strong>فاتن الحاج
كسب النقابيون المستقلّون وقوى المعارضة السياسية معركة الدفاع عن خط رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي في رفض مشاريع التعاقد الوظيفي والحفاظ على مكتسبات الأساتذة، بعد فوزهم بمقاعد الهيئة الإدارية الـ 18


فرض التباين الحاد في وجهات النظر معركة «ع المنخار» بين لائحة «القرار النقابي المستقل» برئاسة النقابي حنا غريب والتي حققت في تركيبتها مناصفة بين النقابيين والمستقلين (9 أعضاء) والقوى السياسية المعارضة (9 أعضاء)، ولائحة «الإستقلال النقابي» التي ضمت قوى 14آذار، برئاسة يوسف مكرزل. وقد تقاطعت عناوين برنامجيْ التحالفيْن حول تحقيق استقلالية الرابطة والدفاع عن الحقوق المكتسبة للأساتذة وتطوير التعليم الرسمي. كما سجّل الفريقان رفضهما لمشاريع التعاقد الوظيفي، وإن كان أركان «القرار النقابي المستقل» يستغربون أن يأتي الرفض من تيارات سياسية أعدت المشاريع وتحاول فرضها على البلاد.
واستقطب اليوم الإنتخابي التنافسي حماسة المندوبين الذين تقاطروا إلى ثانوية عمر فروخ الرسمية منذ الساعات الأولى لفتح الصناديق. وقد اقترع 545 أستاذاً من أصل 565 مندوباً أي بنسبة 96,4%. وفي الأجواء، أُخذ على لائحة «الإستقلال النقابي» تغييب محافظة الجنوب، ما يتعارض مع النظام الداخلي للرابطة الذي يشترط تمثيل كل محافظة بعضو في الهيئة الإدارية على الأقل، وبالتالي إمكانية الطعن باللائحة في حال فوزها في الإنتخابات. أما أركان اللائحة فيبررون ذلك بعدم قبول أحد بالترشح على لائحتهم، إما لإنتماء غالبية المندوبين لحركة أمل وحزب الله أو للإلتزام الأخلاقي مع هذين الحزبيْن. ويلفتون إلى أنّ لا ضير من أن يكون ممثل محافظة الجنوب من اللائحة الثانية.
وفيما تردد أنّ التيار الوطني الحر اعتمد التشطيب لصالح رئيس اللائحة المنافسة يوسف مكرزل، لم ينف المرشح العوني على لائحة «القرار النقابي المستقل» ميشال الدويهي أن يكون طلب منهم ذلك «ولكننا لا نثق بأي وعد يعطينا إياه شخص مدعوم من فريق السلطة، وبالتالي فالإلتزام باللائحة كان 100%». وتساءل الدويهي: «هل يمكن للائحة شكلت بغطاء من تيار المستقبل وقريطم أن تكون ضد مشاريع التعاقد الوظيفي التي سيعمل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على إقرارها في باريس -3-».
وجدد المرشح يوسف زلغوط (حزب الله) التأكيد أنّ تظاهرة 10 أيار هي التي فرزت القوى السياسية بين مؤيد وداعم للبرنامج النقابي وبين منقلب عليه. واستبعد المرشح نزيه الجباوي (حركة أمل) التخوف من انقسام الرابطة في ظل الأجواء المريحة التي شهدتها العملية الإنتخابية، معتبراً أنّ «لائحتنا راعت التمثيل الشامل للمناطق والتيارات الحزبية واحتضنت النقابيين والمستقلين». ورأى المرشح على اللائحة النقابي محمد قاسم «أنّ المعركة تخاض بين أكثرية أعضاء الرابطة السابقين، أصحاب التاريخ النقابي وبين بعض النقابيين وبعض القوى السياسية التي لم تكن ولا أعتقد أنّها ستكون مستعدة للإلتزام بمصالح الأساتذة، إذا التزمت بالقرار السياسي». وأعلن «أننا سنعمل بكل ما أوتينا من قوة نقابية، تحت لواء أية قوة تقف في وجه السلطة السياسية كائنة من كانت وذلك لإنجاح خط الرابطة وتوجهها دفاعاً عن الأساتذة وحرية العمل النقابي». أما النقابية المستقلة والمرشحة على اللائحة نفسها بهية بعلبكي فأعربت عن ايمانها بوعي الأساتذة فهم يعرفون من يحقق لهم مطالبهم وبالتالي فسينتخبون الوجوه النقابية التي ستحافظ على حقوقهم المكتسبة.
في المقابل، حاول مرشحو «الإستقلال النقابي» الدفاع عن برنامجهم الرافض لمشاريع التعاقد الوظيفي فانطوان فاضل (حزب الكتائب) عزا فشل التوافق إلى الموقف المسبق لبعض القوى برفض الحوار، وستثبت الأيام أننا سنكون في طليعة المدافعين عن عدم تمرير مشاريع التعاقد». وعبّر النقابي ابراهيم أيوب (الحزب التقدمي الإشتراكي) عن استيائه من الأجواء الإنقسامية وهو الذي سعى كما قال إلى التوافق. أما ايمان قاروط (تيار المستقبل) فأكدت أننا عملنا من كل قلبنا لإلغاء التعاقد الوظيفي، ومكتسبات الأساتذة تحققت في عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري. واعتبر صبحي داود (حزب القوات) أنّ قوى 14 آذار هي التي أوقفت التعاقد الوظيفي.
ونفت حركة الوعي، في بيان أصدرته، أن تكون معنية بأي تحالف في انتخابات الرابطة، بعدما سعت إلى تشكيل لائحة توافقية من كل الأطراف.
وفي النتائج، لوحظ تشكيل بسيط في بعض اللوائح وغابت الأوراق البيضاء، فيما فازت لائحة «القرار النقابي المستقل» بكاملها بفارق 55 صوتاً بين آخر الفائزين وأول الخاسرين وضمت:
حنا غريب (شيوعي)، خليل السيقلي، ميشال الدويهي، طنوس المعراوي (تيار عوني)، يوسف زلغوط، خليل بيضون(حزب الله)، نزيه الجباوي، عادل سيف الدين (حركة أمل)، فؤاد أبو فيصل (سوري قومي). أما النقابيون والمستقلون الفائزون فهم: بهية بعلبكي، ليديا كرم، فؤاد عبد الساتر ، رشيد عبود ، محمد قاسم، عصمت القواص، عبد الحليم الدهيبي، أحمد خليفة، وعبده اللقيس.