نادر فوز
تحت شعار «لا للحرب الأهلية، نعم للسلم الأهلي والحوار والوفاق»، نظّم تجمّع القوى المدنية أمس تحركاً سلمياً أمام مبنى المتحف الوطني رفضاً للأجواء المتشنّجة التي تشير إلى بدء حرب أهلية. ومن اللافتات التي رفعها المشاركون، «صيغة العيش المشترك في لبنان كفلت استمراره وصانت استقراره»، «نعم لاستقلال الدولة اللبنانية وسيادتها ضمن حدودها المرسّمة، نعم للسلم الأهلي، لا للحرب الأهلية».
حضر الاعتصام الدكتور عصام خليفة، الأمين العام للحركة الثقافية ــ أنطلياس، والنائب السابق حبيب صادق، وشخصيات نقابية وفنية عديدة، كما حضر ممثلون من دائرة بيروت في تيار المستقبل.
ورأى خليفة هذا التحرك «السلمي والمدني» تعبيراً عن رفض الجمعيات الأهلية للعنف والحرب الأهلية «التي من مؤشراتها التوترات في الشوارع والتعطيل الدستوري»، مشيراً إلى أن هذا التحرك ليس موجهاً ضد أي طرف، «بل هو دعوة إلى الحوار لحلّ الأزمات في الوطن».
من جهته، لفت صادق إلى أنّ تحرك أمس جاء «تعبيراً رمزياً عن رفض الأوضاع السيّئة التي يعيشها الجميع في لبنان»، والتي تؤثر على كل القطاعات»، داعياً كافة المواطنين الذين يرفضون هذه الأجواء إلى «كسر الصمت والتعبير عن آرائهم ضمن الأطر السلمية».
عند الساعة السادسة مساء، أنشد المشاركون النشيد الوطني اللبناني، كما أضاؤوا الشموع. ووُزّع على الصحافيين «مشروع نداء بيروت والوطن» الذي تضمّن أبرز النقاط التي يرى فيها «التجمّع» خلاصاً للأزمة الحالية، وهي نفسها التي كانت قد أُعلنت خلال المؤتمر الصحافي الذي أطلق من خلاله «النداء» في الثاني من الشهر الجاري. ويدعو التجمّع في ندائه إلى جلوس كل القوى اللبنانية إلى طاولة حوار وطني تتمثل فيه كل الأطراف، بهدف إجراء تسوية وطنية تاريخية، ليتم تأليف حكومة وفاق وطني يكون من مهماتها إعادة لملمة شمل البلاد وأهلها، والتعاون مع مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. كما يشددون على ضرورة صياغة قانون انتخابي جديد عصري وعادل يضمن صحة تمثيل اللبنانيين.
وطالب المشاركون بإقرار مشروع المحكمة الدولية ذات الطابع الدولي لكشف مرتكبي الجرائم السياسية، كما أعلنوا تكاتفهم مع تحرك الهيئات الاقتصادية الداعي إلى التوافق بين الساسة المعنيين للإسراع في معالجة المعضلة الاقتصادية والاجتماعية.