رأى الرئيس الاعلى لحزب الكتائب أمين الجميل، أن اللبنانيين «يحتاجون الى مشروع وطني جديد يوحّدهم»، معتبراً أنه «مثلما استخلصنا العبر من تجربة ميثاق 1943، حري بنا اليوم، أن نستخلص العبر ايضاً من تجربة اتفاق الطائف»، داعياً الى عقد مؤتمر وطني «يجيب فيه كل طرف بشجاعة ومسؤولية عن السؤال التاريخي: اي لبنان نريد؟»
احتفل حزب الكتائب أمس في «مجمع ميشال المر الرياضي» بقسَم اليمين لـ4382 شاباً وفتاة من «دورة الشهيد بيار امين الجميل» في حضور الرئيس الجميل وقرينته السيدة جويس، ونواب الحزب ورئيسه كريم بقرادوني وأرملة الوزير الراحل باتريسيا وولديه.
وبعد قسَم اليمين، ألقى الجميل كلمة أكد فيها «ان كل تحالفاتنا مع الذين يؤمنون بما نؤمن به، ويخطئ من يصنف علاقاتنا الحالية بالانحياز الى هذه الطائفة او تلك». ورأى انها «فرصة تاريخية لنؤكد اننا شعب واحد عازم على الحياة المشتركة بأمن وحرية وسلام ومساواة مع احترام خصوصيات كل جماعة وطائفة، وحان الوقت لنحسم مصيرنا مرة واحدة وأخيرة»، مشدداً على «ان اللبنانيين يحتاجون اليوم الى مشروع وطني جديد يوحّدهم بعد تعدد الساحات وتنامي حركات التطرف وبروز مشاريع غريبة عن تقاليدنا اللبنانية».
ورأى الجميل «ان زج لبنان في الاستراتيجيات الخارجية يعيده الى لعبة المحاور»، مشيراً الى أن تحرير الجنوب سنة 2000، ثم انسحاب الجيش السوري سنة 2005 «مثّلا نافذة لفك ارتباط لبنان ولو نسبيا بمشاكل المنطقة». وقال إن «معالجة الواقع المرَضي قلما تكون بوسائل تقليدية كتغيير حكومة او اجراء انتخابات نيابية جديدة، بل بعقد مؤتمر وطني يجيب في اثنائه كل طرف بشجاعة ومسؤولية عن السؤال التاريخي: اي لبنان نريد؟ وإن بقي هذا السؤال من دون جواب نهائي بعد، فليس لأن الجواب مفقود، بل لسببين: الاول أن اغلبية الاطراف اللبنانية تريد بناء دولة لبنان لطوائفها ومذاهبها لا للشعب الصامد هنا منذ دهور. والثاني، ان الاتفاق على لبنان وطناً نهائياً من ناحية حدوده واستقلاله، لم ترافقه بعد قناعة نهائية بدستوره وصلاحيات مؤسساته وشكل دولته، وكأن كل المواثيق الوطنية ليست سوى هدنات دستورية تنتظر معطيات ديموغرافية او موازين عسكرية جديدة»، مشيراً الى أن «الشعوب لا تلغي مواثيقها الوطنية بل تجددها بحسب خصوصيات المجتمع، وكل تطوير او تغيير لا يصبّ في خانة التقدم لا معنى له، وكل اطار دستوري لبناني جديد يجب أن يكمل، لا أن ينقض ما سبقه، فمثلما استخلصنا العبر من تجربة ميثاق 1943، حري بنا اليوم، إذا توافقنا، أن نستخلص العبر أيضاً من تجربة اتفاق الطائف».
وأعلن الجميل ان حزب الكتائب «يضع نفسه في تصرف اي مبادرة تنقذ لبنان وتبعد المخاطر الكيانية المحدقة به»، مشدداً على انه «مهما تكن الاصلاحات المطلوبة يجب ان تحترم المسلّمات الآتية: الوجود المسيحي الحر والفاعل في لبنان، الوجود الاسلامي ــ المسيحي المشترك، المحافظة على النظام الديموقراطي».
ورأى ان المطلوب في لبنان «حلول عبر ارادات وطنية» معتبراً أن «ظاهر الأزمة السياسية الطائفية يدور حول الحكومة والمحكمة الدولية ورئاسة الجمهورية، بينما جوهرها يستهدف تغيير النظام وحكم الدولة وهوية المجتمع».
وتناول الوضع في الشرق الاوسط الذي «يعيش مخاض التغيير»، لافتاً الى أن «شعوب المنطقة العربية تنتقل من الانظمة المطلقة الى الفوضى المطلقة». وأكد أن «وحدتنا هي السلاح الذي يجب ألّا يُنزع لئلا ندفع مرة اخرى ثمن حروب الآخرين».
(وطنية)