عكار ــ إبراهيم طعمة
تأكيداً لهوية منطقة عكار الرافضة لكل أشكال الفتن والانقسامات الطائفية والمذهبية، وإيماناً بضرورة تفويت الفرصة على كل من يريد الاصطياد في الماء العكر، تأتي اللقاءات التي تعقد والمواقف التي يطلقها العكاريون لتصبّ في خانة الهدف الرامي الى تحييد هذه المنطقة عن منطق الانقسامات وتداعياته.
وفي هذا السياق، حذّر رئيس «التجمع الشعبي العكاري» النائب السابق وجيه البعريني، خلال لقاء عقد في دارته في وادي الريحان، من مخاطر الشحن الطائفي والمذهبي الذي «يخدم المشروع الصهيوني ــ الأميركي»، واستنكر التجاوزات التي تحصل ضد قياديين وعلماء في مناطق سنية و«الإجراءات القمعية المخالفة لجوهر الإسلام»، حيث «تعمد الدوائر الوقفية الى تجميد مهمة أي خطيب جمعة أو إمام يعلن موقفاً ضد خانة التدويليين المذهبيين»، مطالباً دار الفتوى ومديرية الأوقاف بضرورة «مراجعة المواقف والإجراءات المتخذة بحق عدد من العلماء، صوناً لوحدة الصف، ولإبعاد الدائرة الدينية عن التجاذب السياسي».
وإذ رحّب البعريني بالمبادرات العربية التي يقودها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، أشار الى أنه «لا سبيل لحلّ الأزمة في لبنان إلا بالحل العربي، بعيداً عن التدويل والتدخلات الأجنبية»، لافتاً الى ضرورة «ترتيب علاقة المحور المصري ــ السعودي مع سوريا، لأن هذا التوافق يضع الأمور في نصابها وتنطلق معه عجلة الحل».
في إطار آخر، تمّ إقرار «وثيقة عهد بين أبناء سهل عكار»، في لقاء عقد لهذه الغاية، أول من أمس، في مركز بلدية تلبيرة، بمشاركة عدد من علماء الطائفتين السنية والعلوية ورؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات.
وأشارت الوثيقة الى «وحدة أبناء عكار في مواجهة الفتن»، والى أن الوحدة الوطنية والسلم الأهلي والعيش المشترك «خطوط حمراء»، داعية رجال الدين الى «أن يكونوا مفاتيح خير».
وعلى هامش اللقاء، أفادت مصادر منظّمي اللقاء لـ«الأخبار» بأن الإعداد لهذه المبادرة جاء على خلفية «ضرورة تجنيب عكار ومنطقة السهل الانعكاسات السلبيّة للأوضاع العامة.