غسان سعود
مع تزايد اهتمام المتنيين بمتابعة مسألة الانتخابات الفرعية في منطقتهم، وإمساك التيار الوطني الحر بورقة رئيسية في ما يتعلق بخوض المعركة أو عدمها، يقول عارفو العماد ميشال عون إن لديه عناية خاصة بعدم الظهور في مظهر المستأثر بالقرار داخل «التيار الوطني الحر» أو «تكتل التغيير والإصلاح». وتشير المعلومات إلى أن المحيطين بالعماد عون يفصّلون الأمور الصغيرة والكبيرة، ويستعرضون كل المواقف قبل اتخاذ القرار. ويتميز العماد عون، وفقاً للمقربين منه، بسماعه الكل، قبل أن يأخذ قراره وفقاً للظروف.
وهكذا فإن قرار المشاركة في الانتخابات الفرعية في المتن الشمالي لم يتبلور بعد. وما زال الكلام فيه، وفقاً لعارفي الجنرال، سابقاً لأوانه. وفي السياق نفسه، يؤكد أحد نواب التكتل أن التيار وحلفاءه «لم يقولوا كلمتهم بعد، وما زالوا ينتظرون دعوة الهيئات الناخبة». ويشدد على الحضور الفاعل للتيار في المنطقة، وقدرته على رسم المعادلة التي يريد، مشدداً على أن «كل ما يحكى اليوم في الاعلام، يعدّ من باب التحليل فقط. ويجب ألا يغيب عن البال أن التيار كان على هذه الحال، قبل سنتين، حين ترك مقعداً فارغاً على لائحته، ليؤكد عدم سعيه للاستئثار بالتمثيل المسيحي».
وعلمت «الأخبار» أن الاتصالات مستمرة بين آل الجميل من جهة، والنائب ميشال المر وحزب الطاشناق من جهة أخرى. وثمة وسطاء عدة يحاولون إعادة وصل ما انقطع بين الرئيس أمين الجميل والعماد عون، إلا أن الجهد لم يعد منصبّاً على إقناع الجميل باستقبال العماد عون في زيارة تعزية بالشهيد بيار الجميّل، بل تتمحور حول ما يمكن فعله لإزالة الإشكال الذي نتج من مواقف الجميل التي، وفقاً للمصادر العونيّة، لم تحترم موقف العماد عون أو ثوابت بكركي. وتصرُّ هذه المصادر على رفض مبدأ التفاهم إذا لم يكن متكاملاً كما تفترض القواعد والأصول.
ويقول العونيون إن فوز بيار الجميل في الانتخابات الأخيرة لم يعدّ «فوز خصم»، ورغم التباين السياسي لم تكن ثمة «خصومة انتخابية» بين التيار والكتائب.
يؤكد العونيون أن الواقع الراهن رهن بموقف الكتائب، ولا سيما الرئيس الجميل. وخصوصاً بعد أن شملت التعزية بالوزير الجميل الخصومات التاريخية الحادّة مثل الحزب السوري القومي الاجتماعي، والخصومات الحديثة مثل حزب الله وحتى سوريا التي عزت من خلال سفاراتها.
يؤكد أحد نواب التيار أنهم لا يعملون على «ردات الفعل»، بل بناءً على معطيات وأولويات تتخطى اللحظة الآنية. ويجب أن يؤخذ في الاعتبار دوماً أن الخيار التعبوي والشعبي، وهو أسهل الخيارات، قد لا يكون مناسباً في كلِّ الحالات.