ الزيارة الأولى للنظام السوري في 28 كانون الأول من عام 2004 والتي جاءت تتويجاً لنظام الوصاية في الوقت الضائع». ودعا «جميع الشيوعيين واليساريين الى التواصل لصياغة رؤية مستقبلية مشتركة».
ورداً على سؤال، أوضح بيطار خطوتهم وهي «صوت تداعى إليه جميع الرفاق السابقين، وقد يؤدي ذلك أيضاً الى التحاق عدد من الرفاق الآخرين بالموكب». وعما إذا كانوا سيشكلون حزباً سياسياً، قال: «إطلاقاً. نحن حركة اعتراضية تتكامل من أجل الوطن». وعن الخطوات المقبلة، أجاب: «ليس هناك من برنامج، وقد يصبح لدينا برنامج».
وسبقت هذه «الخطوة» الاحتجاجية من كوادر سابقة في الحزب الشيوعي، سلسلة اتصالات تولاها الأمين العام السابق للحزب فاروق دحروج الذي استمع الى وجهات نظر المعترضين على مواقف قيادة الحزب. وقالت مصادر في الحزب لـ«الأخبار» إن الاتصالات لم تجد نفعاً «لأن الكوادر السابقة والمستقيلة من الحزب منذ سنوات، وبعضهم منذ أيام وأشهر، كانت مصرّة على التعبير عن اعتراضها من خارج هيئات الحزب الرسمية». وأوضح أن «بعض هؤلاء غادر الحزب منذ أكثر من عشر سنوات والتحق بتيارات سياسية أخرى لا تلتقي مع الحزب».
ووصفت المصادر المؤتمر الصحافي لهؤلاء بأنه «زوبعة صغيرة جداً لا تقدم أو تؤخر، ولا سيما أنهم اعتبروا أنفسهم كوادر سابقة في الحزب، ونحن نعلم أن بعضهم ملتحق بحركة الإنقاذ المنشقّة عن الحزب، وآخرون فاعلون في تيار المستقبل وفي حركة اليسار الديموقراطي (...) وهناك من غادروا صفوف الحزب منذ أشهر».