تحت شعار «دفاعاً عن استقلال وحكومة لبنان»، أقامت قوى 14 آذار مهرجاناً شعبياً في ساحة بلدة دير القمر، جدّدت خلاله مطالبتها بإقرار المحكمة الدولية «كي لا تبقى يد الجلاد على رؤوس الأحرار»، مركّزة هجومها على المعارضة التي تريد «الاستيلاء على السلطة وعزل لبنان»، وعلى رئيس الجمهورية إميل لحود الذي «يتقن فن خرق الدستور».استهلّ المهرجان بكلمة لرئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون الذي رأى أن المشكلة الكبرى هي مع مسؤولي المعارضة الذين «أدخلوا لبنان في الحروب والدمار والقتل والتهجير، ويلقون الخطب الشعبوية والتحريضية الفارغة»، ملخّصاً أهداف المعارضة بـ«الاستيلاء على السلطة، وإخراج لبنان من الأسرة الدولية وشرعيتها، إلى غياهب التخلف والهيمنة».
ثم ألقى أمين السر العام في «الحزب التقدمي الاشتراكي» شريف فياض كلمة، أكد فيها رفض المساومة على الدولة والشرعية والمؤسسات، قائلاً: «إننا مستعدون لتسوية وطنية تنقذ لبنان من الأزمة الراهنة، على قاعدة المشاركة الوطنية الصحيحة والتمسك بالقرار الوطني اللبناني المستقل». وإذ أشار الى أن «عهد الوصاية انتهى الى غير رجعة»، رأى أن النظام السوري يحاول «استعادة التفويض الدولي لحكم لبنان وإدارته»، مضيفاً: «انتهى عهد اعتبار لبنان ساحة لتصفية حسابات السياسات الإقليمية والدولية. فلا للنظام السوري وصاية ولا لإيران موطئ قدم». وأعلن الوقوف الى جانب «الحكومة الشرعية»، مع الإصرار على إنشاء المحكمة الدولية، والتمسّك بالدولة ومؤسساتها مع «رفض أية دولة داخل الدولة الواحدة الموحدة».
وباسم قوى 14 آذار، شنّ النائب السابق غطاس خوري هجوماً على رئيس الجمهورية، معتبراً أنه «يتقن فن خرق الدستور، وأجاد علينا أخيراً بخرق فاضح باعتباره حكومة الرئيس السنيورة غير شرعية. وهو رفض التوقيع حتى على تصريف أعمال الدولة، مصدراً بذلك شهادة تسمح بقتل كل نواب الأكثرية»، وطالب بانتخاب رئيس للجمهورية من «صلب 14 آذار يمثل روح انتفاضة الاستقلال»، معتبراً أن «الحكومة شرعية. ومهما تعاظمت كرنفالات ساحة رياض الصلح وتلوّنت بألوان زاهية وأضيفت إليها شعارات المشاركة والثلث المعطل، فإن الأكثرية لن تتبرع للحود والمعارضة ولا لامبراطورية الفرس الزاحفة الى العالم العربي بهذه الحكومة حتى يخلي جنرال بعبدا سدة الرئاسة».
ورأى النائب جورج عدوان أن «ثورة الأرز ذهبت بسلطة الوصاية السورية»، معتبراً أن المعارضة «تريد العودة الى عهد الوصاية، وتعطيل الدولة من رأس الهرم بوجود رئيس جمهورية يدافع عن سلطة الوصاية، وتحاول تعطيل الحكومة الوطنية ومجلس النواب»، وأن اعتصامها يهدف الى «إيقاف الاقتصاد والعاصمة بيروت، كي يعمّموا فلسفة الفقر والتعتير»، ومؤكداً أن «المحكمة الدولية ووقت العقاب اقتربا، ومن غير الممكن إبقاء يد الجلاد على رؤوس الأحرار في هذا الوطن»، وخلص عدوان الى القول: «الحكومة لن تسقط إلا في مجلس النواب فقط، وحكومتنا لن تسقط في الشارع لأنها لبنانية القرار».
(وطنية)