صيدا ـــ الأخبار
دخلت كليات الفرع الخامس في الجامعة اللبنانية في صيدا السباق لإثبات النفوذ الطالبي بين الموالاة والمعارضة. فقد دشّنت أمس القوى الطالبية المعارضة (التي تتمتع بوجود قوي في هذا الفرع مع الحضور الكثيف لحزب الله وحركة أمل) التحركات الشعبية لإسقاط الحكومة وتأليف حكومة وحدة وطنية، باعتصام أقيم في مبنى كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية. وسيردّ تيار المستقبل وحلفاؤه في الحزب الاشتراكي والقوات اللبنانية بنشاط داعم للحكومة يوم غد في معهد العلوم الاجتماعية ـــ صيدا.
وعلى وقع الأغاني الوطنية التي ألهبت مشاعر الطلاب وحماستهم، هتف المئات منهم بشعارات منددة بمواقف الرئيس السنيورة «يا سنيورة سماع سماع... بدنا حكومة ما بتنباع»، و«سنيورة طلاع برا». وقد رفعت في الاعتصام لافتات تطالب بتأليف حكومة اتحاد وطني «لأنّنا نحب الحياة... نريد حكومة وطنية»، و«بدنا حكومة نظيفة» و«شراكة وليس شركة». كما رفعت شعارات المعارضة «من أجل لبنان الواحد الموحد»، فضلاً عن صور للمعتصمين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح.
الاعتصام لم تباركه إدارة الكلية التي أبدت امتعاضها. واشتكى بعض الطلاب من لغة تحريضية مذهبية استخدمها بعض مَن في الإدارة، بحسب الطالبة زينب التي تدرس في السنة الثانية ـــ علوم سياسية التي قالت: «إنّ بعض الطلاب سمع لغة مذهبية فاقعة من الإدارة مثل كيف يقام هذا النشاط في مدينة سنية... وهذا فتنة في المدينة التي تقف على الحياد». وهذا الجو الذي ساهم في خلقه بعض الأساتذة ربما سرّع في اتخاذ تيار المستقبل قراره بالرد والدعوة الى نشاط داعم للحكومة يقام يوم غد في العلوم الاجتماعية بمبناها المجاور للمبنى الذي أقيم فيه نشاط المعارضة أمس.
بدأت نشاطات الاعتصام بالنشيد الوطني اللبناني، تلته كلمة لرئيس مجلس فرع الطلاب في الكلية عمران حسن وكلمة لحزب الله وأخرى لحركة أمل والأحزاب الوطنية. ثمّ ألقى العميد المتقاعد الدكتور أمين حطيط كلمة رأى فيها ان الانقسام بين الشعب اللبناني هو انقسام عمودي بين فريقين سياسيّين: فريق يدّعي الحق بامتلاك القرار انفراداً لأن غالبية نيابية وضعته حيث هو الآن في السلطة، وفريق آخر يدعو الى تصويب المسار السياسي عبر إشراك الجميع في الوطن في القرار الوطني من غير إبعاد أو إلغاء أو تهميش لأحد... إنه صراع سياسي بامتياز قائم على من يحكم لبنان وكيف يحكم.