زار الرؤساء الثلاثة وصفير والحريري وعزّى الجميّل
أكّد رئيس الجمهورية إميل لحود أن اللبنانيين محكومون بالتوافق، على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، ولفت الى أن موافقته على تأليف لجنة سداسية لدرس اتفاق إنشاء المحكمة الدولية جاءت على خلفية أن «يكون عملها بعيداً عن السياسة والانحياز»، مؤكداً أنه لن يسمح «بتقسيم لبنان أو شرذمته، مهما كان الثمن».
كلام لحود جاء إثر استقباله وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة عبد الله بن زايد آل نهيان، الذي زار لبنان أمس، والتقى أيضاً رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة، والبطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير، والرئيس أمين الجميّل، ورئيس «كتلة المستقبل» النائب سعد الحريري، وأجرى معهم محادثات تناولت التطورات على الساحة اللبنانية، في حضور سفير الإمارات في بيروت محمد سلطان السويدي.
وأكّد آل نهيان خلال لقاءاته «تضامن الإماراتيين مع اللبنانيين، وتمنياتهم أن يوفّقوا في الخروج من المحنة التي يواجهون»، ورأى أن العودة إلى طاولة الحوار أو التشاور هي «لمصلحة لبنان، إذ يكفيه انقسامات داخلية»، مع ما يلزم هذا الحوار من ضرورة «بذل الجهد اللازم لتحقيق ذلك»، إذ إنه من «المفيد للبنان التشبث بالشرعية الدولية، لأنها الدعامة الأساسية، ليس فقط للبنان، بل للاستقرار في الشرق الأوسط. وأعتقد أن هناك رغبة حقيقية عند كل الأطراف اللبنانية في إيجاد الحلول»، مؤكداً دعم بلاده للبنان في كل المجالات.
وإذ لفت الى أن العمل في لبنان هو «عمل مشترك من كل الأطراف العربية»، أشار الى وجود «عمل منسق وتعاون كبير مع الأمين العام ومع باقي الوفود العربية التي تزور لبنان في الوقت الحالي من أجل الوقوف مع لبنان، مع التأكيد والحرص على الاهتمام بمؤسساته الدستورية والشرعية، ورئاسة الوزراء هي طرف أساسي في هذه المعادلة»، وأكد أن دعم لبنان «يجب أن يكون منصبّاً على المستوى الاقتصادي، كما على المستوى السياسي»، مضيفاً: «نحن، دول مجلس التعاون الخليجي، التقينا في الرياض، وأكدنا استمرار دعم لبنان، الذي عليه وعلى الأطراف العربية كلها الاهتمام وتشجيع الاخوة في لبنان، وتشجيع الفرنسيين لعقد مؤتمر باريس (3) في 25 كانون الثاني المقبل».
كما نقل الى المسؤولين اللبنانيين تمنيات رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والمسؤولين الإماراتيين «بعودة الاستقرار والأمن والرخاء إلى لبنان، بحيث يتمكن من تجاوز الظروف الراهنة التي يمرّ بها».
بدوره، شكر لحود دولة الإمارات على «الدعم الذي تقدمه للبنان واللبنانيين، الذين يعربون دوماً عن امتنانهم للاهتمام الذي تبديه دولة الإمارات، منذ أيام رئيسها ومؤسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان»، وعرض وجهة نظره من الأحداث الراهنة، مركزاً على أن اللبنانيين محكومون بالتوافق الذي لا يتحقق إلا عن طريق المشاركة في تحمّل مسؤولية القرارات الوطنية، لأن تغييب فئة كبيرة من اللبنانيين عن موقع القرار يؤثر على الروح الميثاقية التي تحمي وحدة لبنان».
وأشار لحود الى أهمية وحدة اللبنانيين، معتبراً أن المقاومة التي انتصرت على إسرائيل «لن تصوب بندقيتها على اللبنانيين». وركز على أن «الدستور هو المرجع الأول والأخير لإدارة شؤون البلاد»، وعلى أن الديموقراطية في لبنان هي «ديموقراطية توافقية»، مؤكداً أنه لن يسمح «بتقسيم لبنان أو شرذمته، مهما كان الثمن».
وتضمّنت جولة الوزير الإماراتي على المسؤولين زيارة الرئيس الجميل، حيث قدّم إليه التعازي باستشهاد نجله الوزير بيار الجميل.
وفي هذا الإطار، أطلع الجميل آل نهيان على الاتصالات التي أجراها والأفكار التي تقدّم بها لحل الأزمة، لجهة سلة الحلول أو الحلول التدريجية، منبهاً إلى أنه «إذا طالت الأزمة، فسيكون لها انعكاسات على الوفاق الداخلي والاقتصادي والمعيشي»، مؤكداً أن لبنان «لم يعد يحتمل المراوحة في إيجاد الحلول».
(وطنية)