طرابلس ــ عبد الكافي الصمد
جدّد مفتي عكار القاضي الشيخ أسامة الرفاعي انتقاده المعارضين للحكومة، محذراً من مغبة إسقاطها في الشارع، ومعتبراً ذلك «خطاً أحمر»، كي «لا يصبح ذلك سنّة يتلاعب بها الرعاع ساعة يشاؤون». إلا انه شدد في المقابل على «وجوب الحوار، وعلى مدّ الأيدي للمصافحة والمعانقة»، داعياً الى «التعقل والهدوء والحكمة».
وقال الرفاعي في احتفال تكريمي له، في الميناء، في حضور عدد من نواب كتلة «المستقبل»: «عندما يرى الانسان هذا الجمع الذي يتستر باسم الحرية والديموقراطية ليقتل حرية أرادتها الشعوب، وليرى أن هذا الحصار الذي يضرب على رمزية معينة تمتّ إلينا بكل صلة، يجعل قلوبنا معلقة بذاك المكان، وبشخص الرجل القائم على مهمات هذه الحكومة، وبما ستؤول إليه الأمور، إما خيراً وإما شراً». وأضاف: «أتذكر مع هذا الحصار (للسرايا) كيف حاصر السلف من غير أهل الطريقة السوية الخليفة الحق عثمان بن عفان، ورفعوا في وجهه شعار الإصلاح، واتهموه بأنه قرّب أناساً لا يستحقون أن يكونوا مقربين منه، وفعلوا معه ما فعلوا، وهو الإمام الحق، ليقول له القائل: يا عثمان إن قمّصك الله قميصاً فأرادوك على خلعه، فلا تخلعه. حتى لا يكون خلع قميص الخلافة وقميص الولاية والمسؤولية سنّة بعد ذلك، فيتلاعب الرعاع بالخليفة ساعة يشاؤون». وتابع: «عجيب صبر هذا الحليم الذي يرعى السرايا، والذي يتسع صدره لكل مناقشة، أن يكون في موقعه، ويُظنّ به أنه سيضعف إذا سمع نقيقاً أو ضجيجاً، أو رأى أرتالاً هي جموع، ولكن كل جمع مؤنث!».
وطالب الرفاعي «رئيس حكومتنا بأن يكون ثابتاً وصامداً ومتمسكاً، لا بحقه فقط، فهو مؤتمن على الطائفة كلها، وعلى الوطن كله، ولذلك لا نرضى أن يكون إسقاط الحكومة في الشوارع سنّة، لأن الشرائع تمنع ذلك»، مؤكداًَ في المقابل «وجوب الحوار، ومدّ الأيدي للمصافحة وللمعانقة، لأننا نرى حرمة في دماء اللبنانيين وأموالهم وأعراضهم، وإلا فما الفرق بين ما فعلته اسرائيل في هدم بنيتنا وتهديد أمننا وقتل شبابنا ونسائنا وأطفالنا وإفلاس دولتنا، وبين من يُخيف الآمنين ويزرع الرعب في قلوبهم ويؤسس لفتنة لا يعلم نهايتها إلا الله، ويمنع الناس من أرزاقهم ومن تنقلاتهم».
وناشد «الجميع العودة الى رشدهم، وأن يسحبوا هذا الأمر من الشارع، وألا يجعلوه بأيدي الرعاع أو المتحمسين (...) عندما تُسمى الحكومة حكومة فيلتمان وتتهم بالتآمر على المقاومة، فإن هذا الكلام هو فتوى شرعية لهؤلاء الشباب المتحمسين من أجل أن يأخذوا كل شيء في طريقهم». وشدد على «نزع فتيل الفتنة، فالحكومة خط أحمر (...) ومن أرادنا بخير أردناه، ومن أرادنا بسوء فلا يلومن إلا نفسه. وكما أننا لا نهدد الغير، لا نقبل أن يهددنا الغير، وكما يطالبنا الغير بالتغيير، نطالبه بالحكمة والعودة الى المؤسسات، وكما يفتح الغير سجلات، كل الناس لديهم سجلات، إلا ان الخاسر الوحيد سيكون الوطن والمواطن، ومستقبلنا وشبابنا وأولادنا (...) إن أردتم قتال إسرائيل فنحن لها، لكن افتحوا كل الجبهات العربية. وعندها يسقط القناع، لنرى من يحمي ذاك الكيان الغاصب، ومن يتحمل من أجل حماية الأوطان والأعراض».