فاتن الحاج
سعت المنظمات الشبابية والطالبية في يوم الطالب الجامعي المعارض أمس إلى ضخ الحماسة في صفوف طلاب المعارضة وشبابها، وسط حديث عن ملل بدأ يتسلل إلى نفوس المعتصمين في وسط بيروت. وقد ردّد الطلاب الوافدون من كليات الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة والمعاهد المهنية والتقنية عناوين الاعتصام المفتوح.
الطلاب حضروا بأعلامهم وشعاراتهم إلى ساحة رياض الصلح. نهم في ساحة بشارة الخوري وساروا في تظاهرة باتجاه ساحة المهرجان. وأبى طلّاب كلية العلوم ـــ الفرع الأوّل إلّا أن يتشاركوا في بسط علم لبناني ضخم، وسط الحشود المشاركة. بدورهم، عونيّو جامعة البلمند مرّوا من هنا (ساحة المهرجان الطالبي) بشعار برتقالي يقول «إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بدّ أن يستقيل السنيورة».
الخطابات بدأت مع طلاب الجامعة الإسلامية التي تحدثت باسمهم كارولين المهتار فأكدت «أننا سنبقى في ساحة الشرف والكرامة حتى تحقيق العيش المشترك الحقيقي». ورأى جواد خليفة (الجامعة الأميركية في بيروت) «أنّ خلافنا سياسي بامتياز وليس خلافاً على العلم كما كان في وقت من الأوقات». واستشهد محمد عكاوي (جامعة بيروت العربية) بقول لعبد الناصر «إنّ الجامعات ليست أبراجاً عاجية، بل هي طلائع متقدمة تستكشف للشعب طريق الحياة». وطالب جهاد سلامة (جامعة البلمند) بحكومة مقاومة تعالج الوضع الاقتصادي والإصلاحات الحقيقية وبنية النظام الطائفي». أما جاد شبير (الجامعة اليسوعية) فقال: «نحن التيار الوطني الحر لا أحد يعزلنا، نحن مسلمين ومسيحيين، دفاعاً عن لبنان العظيم». وانتقد فاتشيه أليكسانيان (جامعة هايكازيان) «حكومة الإقصاء لشرائح أساسية من المجتمع وتغييبها للتمثيل العلماني على حساب تمثيل الأسياد والزعماء». ودعا خليل كساب (جامعة الحكمة) إلى حكومة ممثلة للجميع تبين حجم الأقلية والأكثرية الحقيقية الجديدة. ومن جامعة سيدة اللويزة شدد طوني الحاج على إقامة جمهورية مدنية لا طائفية يسود فيها القانون، بعيداً من الرشوة والمحسوبية. ووجه جينو عون (جامعة الكسليك) ثلاث رسائل إلى المواطن الذي لم تحقق مطالبه، والحكومة «التي نعارضها حتى آخر يوم في حياتنا، والمعارضة التي حررت لبنان من «الاحتلال» السوري والاحتلال الإسرائيلي». وأكد شربل نعيمة (AUT) «أننا طلاب علم ومعرفة وسنقاوم العدوان السياسي كما قاومنا العدوان العسكري». ورفض ناصر مرعي (الجامعة اللبنانية ـــ الدولية) إلغاء ثمار المقاومة ودفع البلاد نحو الفتنة المذهبية، بوساطة الخطابات الفولكلورية التي تسعى إلى إعاقة توحيد الصف العربي. مهدي برجاوي من الجامعة اللبنانية ـــ الأميركية لفت إلى «أنناّ في جامعتنا نعيش في مدينة أمنية قرب قصر الفساد والإفساد، مشيراً إلى «أنّ الهوية العربية والعداء لإسرائيل يجمعنا جميعاً». ورأى حسين محسن من جامعة ( BCU) «أننا هنا لنعيد ساحات بيروت إلى أصحابها، لنكشف سرقة العصر، ونبني لبنان الجديد والحقيقي». ومسك الختام كان مع كلمة الجامعة الوطنية اللبنانية التي ألقاها حسين النمر وقال: «صمدنا في وجه الهجمة الصهيونية فيما راهن البعض على هزيمتنا، كما نصر على البقاء، فيما يراهن البعض على نفاد صبرنا».
وكانت جمعيات عمومية قد سبقت المهرجان في كلية العلوم في المجمع الجامعي في الحدث لطلاب كليات العلوم وإدارة الأعمال والحقوق والعلوم السياسية والهندسة. وقد ألقيت كلمات داعمة لتحرك المعارضة لكل من رئيس مجلس فرع طلاب كلية العلوم فضل الموسوي وجورج مرعب (التيار الوطني الحر) ومحمد باقر جابر (حركة أمل)، علي حيدر (حركة الشعب) وحيان اسماعيل ( تيار المردة) وعلي جمال الدين (الحزب السوري القومي) وحسين طفيلي (حزب الله). أما في كلية التربية الفرع الأول في الأونيسكو فلم يتحمل الجيران رأي طلاب المعارضة فأقدموا على رشقهم بالبيض، ما استدعى تدخل رئيس مجلس فرع الطلاب في كلية الآداب عباس قطايا فشكرهم «على الفكر المنفتح الذي يشبه الدموع نفسها التي ذرفت عندما كنا نقاتل بالصواريخ».