راجانا حميّة
يسعى المعهد الجامعي الأميركي للعلوم والتكنولوجيا (AUST) إلى إزاحة ستار «الغياب» عن اللغة الفرنسيّة في حرمه، بعدما شهدت «أفولاً» تامّاً في غالبية أقسامه والعديد من المعاهد والجامعات التي فضّلت مسايرة الواقع عبر اعتماد اللغة الإنكليزية لغةً أساسيّةً في التعليم وفي المحادثات.
فعلى الرغم من إتاحة المعهد خيار التدريس باللغة الفرنسية منذ أربع سنوات، لم يجذب أكثر من 386 طالباً مقارنة مع اللغة الإنكليزية التي تضم أكثر من أربعة آلاف طالب. غير أنّ الوضع «المتأزّم» للغة الفرنسية في المعهد الأميركي، لم يمنع طلّابها من تفعيل وجودها في حرمه عبر إقامة معرضٍ سنويٍّ لها.
وفي هذا الإطار، نظّم قسم اللغة الفرنسية في المعهد، أمس، معرضاً فرنكوفونياً، حمل هذا العام عنوان «الفرنكوفونيّة: فنّ وثقافة»، برعاية المركز الثقافي الفرنسي وخمس مجلّات لبنانيّة ناطقة بالفرنسيّة «style, noun, la revue, mondanité, magazine» ومكتبة ستيفان، وكان من المفترض أن يشارك أربعون مؤسّسة، حسب ما أشار المسؤول الإعلامي طوني أبي نجم، ولكن «الظروف السياسيّة التي يمرّ بها لبنان حصرت المشاركة في هذا العدد».
ويشتمل المعرض على سبعة «ستاندات» تعرض مجلّات المؤسّسات الإعلامية المساهمة، إضافة إلى «ستاند» خاص بالمركز الثقافي الفرنسي للتعريف بماهيّته وكيفيّة التسجيل فيه.
حضر حفل الافتتاح السفير البلجيكي في لبنان ستيفان دولوكير ومدير عام مجلّة «LA Revue Du Liban» ثائر كرم ورئيس القسم برنارد بلوم ومديرة المعهد هيام صقر وعدد من الطلّاب.
أشار بلوم إلى أنّ الهدف من إنشاء قسم اللغة الفرنسية في المعهد «هو فتح المجال أمام الطلّاب لاختيار اللغة التي يجدونها مناسبة وخصوصاً الطلّاب الذين تلقّوا تعليمهم الأساسي بها». وتحدّث بلوم عن تاريخ الفرنسيّة في لبنان وأماكن انتشارها، مختصراً إيّاها في ميدانين تربوي وإعلامي، أوّلهما «المدارس والجامعات التي تتبنّاها»، وأشار إلى أنّ «اللغة الفرنسيّة تدرّس بمستويات مختلفة في 1650 مدرسة رسمية وخاصّة»، على أنّ لبنان انفرد بـ«25 مدرسة تتبنّى الفرنسيّة لغةً أساسيّة مقابل ست جامعات هي القديّس يوسف، الأنطونيّة، البلمند، الروح القدس، الجامعة اللبنانيّة وحالياً AUST».
وفي ما يتعلّق بالشق الإعلامي، يملك لبنان «العدد الكافي من الصحف والمجلّات الناطقة بالفرنسية ومنها noun, la revue, mondanité, magazine...»، وتستقطب ما نسبته «28% من القرّاء». وكذلك الأمر بالنسبة إلى الإعلام المرئي والمسموع الذي تهتّم معظم قنواته باللغة الفرنسية، ولكن الفارق الوحيد عن المكتوب أنّها تفتقر إلى الوسائل الضروريّة من إعلاميين وأدوات إعلاميّة.
وبدوره، تحدّث كرم عن دور مؤسّساته الإعلامية في تعزيز اللغة الفرنسية في «الإطار اللبناني» وتعزيز الامتداد اللبناني «في الخارج عبر إظهار الوجه الحضاري للبنان في الدول التي تتحدّث الفرنسيّة».
وأكّد السفير دولوكير ضرورة نشر «الثقافة الفرنسية في المجتمع اللبناني بشكل أكبر لتعزيز الانفتاح والتواصل بين المجتمعات الناطقة بالفرنسيّة»، معتبراً أنّ «تفعيلها يساعد الشباب على إيجاد فرص كثيرة داخل لبنان وخارجه»، غير أنّه حصر «توفير الفرص» بعودة «لبنان إلى حالته الطبيعيّة حتّى يتسنّى للطلّاب متابعة دراساتهم».
وللتعريف بقسم اللغة الفرنسيّة في المعهد، أشار أبي نجم إلى أنّه يتضمّن ثمانية فروع «إدارة الأعمال، إدارة الفنادق، الإدارة المالية، إدارة المعلومات، التسويق، المحاسبة، فن التصميم والعلاقات العامّة».
ولتشجيع الطلّاب على الدخول إلى هذه الفروع، تعقد AUST مجموعة اتفاقات مع جامعات فرنسيّة لتسهيل مهمّة طلّابها في دراساتهم العليا، وقد بدأتها منذ ثلاث سنوات باتفاق مع مجموعة «ESA 3» في باريس، تلاه اتفاق ثانٍ مع جامعة فرساي وثالث تتحضّر له مع بداية السنة الجديدة مع «Ecole Politechnique» في مونريال.
ويشير أبي نجم إلى أنّه بناء على الاتّفاق الأخير «يتحضّر 7 متخرّجين من القسم للسفر في آب المقبل من أجل متابعة دراساتهم العليا في مونريال».