strong>أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى حصول تقدم في عدد من الأمور، وأن هناك مساحة جيدة للتفاهم عليها، مشيراً الى اتفاق على ضرورة حل المشكلات عبر طاولة الحوار. وأعلن أنه سيعود بعد أيام الى بيروت لمتابعة مساعيه
اختتم موسى الجولة الثانية من مساعيه بعد ظهر أمس بمؤتمر صحافي في السرايا الحكومية في حضور الموفد السوداني مصطفى عثمان اسماعيل، تحدث فيه عن نتائج محادثاته، قدّم له بالقول «إن الجامعة العربية تشعر بالقلق الشديد إزاء الموقف الحالي في لبنان وتشعر من منطلق المسؤولية العربية والأخوية، والتضامنية بأن علينا أن نكون موجودين على الساحة اللبنانية السياسية وأن نبذل كل الجهود لنحيط بهذا الجو المتوتر».
وأوضح أنه قدّم خلال لقاءاته مع الذين التقاهم من السياسيين «اقتراحاً إطارياً يشتمل على مختلف الموضوعات أو المشكلات المطروحة»، مؤكداً أنه «حدث تقدم وتحرك عدد من الأمور وهناك مساحة جيدة للتفاهم عليها وهناك أمور لا تزال تحتاج الى جهد إضافي يقتضي ربما عودتنا مرة أخرى لاستكمالها». وأكد أن «موضوع المحكمة على جدول أعمال كل اللقاءات وكذلك موضوع الوحدة الوطنية اللبنانية ممثلة في إطارها العام وفي تشكيل الحكومة».
ورأى أن الأرقام التي ذكرت في موضوع الحكومة «تشكل توافقاً على موضوع محدد بأرقامه، وبالتحرك نحو مناقشة الضمانات اللازمة لجعل هذه الحكومة مستقرة وتمكنها من أداء واجباتها السياسية والتنموية وغيرها».
وأشار الى أنه تم الاتفاق على تشكيل فريق سداسي للتمعن في وثيقة المحكمة ولجنة صياغة للاتفاق، «وحين يكتمل من مختلف الأطراف يجلسون معاً ونحن معهم لصياغته وإطلاقه على طاولة الحوار»، مشدداً على صيغة «لا غالب ولا مغلوب». مشيراً الى أن دراسة مشروع المحكمة وبالتوازي م ع حكومة الاتحاد الوطني.
وأكد رداً على سؤال أنه تم الاتفاق «على ضرورة تهدئة الشارع وضرورة وقف التظاهرات والتصعيد الذي يمكن أن يؤثر في زيادة التوتير»، مشيراً الى أن الخروج من الشارع أحد العناصر المتفق عليها في إطار التسوية».
وعن الانتخابات الرئاسية والنيابية المبكرة، قال: «هناك إطار حدد الموضوعات المطروحة مثل موضوع المحكمة، حكومة الوحدة الوطنية، ومؤتمر باريس الاقتصادي، وتعرضنا أيضاً لموضوع الانتخابات الخاصة برئاسة الجمهورية وتعديل قانون الانتخاب، وهذه الأمور مطروحة ولها أطرها الرئيسية وفقاً للدستور»، مؤكداً وجود دعم مصري وسعودي وعربي لجهوده. وأفاد أن «هناك مقترحات مطروحة للتفكير فيها، والعودة ستكون مبكرة، ولن نضيّع وقتنا»، موضحاً أن «هناك موضوعات لم يتم إنجازها بعد. وسنترك للأطراف والمفاوضين الفرصة لأن يعملوا بهدوء»، لافتاً إلى وجود انعدام ثقة بين الأطراف، «ولكن هناك مجالاً كبيراً لعودة هذه الثقة».
ورداً على سؤال، قال إن «سوريا دولة لها مركزها في هذه المنطقة، ومن الضروري أن يكون لها رأيها ودورها في التسوية». وأكد أن المحكمة «موجودة في السطر الأول من الأفكار المطروحة».
ورداً على ما قاله عضو الكونغرس الأميركي بيل نيلسون بعد لقائه الرئيس السنيورة عن أن الرئيس بشار الأسد لا يدعم حكومة السنيورة وسمع كلاماً قاسياً حول الحكومة، أشار موسى الى أن اسماعيل كان موجوداً في دمشق منذ أيام. وهنا قال الموفد السوداني: «بعد الجولة الأولى ذهبت الى دمشق والتقيت بالرئيس الأسد وبنائب الرئيس ووزير الخارجية، وكنت أشير إلى أهمية دعم المبادرة العربية لإنهاء الإشكال الحاصل في لبنان. والإجابة جاءت قاطعة من الرئيس الأسد أنهم يدعمون المبادرة العربية وكل ما يتوافق عليه اللبنانيون. لم نرَ حتى الآن تعطيلاً من هذا الجانب أو ذاك».
وأكد أن «التحدي هو أمام اللبنانيين. فليثبتوا أن بإمكانهم أن يقرروا أن لبنان يجب أن يبقى وأنه يجب أن يكون فوق الأحزاب وفوق المجموعات عبر صيغة لا غالب ولا مغلوب، عندئذٍ نستطيع أن نقول إننا حافظنا على درّة لبنان واستقلاله». ودعا الى الصبر، لافتاً إلى «أن المسألة لا تعالج في ظرف أسبوع أو اثنين، وهناك تقدم واضح وتوافق متصاعد. ونحن في خلال الأسابيع المقبلة نرجو أن ننتهي في نهاية الأسبوعين المقبلين».
وأوضح «ان هناك أربع قضايا حصل فيها تقدم ولا أتوقع تصعيداً في الشارع أثناء غيابنا. وهناك وعود. صحيح أن الاعتصامات قد لا تفرّق، لكن لا نتوقع تصعيداً. وثانياً هناك مقترحات محددة حول تشكيلة الحكومة وقد لخصها الأمين العام في معادلة 19+10+1 مقبولة من الطرفين. هذه الاتصالات هي التي ستحسم مَن هو الوزير الملك؟ ثالثاً، هناك أيضاً عدد من القضايا طرحها الأمين العام، وعندما نعود لن نبدأ من الصفر، بل من حيث انتهينا».
وكان موسى قد التقى أمس، يرافقه اسماعيل، رئيس الجمهورية إميل لحود الذي جدد دعمه للتحرك العربي لإنهاء الأزمة الراهنة، وبعد اللقاء أعلن موسى أنه «متشائل».
ثم التقى موسى الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة ورئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري. وذكرت «وكالة الأنباء المركزية» أنه التقى النائب السابق فارس بويز، بعيداً عن الإعلام.
ومساءً، غادر موسى وإسماعيل إلى القاهرة.