رأت جمعية متخرجي الأزهر في لبنان أن «ما يسمى «تجمع العلماء المسلمين» هو في حقيقته لافتة وستار لحزب الله عندما كان يعمل بصورة سرية»، محذرة في بيان لها من «الأدعياء الذين نصّبوا أنفسهم علماء». وهو في المناسبة ليس البيان الأول للجمعية، بل سبقه كتيب صغير وزعته قبل يوم واحد من مقتل الوزير بيار الجميل هاجمت فيه عدداً من رموز الطائفة السنية وأطرافاً آخرين مقربين من المعارضة.ويأتي بيان جمعية المتخرجين بعد سلسلة اعتداءات تعرّض لها علماء مقربون أو أعضاء في «تجمع العلماء المسلمين»، الهيئة الوحيدة في لبنان التي لا تزال تضم علماء دين من السنة والشيعة. ورفض مصدر في التجمع الرد على بيان الجمعية معتبراً أنه «مثير للضحك ولا يتضمّن إلا المغالطات».
وتعرّض أعضاء سنة في تجمع العلماء لاعتداءات من قبل أنصار «تيار المستقبل» في المساجد في الأيام الأخيرة، والبعض في أماكن سكنه، وبدت هذه الحملة منظمة وخصوصاً أنها طاولت ستة من اعضاء التجمع دون غيرهم لدفعهم إلى ترك المساجد وأماكن سكنهم ذات الكثافة السنية. وآخر هذه الاحداث كان ما تعرض له الشيخ زهير الجعيد ليل السبت الفائت في بلدته برجا في إقليم الخروب.
الشيخ الجعيد يروي أنه «بعد نجاح مؤتمر إقليم الخروب العربي المقاوم الذي فاجأ تيار المستقبل في المنطقة، وخصوصاً أنه ضم نحو 2000 مشارك، بدأت المضايقات لأفراد لجنة المتابعة التي تضم 44 عضواً، وخلال الاجتماع الثاني للجنة في منزله احتشد عدد كبير من أنصار المستقبل بعد شائعة بثوها بين صفوفهم بأن في البلدة حلقة تلفزيونية لتلفزيون المنار، بينما كل من كان في المنزل هم من أبناء إقليم الخروب».
واستتبع الاعتداء بالحجارة على الموجودين وسياراتهم وعناصر من الجيش حملة اعتقالات قام بها الجيش دفعت بالعديد من الأهالي إلى مطالبة الشيخ الجعيد بالعفو عن أبنائهم لأنهم حضروا إلى المكان بصفة «متفرجين لا غير»، واحتفظ الجعيد بحقه في الادعاء حتى تتضح الصورة من خلال التحقيقات، وهو يضمر كما يبدو العفو عمّن غرر بهم من أبناء المنطقة.
إلا أن المعنى السياسي من الحادث واضح، إذ إن الفشل في فرط اجتماعات لجنة متابعة المؤتمر وفي إخراج الشيخ الجعيد من منزله، واضطرار الجيش إلى شن حملة اعتقالات بعد أن تحول الملف إلى المحكمة العسكرية، يعني أنه لم يعد في الإمكان ضرب المشايخ من المعارضين السنة إلا بإصدار بيانات مشابهة عن جمعية المتخرجين، التي تقول في بيانها «إن هؤلاء وأمثالهم ظهروا خلال الحرب القذرة منذ عام 1975 وفرضوا أنفسهم على المسلمين وتسلطوا على بعض المراكز الدينية، وتطاولوا على المرجعية الدينية، ومنهم العالم المتهتك، والجاهل المتنسك، والسياسي المتسلط، وكلهم ذوو أهداف سياسية ودينية لا تمت الى الدين بصلة».
ف. ع.