جورج شاهين
رغم تأكيد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن نسبة التفاؤل ارتفعت عنده إلى 51%، فإن أوساطاً سياسية ووزارية عبرت عن خشيتها من دخول المبادرة العربية الحلقة المفرغة. وفي المعلومات التي توافرت لـ«الأخبار» أن موسى أبلغ رئيس الجمهورية العماد إميل لحود أنه حقق حتى الآن بعض «الانجازات المتواضعة»، التي رفعت من نسبة «تشاؤله» ونقلته إلى مرحلة «التفاؤم» تمهيداً لمرحلة التفاهم. وقال إن العمل متواصل لنقل هذه الإنجازات إلى «لائحة التحصيل» المبدئي.
وفي المعلومات أن موسى تحدث عن تقدم على محورين: أولهما ما يشبه الإجماع على الصيغة الوزارية النهائية على قاعدة 19/10/1، وأنه لم يناقش الصيغة المتصلة بالجهة التي ستسمي «الوزير الملك». وثانيهما أن موسى حصل على موافقة مبدئية من فريق الأكثرية على اللجنة السداسية، وأن النقاش ما زال قائماً على «خريطة طريق» تؤمن التزامن في تطبيق الخطوتين.
وتقول المصادر إن التوافق على الخطوتين يصطدم بالتصلب عند الطرفين، فالرئيس بري ربط الموافقة بإعادة البحث في قوانين المحكمة ابتداء من الصفر، وهو لا يعترف بأي من الخطوات التي عبرها مشروع المحكمة، بدءاً من جلسة مجلس الوزراء في 11/11/، فيما أصر السنيورة على استكمال البحث من حيث وصل عند نشر مشروع القانون المعجل في الجريدة الرسمية في 14 الجاري، عدا عدم ربط عمل اللجنة بالوضع الحكومي.
وفي معلومات «الأخبار» أن لحود عبر عن تقديره للجهود التي بذلها موسى وموفد الرئيس السوداني، وهو يأمل أن يتفق الجميع على اعتبار أن تشكيل حكومة وحدة وطنية هو «مفتاح الحل» وأنه لا يطلب إلا التوافق على اللجنة السداسية ولا يريد أن يكون له أي عضو فيها، متمنياً التفاهم على التعديلات وعرضها على الجهات المختصة وفق الآليات الدستورية، ومنها مضمون المادة 52 من الدستور.
وعلمت «الأخبار» أن لحود أبلغ موسى أن الاستشارات جارية لترتيب عملية الانتخاب الفرعي في المتن الشمالي لملء المركز النيابي الذي شغر باستشهاد بيار الجميل من دون إصدار أي مرسوم بالنظر إلى رأيه غير القابل للجدل بعدم دستورية حكومة السنيورة.
وعلمت «الأخبار» أن موسى شرح للحود أنه يعمل الآن على ترتيب لقاء بين بري والسنيورة للتفاهم على الخطوات الضرورية، ومتى حسنت النيات فلن يكون هناك عائق دون ترتيب المخارج، فنشر القانون في الجريدة الرسمية لن يكون عائقاً، وكذلك تسميــــة الوزير الملك.
وتقول مصادر واسعة الاطلاع إن الحلول لم تعد مرهونة بمنطق «الدجاجة قبل أو البيضة»، وثمة معلومة تقول إن المبادرة العربية استنفدت وما حققته يسهل إمرار مرحلة الأعياد ليس إلا، والحل، ما لم يمر بالعاصمة الأميركية، فلن يمر، ولن يفلح العرب في مقاربة المخارج، وإلى تلك المرحلة الغامضة، ما على اللبنانيين سوى الانتظار.