فاتن الحاج
لم يترجم حتى الساعة إعلان نية الجميع على التوافق في انتخابات رابطة أساتذة التعليم الثانوي، فيما ترجح كفة المعركة التي تنذر بانقسام يعكس الانقسام الوطني الحاصل. وفيما تتمسك القوى النقابية الحزبية المختلفة في الاتصالات واللقاءات المتواصلة بحجم التمثيل، تستنفد القوى النقابية المستقلة طاقاتها لتحقيق التوافق وإنقاذ الرابطة من خطر محتم. ففؤاد عبد الساتر، من التيار النقابي الديموقراطي المستقل، يقول: «من المهم أن نعلن نيتنا على التوافق، لكنّ الأهم أن نتوافق، فالجسم التعليمي لا يتطلع إلى معركة «كسر عظم»، وإن كان الاحتكام يجب أن يكون للخيار الديموقراطي سواء في المعركة أو التوافق». وكان التيار قد أصدر بياناً أمس، دعا فيه الأساتذة إلى انتخاب رابطة قوية متماسكة، عبر إيجاد صيغة توافقية تعكس التوازنات وتزخر في الوقت عينه بالنقابيين الفاعلين الحزبيين والمستقلين على مختلف انتماءاتهم، شرط الانحياز الواضح إلى المصالح النقابية بعيداً من التجاذبات السياسية». وقد ناشد البيان الحفاظ على وحدة الرابطة واستقلال قرارها بتقديم النموذج المغاير للمشهد السياسي المتميز بالتشرذم والمصالح الفئوية الضيقة. كما حذّر البيان من انعكاس أجواء التحريض والتجييش على الرابطة.
وفي ظل سعي الأطراف إلى التوافق، لم تبصر اللجنة المصغرة التي تم الاتفاق عليها في الاجتماع التمهيدي الأول النور، ولم يُدعَ أعضاؤها أمس إلى أي لقاء بل جرت اتصالات ثنائية بين القوى، وإن توقع البعض أنّ الأمور ستحسم اليوم.
وفيما تردد الحديث عن اجتماع عقد أمس بين رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري ومندوبي الثانويات في قوى 14 آذار للخروج بصيغة تتعلق بالانتخابات، نفى الدكتور نزيه خياط (قطاع التربية في تيار المستقبل) الخبر، موضحاً أنّ موعد الاجتماع كان محدداً سابقاً لقطاع التربية في تيار المستقبل مع النائب الحريري، وهو اجتماع دوري لا علاقة له بالانتخابات. ويتحدث خياط، من جهة ثانية، عن رفضهم للابتزاز وتمسكهم بالتمثيل النسبي حلاًّ عملياً وديموقراطياً وشرطاً للتوافق «الذي نحرص عليه». ويؤكد عصام عزام (الحزب التقدمي الاشتراكي) «أننا نتحاور مع كل الأطراف، ونبذل جهوداً للخروج بصيغة بين اليوم (أمس) وغداً (اليوم) وعدم انتظار الساعات الأخيرة». ويعتقد انطوان فاضل (حزب الكتائب) «أنّه إذا توفرت أكثرية تريد الوفاق فهي ستفرضه على الأطراف الأخرى».
ويستبعد كل من التيار الوطني الحر وحزب الله التوافق، فيتساءل خليل السيقلي (التيار الوطني الحر) عن اجتماع النائب الحريري مع «جماعة 14 آذار»، محذراً من انشقاق الرابطة وإن كان يعوّل على الوعي والروح النقابية التي يتمتع بها الأساتذة. من جهتها، ترى مصادر حزب الله أنّ هناك خلافاً جوهرياً مع قوى 14 آذار على خلفية تظاهرة 10 أيار النقابية التي حققت إنجازاً تاريخياً عبر إسقاط الورقة الإصلاحية للحكومة ومشاريع التعاقد الوظيفي التي تضرب مكتسبات الأساتذة، وإن كانت هذه القوى توافق على المطالب.
أما نزيه جباوي (حركة أمل) فأوضح أنّ الاجتماعات والاتصالات مستمرة بين الأطراف، متوقعاً «أن نخرج بصيغة اليوم، لأننا لا نريد أن نحشر الأساتذة في اللحظات الأخيرة».