ابراهيم عوض

  • وزير الإعلام السوري: الرئيس الأسد يكنّ كل تقدير للملك عبد الله بن عبد العزيز

  • تبدو الأزمة السياسية في لبنان متصلة في شكل وثيق بمنسوب التوتر أو التحسن الذي يسود العلاقات العربية ـــ العربية. وفي هذا الاطار يراقب الكثيرون تطور العلاقات بين دمشق من جهة وكل من الرياض والقاهرة

  • لا ينفك رئيـــــس مجلس النواب نبيه بري يشدد على ضرورة تنقـية العلاقات العربية ــ العربية خصوصاً تلك التي تشهد حـــــــالة جمود وتردٍّ كما هو الوضع بين السعودية وسوريا حالياً، وبيـــن الاخيرة ومصر والتي طرأ عليها تحسن ملحوظ قبل ايام، إذ يرى ذلك ضرورياً لمعالجة الازمة في لبنان.
    وقد سبق لبري ان لمس مدى ما بلغته العلاقات بين الرياض ودمشق من تدهــــــــــور خلال زيارته الاخيرة الى المملــــــكة، وذكرت اوساط قريبة منه يومها انه عاد بانطباع مفاده ان تطبيع العلاقات اللبنانية ــ السورية لا بد ان يلازمه او يسبقه تطبيع للعلاقات بين الرياض ودمشق.
    وقد زاده تطور الاحداث التي شهدها لبنان أخيراً قناعة بوجهة نظره، وهذا ما عكسته تمنياته المتكررة على الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وقبله المبعوث الرئاسي السوداني مصطفى عثمان اسماعيل بأن يوليا موضوع العلاقات السورية ــ المصرية، والسعودية ــ السورية اهتماماً خاصاً وأن يسعيا الى ازالة ما يحول دون عودتها الى وضعها السليم. والرسالة نفسها حمّلها الى وزير خارجية الامارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان الذي زاره الاسبوع الماضي، وقبله موفد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح.
    ولم يكن موسى واسماعيل بعيدين عن رؤية بري لمجريات الامور. وقد سبق للأول ان صارح رئيس الحكومة السابق سليم الحص في اتصال هاتفي خلال زيارته الاولى لبيروت قبل اسبوعين، بأنه بحاجة الى «غطاء عربي» لمواصلة مساعيه اذا اريد لها النجاح، كما صرح بعد زيارته الرياض اول من امس واجتماعه مع الملك عبد الله بن عبد العزيز، بأنه ينتظر عودة الرئيس بشار الاسد من موسكو قبل التوجه الى دمشق، مشيراً في الوقت نفسه الى انه سيجري اتصالات بعدد من المسؤولين السوريين قبل وصوله الى بيروت اليوم.
    اما الموفد السوداني فكان اكثر وضوحاً بقوله «ان جهودنا تحتاج الى دعم قوي من الدول العربية المؤثرة خصوصاً مصر والسعودية وسوريا، لحسم الأزمة قبل ان تصبح مستعصية مثل بعض مشاكل المنطقة».
    وتزامن تحرك موسى واسماعيل في بيـــــــــروت مع تطور لافت على صعيد العلاقات المصرية ـــــــ السورية، اذ شهدت القاهرة اجتماعاً للجنة العليا المشتركة السورية ــ المصرية برئاسة رئيسي حكومتي البلدين بعد مرور نحو ثلاث سنوات على الاجتماع السابق.
    وأبلغ وزير الاعلام السوري محسن بلال «الأخبار» غداة انتهاء الاجتماعات، ان العلاقات بين البلدين عادت الى صفائها ويمكن وصفها بـ «الممتازة»، لافتاً الى ان الرئيس حسني مبارك استقبل الوفد السوري على مدى ساعة ونصف ساعة، «وحمّل رئيس الحكومة محمد ناجي عطري رسالة اخوية وودية الى الرئيس بشار الأسد».
    ونوّه بلال بالحفاوة التي لقيها الوفد السوري وبالرعاية التي خص بها رئيس الحكومة المصري احمد نظيف نظيره السوري، لافتاً الى ان لهذه الاجتماعات دلالاتها على صعيد تعزيز العلاقات بين البلدين، خصوصاً أنها تأتي لتكمل ما توصل اليه الاجتماع السابق الذي عقد عام 2003. كما أفاد بأن البنود المدرجة على جدول اعمال اللجنة، وعددها اثنان وعشرون بنداً، اقرّت بالكامل وبسهولة تامة، وشملت النواحي الاقتصادية والتجارية والاجتماعية والإعلامية.
    وفيما مثـّل هذا التطـــــور الايجابي في العلاقات بين القاهرة ودمشق مفاجأة لدى الاوساط السياسية المحلية والعربيــــة، فإن معلومات مصادر متابعـــــة في العاصمتــــين تتوقع أن تمتد هذه المفاجأة لتشمل العلاقات بـــين الدولتــــتين، وهذا ما عكسه ايـــضاً رد الوزيــــــــــر بلال على سؤال عن الجديد في العلاقات السوريــــة ـــ السعوديــــة التي يكثر الحديث عن ضرورة تنقيتها، خصوصاً مع التحرك الذي يقوم به موسى لمعالجة الازمة اللبنانــــــية. اذ أكد أن سوريا «حريصة على اقامة افضل العلاقات وأحسنها مع كل الدول العربية، وهي لطالما عملت من اجل توحيد الصف العربي وإرساء التضامن بين العرب جميعاً لمواجهة الاخطار المحدقة بهم والمخططات التي تحاك ضدهم».
    ورداً على سؤال عن وجود مأخذ سعودي على مواقف معينة صدرت عن القيادة السورية إبان العدوان الاسرائيلي على لبنان، أجاب ان الجانب السوري «حرص على توضيح هذا الامر، وإزالة اي التباس حوله». وأشاد بـ «حكمة العاهل السعودي» الملك عبد الله بن عبد العزيز، مؤكداً ان الرئيس الأسد «يكنّ له كل محبة وتقدير».
    ازاء ما تقدم كيف تبدو صورة العلاقات السورية ــ اللبنانية اليوم حتى يكتمل مشهد تنقية العلاقات العربية ــ العربية؟
    رئيس كتلة الاصلاح والتغيير النيابية العماد ميشال عون، استغرب في مؤتمره الصحافي امس ان يطلب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة من موسكو المساعدة لتصحيح العلاقات بين البلدين، فيما علّق مرجع حكومي سابق على ذلك بالقول «يبدو أن الرئيس السنيورة حوّل القول الشائع اطلبوا العلم ولو في الصين، فجعله: اطلبوا العلاقة الطبيعية مع سوريا ولو في روسيا.
    الا ان مصدراً قريباً من رئيس الحكومة نفى لـ «الأخبار» ان يكون موضوع العلاقات بين بيروت ودمشق قد عرض في موسكو بنداً مستقلاًّ مدرجاً على جدول المحادثات، موضحاً انه جرى التطرق اليه خلال النقاش وفي معرض الحديث عن المحكمة الدولية، مؤكداً أن موقف الرئيس السنيورة من هذه العلاقات بات معروفاً وقد عاد وكرره في مؤتمره الصحافي الاخير.