عذراً يا فخامة الرئيس
  • إبراهيم حداد

    عند المحن يستفقد الرجال
    لم أعتد التبجيل او المديح يوماً، بل اعتدت أن اقول الحقيقة مهما كانت صعبة. ولن أكون الا شاهداً على ما سمعت ورأت الغالبية العظمى من الشعب اللبناني والشعوب الأخرى. زعيم وأب مفجوع باستشهاد ابنه البكر، يقف منتصباً أمام هول الكارثة يتحدى القدر الظالم بكل عنفوان، عنفوان العنيد الذي عرفناه، ليبرهن مجدداً أن هذا البيت لم يركع يوماً ولن رغم المآسي والآلام التي اصابت هذه العائلة بفقدانها رجالاً عظماء بحجم وطن وآمال أمة.
    حكمة الرجال، وشجاعة الابطال تنقذ الأوطان، فكيف إذا توافرت هذه الصفات عند رجل واحد.
    هذا ما بادر الى اظهاره الشيخ امين الجميل في اطلالته من على درج بيت الكتائب يوم كان الوزير الشهيد ما زال في ساحة الجريمة مضرّجاً بدمائه، ليطمئن الشارع الغاضب والمجتمع المقهور بفقدانه الوزير الشاب والابن الحالم بوطن ربي وشب على سماع مواصفات وطن اراده البشير 10452 كلم2 ينعم ابناؤه بالحرية والسيادة والاستقلال. فكان فخامة الرئيس بامتياز، وأبا العائلة المفجوعة الصامدة باقتدار، والكتائبي المعطاء بافتخار من أجل لبنان.
    فخامة الرئيس...
    بقدر عطاءاتك وتضحياتك فاجأت الناس، فمــــــــنحتهم قوة الصبر وعلّمتهم معنى الايمان والتضحية في سبيل وطن. قليلون من يملكون تلك الميزات.
    إلا انني وبكل تجرد ومحبة، وحرصاً على وحدة الصف المسيحي ونزع فتيل التفرقة داخل المجتمع الواحد أسأل:
    هل العماد عون ومن يمــــــــثل ضاعـــــــــــــلون في عملية استشهاد الوزير بيار؟
    هل لديكم اية معلومات تدين من قريب او بعيد الجنرال عون بالجريمة البغضاء؟
    هل لديكم دليل واحد يدعو العماد الى الوقوف امام قوس الاتهام لإدانته ولو بالتحريض على مقتل الوزير الشاب؟
    فاذا كان الرد بالايجاب من حقنا يا فخامة الرئيس أن نعرف، ومن حق كل كتائبي اولاً ولبناني من بعد أن يحاسب الفعَلة ويضطهدهم بما استطاع من قدرة ليكونوا عبرة.
    أما إذا أتى الجواب بالنفي فأيضاً من حقنا أن نعرف لبنانيين ومسيحيين، وأصرّ على الثانية، لماذا يا فخامة الرئيس تفضلت واستقبلت كل الافرقاء المنضوين تحت راية 8 آذار وحتى أكثر المتطرفين، وعقدت معهم الخلوات وعلناً وأمام عدسات المصورين وكاميرات التلفزة. كما انك استقبلت وفداً من الحزب الذي يقف إلى جانب المتهمين الرئيسيين بقتل الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميل.
    ألا تعتقد يا فخامة الرئيس، أن عدم استقبالك العماد عون، وخاصة في مناسبة عزاء، لأمر يستحق مئة سؤال وسؤال؟
    لست عونياً ولم أكن يوماً، انما أنا لبناني ومسيحي، ومن واجبي الدفاع عن وحدة الصف، وأن احذّر من أن ما آلت اليه الاوضاع داخل المجتمع تنذر بعواقب غير مستحبة.
    فرأفة باخوتنا ولبناننا نسألك ايجاد السبيل لحل تلك المعضلة كي لا تكون، لا قدّر الله، من زارعي بذور الشقاق ويسجل عليك التاريخ هذا الموقف الذي لم تعتمده ولا كان من شيمكم يوماً.
    عرفناك زعيماً، خبرناك عنيداً، اعتدناك كبيراً، وهذا ما اثبتّه وما دل عليه تصرفك يوم الجنازة وخلال إلقاء كلمتك حين رفضت أن تنجرّ الى مواقع ومواقف يريدونها هم.
    ومن؟ متجددون في علم السياسة والمواقف.
    فخامة الرئيس... كن الضامن والضمانة لمجتمع ما زال الحقد ينهش قلبه منذ عقد ونيف.
    كن العاقل والعقل للوقوف بوجه من هدموا مجتمعاً بني بدم الشهداء الابرار. كن كبيراً كما عهدناك تجمع ولا تفرّق.


    عضو مكتب سياسي كتائبي سابق