بابا نويل
  • روز زياده

    تيمّناً بمبادرة المجوس الذين أخذوا الهدايا للسيد المسيح يوم ولادته، نخصص لأطفالنا الهدايا القيمة، وقد أضفى وجودك يا بابا نويل على عاداتنا الدينية جو السرية. الأهل يعدون أولادهم بالكتابة لك إن هم اهتموا بدروسهم ليرسل لهم هدية ثمينة، أو لترك هديتهم للسنة المقبلة إن هم رسبوا في امتحاناتهم. الأهل أذكياء؟ ربما. ولكن نحن هذه السنة سنأخذ دور الأهل بالكتابة لك لنقول:
    «بابا نويل، شعب لبنان، كل شعب لبنان يتيم. وهو يشحذ العدالة، الاستقرار، نحن نتوق الى حكام يحترموننا، ويقدّرون حاجاتنا، ويقوّموننا إنسانياً، وإنتاجياً، وإبداعياً. نحن نحلم برجال حنكة وحكمة ومعرفة بإدارة البلدان. برجال أشداء ليرسّخوا السلام في بلدنا، ويصونوا شبابنا من كل غادر.
    نحن يا بابا نويل، في ظل الحكم القائم، والجو المتشنّج. وأمام عدم المسؤولية عند جميع الفئات الحاكمة وغير الحاكمة، والسياسية وغير السياسية، والداخلة حديثاً الى ساحة «المباطحة» الحكمية. نعم، الحكم في بلادنا فيه شدّ للحبال، والحرد، والاعتكاف، من جهة. وفيه حكم النكاية، والتشبّث بالصوابية الواحدة، والاتكال على مساندة ما عدت أعلم من... ومن... ومن.
    في ظل هذا، قلت: لا حساب لنا معيشياً ولا أمنياً ولا وظيفياً ولم نعد نعرف ممن نحكم، واذا ما قادنا قدرنا الغاشم الى حادث ما، من سيحكم علينا.
    أليست هذه حال الأيتام الذين من دون مأوى؟ بالله عليك بابا نويل بعدما شرحت لك حالنا هل ستجرؤ على أن تقوم بنقل رسالة الى الواقفين على محطات مطاليبهم والمتأبطين ذراع بعضهم ليمنعوا تسريب تلك المطالب، والممسكين... أرجوك لا تنس الممسكين بالحقائق النيّرة والذين يتلاعب هوس ما في رؤوسهم لينفحونا بكلمات على «حفافي» الحقائق التي لا تساعد بؤسنا، بل تزيد التهجّم على ناس، والتبخير أمام آخرين.
    قل لهم بابا نويل، قل لهم «بأننا لسنا عبيداً لديهم، وأن أعمال لبنان متوقفة، وانهم لا يهتمون، ولا أنشأوا مؤسسات ترعى المواطن في وقت خلافاتهم. وكفاهم كذباً وتدجيلاً ومضيعةً للوقت. ألا تعتقد يا بابا نويل بأن الخسائر البشرية، والأطفال الذين جعلوهم من دون آباء، وحصول كارثة كل سنة قرابة ذكرى ميلاد السيد المسيح، بأن هذه الأمور كافية لأخذهم الى نيران الجحيم؟ وأن دعوات الأمهات كافية، ودعوات البؤساء... أجل بؤساء لبنان نحن. وكل بائس منا تتنازعه جماعات... نعم جماعات لا نعرفهم لإحكام طوق الذل على لبنان بأكمله. قل لهم لقد أدخلتم كل أصحابكم الى لبنان، ماذا تريدون بعد؟ لقد نلتم كل تبجيل العالم وخسرتم احترامنا نحن البؤساء بهمتكم جميعاً. بما أنكم حزتم التقدير من آخرين اذهبوا إليهم وعيّدوا عندهم، لربما أُتيح لنا أن نصلي الى ربنا في ذكرى ميلاده لأن وجودكم يكفّر. وحرام ان نقول كلمة صلاة وكلمة كفر بسببكم».
    شكراً لك بابا نويل سلفاً.



    شكراً سعادة السفير

  • فايز وديع فارس

    يبدو أن المربع الإقليمي المؤلف من مصر والسعودية والأردن وتركيا بدأ يفعل فعله متناغماً مع التحولات في سياسة أمريكا الشرق أوسطية. سفير مصر السيد حسين ضرار قالها بصوت عال: الحكومة دستورية ورئيس الجمهورية وضعه دستوري ومجلس النواب دستوري. سفير السعودية عبد الرحمن الخوجه يحذر ويدعم. وزير خارجية الأردن زار وحذر ودعم وذكّر بأن ملكه أعلن للمرة المئة بعد الألف أن مملكته لن تكون الوطن البديل للفلسطينيين (إلاّ إذا قبل لبنان وقبلت سوريا بتوطين المقيمين منهم في أراضيهما). الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى يتحرك ضمن مشروع التسوية المصري السعودي والأردني. رئيس وزراء تركيا ووزير خارجيته لم يتركا بلداً في هذا الشرق الأوسط الكبير إلاّ قاما بزيارته حيث وجهات النظر كانت متطابقة وإيجابية. أنا كنت اكتفيت بضمون تصريح السفير المصري الذي أعاد الأمور إلى نصابها ووضع الإصبع على الجرح الدستوري، مشيراً بكل بساطة إلى النقطة الخلافية الأولى والأساسية التي فجرت كل هذه الطاقات العدائية. وكأني به يقول للجميع وليس فقط لفريق الأربعتعش إنه علينا إجراء مصالحة مع دستورنا، أي مع ذاتنا، ما دامت كل الطوائف أعلنت وتعلن تمسكها باتفاق الطائف نصاً وروحاً. كفاكم وكفى هذا الشعب المسكين اختلافاً على جنس الملائكة. أو تتوقعون من الرئيس بوش الابن إصدار تعليماته الصريحة لكم على منبر البيت الأسود، عفواً الأبيض؟