رزان يحيى
أمس الأول، أجرت الجامعة اللبنانية الأميركية انتخابات ناديي: حقوق الإنسان (human rights) والحوار (debate club). الانتخابات لم تمرّ بسلام، على الأقل بالنسبة لقسم من الطلاب، وبالتحديد طلاب «المعارضة» الذين رأوا أن «الانتخابات لم تجر وفق الأطر القانونية»، بينما رأى طلاب «السلطة» وبالتحديد مسؤول تيار المستقبل في الجامعة أن الانتخابات قانونية 100وكانت الجامعة قد فتحت باب الانتساب إلى نواديها في السابع من تشرين الثاني 2006، فتهافت الطلاب إليها بشكل ملحوظ. يومها «تنبأ» الطلاب بإمكان تسييس انتخابات النوادي، وخصوصاً أن الجامعة ألغت الانتخابات الطالبية. فاعتبر مسؤول قطاع الشباب والطلاب في حركة الشعب بلال طي أن تيار المستقبل «سيحاول إثبات نفسه من خلال النوادي»، بينما رأى مسؤول في تيار المستقبل «أن تحوّل الطلاب الحزبيين الى النوادي هو أمر طبيعي، لدعم تياراتهم بطرق غير سياسية». وأمس الأول، تحوّل «التنبّؤ إلى واقع». وخاضت «الأحزاب انتخاباتها داخل النوادي» التي من المفترض أن تكون فسحة إضافيةً «للطلاب الذين يتشاركون الاهتمامات نفسها على الصعيد الثقافي، الفكري، الموسيقي، التربوي والأكاديمي...»، بحسب ما ورد في مقدمة قانون النوادي الطالبية.
يعدّ نادي حقوق الناس النادي الأكثر تسييساً بالنسبة للطلاب. العام الماضي، كانت رئاسة النادي لحركة الشعب، ورجّحت انتخابات العام الحالي الكفّة لتيار المستقبل الذي فاز بالتزكية. يلخص طي عدم قانونية الانتخابات بأمرين: الأول، تغييب أسماء طلاب يدعمون حركة الشعب، علماً بأن طي يؤكد أن الطلاب المذكورين كتبوا أسماءهم ضمن الفترة القانونية للتسجيل. ثانياً، وصول رسائل خلوية قصيرة صادرة عن تيار المستقبل إلى الطلاب لانتخاب تيار المستقبل. يقول طي: «لا مشكلة في رسائل الـsms، لكن المشكلة هي في كيفية حصول طلاب المستقبل على أسماء الطلاب المسجّلين في النادي، إذ إن مكتب التوجيه هو وحده من يحق له الاطلاع على هذه اللوائح». لذلك كان قرار «طلاب المعارضة» الانسحاب من الانتخابات لتجريدهم من حق الانتخاب، بحسب طي الذي يؤكد أن الحركة حاولت الاتصال بالإدارة لتوضيح الموضوع. ولكن حتى الساعة، لم تتح الفرصة للقاء العميد الدكتور طارق نعواس، والحركة لا تزال تنتظر هذا اللقاء علّها تتوصّل مع العميد إلى إعادة إجراء الانتخابات أو الحصول على أجوبة مقنعة لما حصل.
من جهة أخرى، رأى مسؤول تيار المستقبل في الجامعة عمر فليفل أن الانتخابات قانونية 100%، وأن ادّعاء «حزب الله وحركة أمل حصول زعبرة» كلام عار عن الصحة. فليفل أكد أن التيار لا يخوض انتخابات سياسية في النوادي، لكنه، في سياق حديثه عن الانتخابات، أكد أن «شباب المستقبل نجحوا في انتزاع مقاعد الهيئة الإدارية الأربعة، بكل ديموقراطية». وقال «الحمد لله إننا نحن من ربح بالانتخابات». ورفض فليفل الإجابة حين سئل عن خلفية الاتهامات التي وجّهتها حركة الشعب.
على صعيد التعاطي السياسي مع النوادي، يؤكد طي أن حركة الشعب لا تتعامل مع النوادي على أساس سياسي، لكن «هناك بعض الأمور كأهداف النادي ومبادئ الحركة تتقاطع بعضها مع بعض». ولذلك يرى طي أن حركة الشعب تستطيع أن تنشّط النادي، وهذا ما حصل في العام المنصرم من خلال النشاطات التي قام بها النادي على صعيد المواطنية، حقوق المرأة، العلمانية والأسرى.
الجدير بالذكر أنّه تعذّر الحصول على «دفاع» من إدارة الجامعة بشأن ما جرى، لعدم رغبتها في دخول «المتاهات والأخذ والرد»، ولأن موقف الإدارة الثابت يؤكد على عدم التمييز بين طالب وآخر.